نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: «أبونا زايد».. سيرة عطرة حاضرة في ذاكرة أبناء الوطن - تليجراف الخليج اليوم الأحد 22 يونيو 2025 12:40 صباحاً
مرفت عبدالحميد ومريم العلي
تشارك دولة الإمارات العالم في 21 يونيو من كل عام الاحتفال بيوم الأب، الذي يعد دعوة إلى التأمل في دور الآباء في تشكيل شخصيات أبنائهم، وغرس القيم، وبناء أجيال قادرة على مواجهة تحديات الحياة، فاليوم لا نحتفي برجل فقط، بل نحتفي بـ شخصية صنعت تفاصيلنا الصغيرة، ذاك الذي لا يقول «أنا تعبت»، لكنه ينهض كل يوم ليمنحنا المعنى والأمان.
طمأنينة وسلام
في كل بيت قصة، وفي كل طفل ذاكرة تحمل ظل والده، وأب ترك لابنه نصيحة تنير له دربه وطريقه، لكن في دولة الإمارات، الاحتفاء بالأب يأخذ بعداً وطنياً، حيث يتصدر المشهد اسم محفور في ذاكرة الوطن وأبنائه الأوفياء، وهو المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، «أبونا زايد»، الأب الذي بنى أمة، إنجازاته تزدهر بها البلاد ويسعد في ظلها العباد في أجواء من الأمن، والأمان، والطمأنينة، والسلام.
زايد الذي كان أباً لكل مواطن ومواطنة، واحتضن شعبه برعاية أبوية رسمت ملامح الدولة الحديثة، كان يردد، طيب الله ثراه، دوماً: «إن بناء الإنسان أهم من بناء العمران»، في تأكيد على أن الأب الحقيقي هو من ينشئ أجيالاً قادرة على حمل الراية وحفظ الوطن.
وقد استلهمت القيادة الرشيدة من نهج الوالد المؤسس هذه الروح الأبوية، فحرصت على ترسيخ يوم الأب في الأجندة المجتمعية، وفاء لكل من حمل على عاتقه مسؤولية التربية والبناء.
لم يكن الوالد المؤسس دولة فحسب، بل كان أباً حقيقياً لشعبه يفرح بنجاح شباب الدولة، ويطلق المبادرات التي تحتضن المرأة وتمكن الأسرة، لأنه آمن دوماً أن البيت القوي يصنع وطناً أقوى.
قيم إماراتية أصيلة
وفي هذا الإطار ثمن عدد من المواطنين تخصيص يوم للاحتفاء بدور الأب، مشيرين إلى أن الصورة التقليدية للأب، غالباً ما تضعه في الظل، مقارنة بدور الأم الأكثر حضوراً في الخطاب العام، لكن للآباء أيضاً حكايات تستحق أن تروى، مؤكدين أن هذه الخطوة النبيلة تجسد اهتمام القيادة الرشيدة بدور الأب كركيزة أساسية في كيان الأسرة، وصانع للأمن والاستقرار المجتمعي، لافتين إلى أن تخصيص هذا اليوم يعكس منظومة القيم الإماراتية الأصيلة التي تعزز الاحترام والتكافل والتقدير المتبادل بين أفراد العائلة. واستذكروا الوالد المؤسس قائلين: «أبونا زايد»، لم يغادر قلوبنا يوماً وسنظل نحتفي به كرمز للأب».
ويقول راشد هاشم: «إن الاحتفاء بالأب هو احتفاء بالتضحية والحكمة والحنان»، مشيراً إلى أن تخصيص هذا اليوم يعكس منظومة القيم الإماراتية الأصيلة، التي تعزز الاحترام والتكافل والتقدير المتبادل بين أفراد العائلة.
ويرى جاسم الشامسي بأن تخصيص طرق ولو بسيطة للاحتفاء بالأب لكنها تبقى عظيمة القيمة، لأنها تظهر الحب لهذا الرجل عظيم الدور في حياتنا، مثل إرسال رسالة قصيرة تبدأ بكلمة «أحبك يا أبي»، أو منحه هدية رمزية تعبر عن الامتنان.
لحظة صادقة
وتقول نورة فكري: «قد يكون الاحتفاء بهذا اليوم عبر تخصيص لحظة صادقة تجمع الأسرة حول الأب، لنشعره بأنه المحور الذي التفت حوله كل الحياة، كما يمكن مشاركته تفاصيل حياته اليومية، أو حتى دعاء صامت من قلب الابن للترحم على روح والده الراحل».
صوت لا يموت
وتقول مريم البلوشي: «ربما غاب بعض الآباء، وربما رحل البعض الآخر، لكن صوت الأب لا يموت، نسمعه دوماً يحثنا على تجاوز التحديات كما كان يفعل باستمرار، وحين ننجح، نلمح فرحته دون أن يطلب شيئاً بالمقابل».
وأكد يوسف الحمادي أن الاحتفاء بالأب ليس تقليداً غربياً نحاكيه، بل هو قيمة جذرها في ديننا وثقافتنا وتاريخنا، وهو فرصة لنقول لمن صنع ملامحنا: «شكراً من القلب».
ويرى علي أحمد أن هذا اليوم ليس مجرد احتفال، بل رسالة للأبناء ليعرفوا قيمة الأب في حياتهم، مشيرة إلى أهمية هذه المبادرات في ترسيخ مشاعر الامتنان وتعليم الأجيال كيف يردون الجميل.
تحول كبير
وفي حديثه عن تجربته مع الأبوة، وصف سالم خميس هذه المرحلة بأنها تحول كبير في حياته، لافتاً إلى أن وجود طفل في المنزل غيّر نظرته لكثير من الأمور، وجعله أكثر وعياً بتصرفاته وقراراته، وأشار إلى أنه أصبح حريصاً على أن يكون قدوة حقيقية في سلوكه وكلامه، لأن الطفل يتعلّم من كل ما يراه ويسمعه، ويرى أن العائلة بالنسبة له علاقة تتعزز بالحب والرعاية، وتقوم على التزام مشترك ومسؤولية متبادلة.
صبر وتوازن
ومن جانبه، أوضح فيصل كابتن، أب لطفلة لم تتجاوز عامها الأول، أن الأبوة علّمته الصبر، لافتاً إلى أنه أدرك منذ اللحظة الأولى أن الوجود الحقيقي في حياة الطفل يعني التفاعل بمشاعر صادقة وحضور ذهني دائم، كما أشار إلى أن تحقيق التوازن في حياته المهنية والأسرية أصبح أولوية، مؤكداً أن وجوده قرب ابنته في مراحلها الأولى لا يُقدّر بثمن.
شجاعة وتماسك
وعن معنى الأبوة في المواقف الصعبة، تحدّث محمد المطروشي عن تجربة مؤلمة مرّ بها حين تعرّض ابنه لحادث دهس قبل خمس سنوات، مشيراً إلى أن سنوات العلاج والعمليات لم تكن سهلة على العائلة، «لكنها علّمتني أن الأبوة تظهر في أصعب اللحظات، حين تتماسك لأجل أبنائك، وتكون حاضراً رغم الألم، وتستمد منهم قوتك كما يستمدونها منك»، وأضاف، «كل خطوة يخطوها في تعافيه اليوم هي بمثابة معجزة ونعمة أحمد الله عليها كل يوم».
دعم أسري
وذكرت زوجته لطيفة المطروشي أن زوجها كان بمثابة عمود البيت في تلك المرحلة العصيبة، مضيفة «لولا وجوده وثباته، لانهارت الأسرة، كنا نستمد الصبر من صلابته، رغم ما كان يخفيه من ألم وحزن، وجود أب قوي ومتماسك هو ما أنقذنا من الانهيار النفسي».
وعي وحكمة
ومن فئة كبار المواطنين، أشار جاسم النيادي إلى أن تجربة الأبوة تزداد عمقاً مع مرور السنوات، موضحاً أن الأب يصبح أكثر وعياً وحكمة، ويُدرك أهمية الصبر وبُعد النظر في تربية الأبناء، ولفت إلى أن دوره لا يتوقف مع التقدّم في العمر، بل يتجدد حين يصبح جدّاً، فيكون أباً من نوع آخر لأحفاده ومرجعاً للعائلة بأكملها، مؤكداً أن هذا النهج تعلّمه من والده، وهو ما أهّله اليوم ليكون أباً لأبنائه وأحفاده.