المخاطر الإسرائيلية وأطماعها في المنطقة تزيد من أهمية بناء التحالفات لدى دمشق - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: المخاطر الإسرائيلية وأطماعها في المنطقة تزيد من أهمية بناء التحالفات لدى دمشق - تليجراف الخليج اليوم السبت 21 يونيو 2025 04:01 مساءً

تليجراف الخليج - بعد أن دخلت منطقة الشرق الأوسط فجر الجمعة الماضي، منعطفا خطيراً مع بدء الحرب بين إيران و "إسرائيل"، وسط مؤشرات على اتساع رقعتها وتهديدها المباشر لحياة الناس واستقرار دول الإقليم، خصوصاً مع استمرار الغارات المتبادلة بين الطرفين، الأمر الذي قد يؤدي إلى دخول أطراف دولية كبرى واندلاع مواجهة إقليمية شاملة في المنطقة.

تستمر "إسرائيل" في انتهاكاتها داخل الأراضي السورية، حيث قامت القوات الإسرائيلية بتنفيذ عملية عسكرية في قرية بيت جن، بالقرب من الحدود مع لبنان، أسفرت عن اعتقال عدد من عناصر حركة "حماس"، وفق بيان رسمي صدر عن الجيش الإسرائيلي.

وشهدت العملية أيضًا مقتل أحد الأشخاص نتيجة إطلاق الاشتباكات، بحسب ما نقلته وسائل إعلام سورية رسمية.

وتأتي هذه العملية في سياق التوسع العسكري لـ "إسرائيل" في جنوب سوريا منذ سقوط النظام في دمشق في ديسمبر 2024، واحتلال تل أبيب لمواقع استراتيجية مثل قمة جبل الشيخ التي تمنحها تفوقًا استخباراتيًا وعسكريًا على الحدود السورية – اللبنانية. بالإضافة إلى خطط لإقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 65 كيلومترًا داخل الأراضي السورية، مستغلةً خروج إيران وحزب الله من سوريا، ما يمثل فرصة لتحقيق "إسرائيل" خطتها الاستراتيجية المسماة "ممر داود".

وبحسب التقارير، ففي حال نجاح هذه الخطة، ستصل "إسرائيل" إلى جنوب سوريا عبر مرتفعات الجولان، وإلى شرق الفرات عبر دير الزور، وصولاً إلى الحدود التركية. ما يخلق نفوذاً كبيراً لـ "إسرائيل" على مساحة جغرافية واسعة، ويحقق الجزء الأكبر من حلم "دولة إسرائيل الكبرى".

وترى "إسرائيل"، أن تقارب واشنطن مع الحكومة السورية في الأونة الأخيرة، يعتبر ورقة ضغط استراتيجية في وجه أحمد الشرع، خصوصاً وأن واشنطن تضع مصالح حليفتها "إسرائيل" في المرتبة الأولى، وهو ما أثبتته السنوات الأخيرة الماضية في حرب "إسرائيل" على غزة، ووقوفها الى جانب "إسرائيل" أثناء ممارساتها الوحشية تجاه دول وشعوب المنطقة، وسوريا اليوم ليست مستثنية من ذلك المصير حتى لو عززت علاقاتها بالولايات المتحدة الأمريكية، فالأخيرة تعد سوريا شريكاً مؤقتاً الى حين تنفيذ شروطها، بينما تتخذ من "إسرائيل" حليفاً تاريخياً.

وبحسب دكتورة العلاقات الدولية والدبلوماسية الأستاذة سماهر الخطيب، فإن سورية كانت ومازالت على رأس الأجندة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، لما تحويه من أهمية استراتيجية وطاقوية وجيوبولتيكية وهذا ما يترجم التحول الدراماتيكي لسياسات الولايات المتحدة تجاه الحكومة السورية الجديدة، ورفع العقوبات عنها، باعتبار أن سوريا جزء لا يتجزأ من ترتيب أكبر تقوم به الولايات المتحدة وحليفتها "إسرائيل" في المنطقة، والذي ترجمته بشرق أوسط جديد، ولأن دمشق تعلم هذه الاستراتيجية وتقرأ هذه الأهمية توجهت نحو العرض الذي قدمته لواشنطن بأن تكون لها الأولوية في كل المشروعات الاستثمارية المهمة كمشروعات الغاز والطاقة، بذلك تكون سوريا دولة ذات توجه أمريكي خالص.

وأضافت الخطيب، في المقابل تسعى "إسرائيل" إلى الاستفادة القصوى من الوضع الحالي في البلاد بعد أن توغلت في المزيد من الأراضي السورية وتحديداً في منابع المياه الجوفية والمعادن والتلال ذات الأهمية الإستراتيجية التي تسيطر من خلالها على دول الوقت قاطبةً وهذا ما ترجم بمساعي "إسرائيل" الواضحة لترسيخ الوجود العسكري طويل الأمد في المناطق السورية المحتلة حديثًا، خصوصاً مع انسحاب بعض القوات الأمريكية من سوريا في الأونة الاخيرة، وأظهار صور الأقمار الصناعية ثمقيام "إسرائيل" بإنشاء عدة قواعد عسكرية جديدة، في تكرارٍ لنموذج الاحتلال الذي مارسته في جنوب لبنان بين عامي 1982 و2000.

وترى المتخصصة في العلاقات الدولية، بأن الضرورة اليوم وبحكم الأمر الواقع يتوجب على سلطة الأمر الواقع الحالية أو الحكومة السورية الجديدة الانفتاح والتحالف مع العديد من دول المنطقة والإقليم والقوى الدولية، بهدف مساعدتها في البحث عن توازن القوى المطلوب مع تزايد التهديدات الإسرائيلية في المنطقة التي تسعى لفرض مصالحها بشتّى الوسائل.

الأمر الذي يدفع الرئيس السوري المؤقت الشرع، إلى اعتماد سياسة الانفتاح تجاه مختلف الدول العربية والعالمية، خصوصاً مع كل من تركيا وروسيا اللتان تعترفان بضرورة احترام سيادة سوريا وأراضيها، وتدعمان الإدارة السورية الجديدة، سياسياً واقتصادياً، من أجل تحقيق الاستقرار في البلاد.

وبالحديث عن روسيا، رأت الدكتورة سماهر في روسيا شريكاً استراتيجياً جديرًا، وبشكل خاص مع تصاعد التواصل في الفترة الأخيرة ما بين روسيا وسوريا، وتأكيد موسكو الدائم استعدادها لتعميق التعاون مع سوريا في جميع المجالات اللازمة، ناهيك عن الخطوات الفعلية التي اتخذتها على الأرض، ولاسيما كونها مورداً هاماً للطاقة والقمح والسلاح لسوريا.

وأضافت الخطيب أن روسيا تحظى بقاعدة عسكرية جوية كبيرة على الساحل السوري، تستطيع من خلالها دمشق تأمين أجوائها وحفظ توازن قوى أمام "إسرائيل" الطامعة في السيطرة على المزيد من المناطق في سوريا، والتي تتذرع بحجج واهية لقصف البنى التحتية العسكرية السورية والتوغل في الجنوب.

وفي السياق، نقلت صحيفة إزفيستيا الروسية نهاية الشهر الماضي، عن مصدر مطلع، قوله إن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني قد يزور روسيا، وسط توقعات بأن تعزز الزيارة الاتصالات بين موسكو ودمشق. وقال المصدر إن "الجانب السوري يجري النظر في إمكانية إجراء مثل هذه الزيارة"، دون الكشف عن موعد محدد لها.

 


نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.