محمد بن راشد: كلما تفكرت في حكمة أبي أدركت كم تعلمت منه حب الصدق والعدل - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: محمد بن راشد: كلما تفكرت في حكمة أبي أدركت كم تعلمت منه حب الصدق والعدل - تليجراف الخليج اليوم السبت 21 يونيو 2025 04:52 مساءً

أكّد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أن شخصية والده المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، كانت ولا تزال مصدر إلهام له، مؤكداً أن ملامح كثيرة من نهجه في الحياة والعمل استقاها من تلك الشخصية الفريدة.

وقال سموه في تدوينة على حسابه في منصة إكس ضمن استعراضه لمقتطفات من الفصل التاسع من كتابه الجديد "علّمتني الحياة"، والمقرر صدوره خلال الأشهر المقبلة: ""رحم الله أبي ".. الفصل التاسع من كتابي الجديد "علمتني الحياة " الذي سيصدر خلال الأشهر القادمة .. رحم الله أبي .. كلما تفكرت في حنكة أبي وحكمته … وحياته وسيرته .. أدركت كم تعلمت منه .. وكيف تأثرت بشخصيّته .. تعلمت من أبي بساطة العيش .. وضبط النفس .. وأن لا أنشغل بالتفاهات ..ولا أصدق ضعاف العقول والتافهين".

وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "تعلمت منه الإصغاء … ومتى أشتد ومتى ألين .. تعلمت منه الوقار من غير تكلف .. والتسامح تجاه الجهال من الناس .. والتلطف مع الجميع . كان مجرد حضوره يفرض الإجلال على الجميع … كان أبي قليل الغضب والانفعال .. كان حسن النية والطوية .. ولا يحب الخداع .. ولا يجزع أو يهلع من أي أمر بل هو ثابت واثق رصين .. وإذا عبّر عن استحسانه عبّر بقدر .. وبدون محاباة".

وذكر سموه: "تعلمت من أبي أن أحب أهلي وأقربائي وإخواني وأن أكون قريباً من أخواتي .. وما زلت … وتعلمت منه أن أحب الصدق وأحب العدل . وتعلمت منه تقبل النقد والثقة بالنفس .. والتوازن بين اللطف مع الناس.. والوقار والحزم الذي يتطلبه موقعي".

وأشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "تعلمت من أبي أن لا أتسقط الأخطاء .. وأن لا أبحث عن زلات الناس .. وأن أتغافل أحياناً .. وألفت النظر بلطف أحياناً اخرى .. وخاصة مع من تأكدت من إخلاصهم وحبهم وتفانيهم في أعمالهم . كان أبي رصينا حازماً .. لا تستهويه المدائح .. ولا التهليل .. ولا ينطلي عليه التملق . ولا ينخدع بالمسميات الإعلامية أو التضخيمات الغير منطقية .. كان لا يأخذ بالانطباع الأول حوّل أي موضوع .. بل يتدبر فيه ويتفكر .. ويستشير ويسأل .. وتعلمت منه الإصغاء لكل من لديه رأي سديد أو عقل رشيد . كان أبي يحب العلماء لكنه يستطيع بسهولة كشف مدعي العلم .. كان يحب مجالسة التجار وأهل السوق … وكان يوقر أصحاب الدين .. ويحب عمل الخير .. وكان سمحاً صادقاً… مستقيماً في حياته .. لم يزدري إنساناً أو يستعلي على أحد".

وأوضح سموه: "كان يتفرس في الناس والشباب .. يدعم أصحاب المواهب التجارية ويستعين بمن يرى عنده قدرات إدارية .. كان بعيد النظر .. دقيق البحث في كل الأمور .. لا يحب العجلة .. ولكنه إذا عزم على أمر لم يتردد ولم يشك ولم يرتبك عند اتخاذ القرار . كان حريصا على أصدقائه .. مرحا معهم .. منبسطاً في الحديث معهم … إلا أنه لا يخلط الخاص بالعام .. لا يحابي أصدقاءه بتكليفهم المسؤوليات الحكومية .. ولا يصادق من يعملون معه من المسؤولين .. بل يجعل بينهم وبينه مساحة .. يسودها الثقة والاحترام والمحاسبة".

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "لم يكن أبي غليظاً أو عنيفاً.. بل ودوداً متسامحاً كريماً يعطي كل شخص حقه .. ويخصص لكل أحد جزء من وقته .. لم يكن أبي يهوى كثرة الطعام .. أو كثرة الكلام .. أو كثرة المباني والقصور .. بل يميل للبساطة .. والتخفف والتحكم في نفسه.. رحم الله أبي".