طهران: نزاع مفتوح مع تل أبيب وثقة ضائعة بواشنطن - تليجراف الخليج

شكرًا لمتابعتكم، سنوافيكم بالمزيد من التفاصيل والتحديثات الاقتصادية في المقال القادم: طهران: نزاع مفتوح مع تل أبيب وثقة ضائعة بواشنطن - تليجراف الخليج ليوم الاثنين 23 يونيو 2025 01:22 صباحاً

أعلن "​الحرس الثوري الإيراني​"، شن هجوم بالُمسيّرات، ليل السبت-الأحد، على إسرائيل. وقد استبقت إيران الهُجوم، بـ "توعُّد إسرائيل برد أكثر تدميرا". كما وأعلنت "رفض وقف برنامجها النووي".

توعّد الرئيس الإيراني، ​مسعود بزشكيان​، السبت "إسرائيل"، برد "أكثر تدميرا" على هجماتها، مُشددا على رفضه وقف البرنامج النووي، في اليوم التاسع للحرب بين البلدين. وقال بزشكيان في مُحادثة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنّ "ردّنا على العدوان المُتواصل للكيان الصهيوني سيكون أكثر تدميرا"، وفق وكالة "إرنا" الرسمية.

ونقلت "إرنا" عن بزشكيان، قوله لماكرون: "نحن مُستعدون للمُناقشة والتعاون لبناء الثقة في مجال الأنشطة النووية السلمية، ومع ذلك، لا نقبل بخفض الأنشطة النووية إلى الصفر تحت أي ظرف".

جاء ذلك فيما استمر تبادُل الهجمات السبت، حيث سُمعت مساء أصوات انفجارات في وسط طهران وشمالها.

وبدورها، هددت القُوات المُسلحة الإيرانية، بضرب أي شُحنة مُساعدات عسكرية إلى إسرائيل "في سفن أو طائرات من أي دولة".

الرئيس الفرنسي أعلن من جهته، أن فرنسا وشركاءها الأوروبيين "سيُسرّعون وتيرة المُفاوضات" مع طهران.

التطورات الميدانية

في "إسرائيل"، أكد "وزير الخارجية" جدعون ساعر، أن الضربات التي طاولت في شكل خاص مُنشآت عسكرية ونووية، أخَّرت "لسنتين أو ثلاث سنوات" برنامج إيران النووي.

وكان "الجيش الإسرائيلي"، أعلن في بيان، السبت، أنه "قضى" على القيادي في فيلق القدس التابع للحرس الثوري سعيد إيزادي، قائلا إنه كان "حلقة الوصل" بين إيران و"حركة المقاومة الإسلامية" (حماس).

وكذلك، أعلن "الجيش"، "القضاء على بهنام شهرياري"، مشيرا إلى أنه "قائد وحدة نقل الوسائط القتالية التابعة لفيلق القدس"، في غارة على سيارته غرب إيران، والقيادي الآخر في الحرس أمين بور جودكي الذي قاد "مئات" الهجمات بالمُسيّرات ضد "إسرائيل".

وأفادت وكالة "إيسنا"، من جهتها، بمقتل أربعة عناصر من الحرس الثوري، في ضربة إسرائيلية استهدفت معسكر تدريب في تبريز شمال غربي البلاد. وكذلك، قُتل حسين خليل المعروف بـ "أبو علي"، والذي كان الحارس الشخصي للأمين العام السابق لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله. وقُتل معه عنصر عراقي في فصيل "كتائب سيد الشهداء" ​العراق​ي "في ضربة لمُسيّرة إسرائيلية" بعد دخولهما إيران.

والسبت، أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه قصف مُجددا موقعا نوويا في أصفهان (وسط)، مُشيرا إلى استهداف مُنشأة لإنتاج أجهزة الطرد المركزي. وأكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن ورشة لإنتاج أجهزة الطرد المركزي في الموقع تعرضت لـ "ضربة إسرائيلية". وقال في بيان: "لم يكن هناك مواد نووية، ولن تكون للهجوم تاليا تداعيات على صعيد الإشعاعات" في محيطه.

إلى ذلك، أكد رئيس "منظمة الطاقة الذرية الإيرانية"، محمد إسلامي، أن مفاعل أراك للمياه الثقيلة الذي ضربته "إسرائيل" في وقت سابق من الأسبوع، مُخصص "للصحة والدواء".

وتزامُنا، ذكرت "وكالة مهر للأنباء"، أن "تم تفعيل الدفاعات الجوية في بعض مناطق مدينة شيراز"، بعدما أعلن "الجيش الاسرائيلي"، مساء السبت، أنه يشن ضربات في منطقة بندر عباس، في مضيق هرمز.

كما وهددت القُوات المُسلحة الإيرانية، السبت، بضرب شحنات المساعدة العسكرية لإسرائيل. وقال ناطق، في بيان مُصور بثه التلفزيون الرسمي: "نُحذر من أن إرسال معدات عسكرية أو للرادارات في سفن أو طائرات من أي دولة، لمُساعدة النظام الصُهيوني، سيُعتبر مُشاركة في العدوان على إيران... وسيكون هدفا مشروعا للقُوات المُسلحة".

وبحسب أحدث حصيلة للـ ""سُلطات الإسرائيلية"، أدت الضربات الإيرانية الى مقتل 25 شخصا في الدولة العبرية.

والسبت، أفادت وزارة الصحة الإيرانية، بأن حصيلة القتلى وصلت الى 400 شخص، بينما أُصيب 3056 آخرون بجروح.

وفي المقابل، وفي ظل تمسُّك طهران برفض التفاوض في شأن برنامجها النووي مع تواصُل ​الضربات الإسرائيلية​، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، أن مهلة "أسبوعين" التي حددها الخميس ليُقرر هل سيُوجه ضربة إلى إيران هي "حد أقصى"، وأنه قد يتخذ قراره قبل انتهائها.

مُحادثات جنيف

وكان وزراء خارجية بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا والاتحاد الأوروبي، أجروا مُحادثات في جنيف مع نظيرهم الإيراني عباس عراقجي. وقد حضوا إيران على "إحياء الجهود الديبلوماسية مع ​الولايات المتحدة​، للتوصل إلى حل للملف النووي الإيراني". غير أن عراقجي أكد أن طهران لن تستأنف المُحادثات مع واشنطن، حتى توقف "إسرائيل" ضرب بلاده.

وردا على سؤال في شأن احتمال التوصل إلى اتفاق، قال وزير الخارجية الإيرانية، لقناة "ان بي سي" الأميركية: "ربما كانت لديهم هذه الخطة من البداية، واحتاجوا للمفاوضات للتستر عليها".

أضاف في شأن الأميركيين: "لا أعرف كيف يُمكننا أن نثق بهم بعد الآن. ما قاموا به عمليا كان خيانة للديبلوماسية".

وبعد ساعات من اللقاء بين الأُوروبيين والإيرانيين، في جنيف، الجمعة، اعتبر الرئيس الأميركي أن الدول الأوروبية "لن تكون قادرة على المُساعدة في إنهاء النزاع". وقال ترامب للصحافيين، لدى وصوله الى موريستاون، في ولاية نيوجرزي: "إيران لا تُريد التحدُث مع أُوروبا. (الإيرانيون) يُريدون التحدث معنا. أوروبا لن تكون قادرة على المُساعدة في هذا الصدد"...

إلى ذلك، هدد ​الحوثيون​ باستهداف السفن الأميركية في البحر الأحمر، إذا تدخلت واشنطن إلى جانب حليفتها "إسرائيل"، في الحرب ضد إيران.

النزاع الطويل...

في ظل التصعيد العسكري المُتبادل بين "إسرائيل" وإيران، واستهداف "إسرائيل" قائدة عسكريين رفيعي المُستوى، وكذلك الرد الإيراني بصواريخ ومُسيّرات بين أهدافها مقر للموساد في تل أبيب (في اليوم الخامس للمواجهات بين البلدين العدوين)... يصعب الحديث عن حل قريب للنزاع.

كما واستهدف الحرس الثوري الإيراني، الثلاثاء الماضي، مركزا للاستخبارات العسكرية (أمان)، ومركز تخطيط لجهاز الموساد في تل أبيب...

وما يدلّ أيضا على طول أمد الحرب، تعهُد طهران مُواصلة ضرب "إسرائيل"، حتى توقف غاراتها الجوية التي بدأتها في 13 حزيران الجاري.

المواقف الدولية...

ووسط تسارُع التطورات العسكرية يبقى الاصطفاف الدولي على حاله...

- إيران تتهم ​مجموعة السبع​ بـ "الانحياز" في التصعيد العسكري بينها وبين "إسرائيل"...

- قادة المجموعة كانوا دعوا إلى "حماية المدنيين"، مُؤكدين حق "إسرائيل" في "الدفاع عن نفسها". ووصفوا إيران بأنها "المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار والإرهاب في المنطقة".

- في اعتقاد هذه المجموعة: قد يؤدي حل الأزمة في إيران، إلى تهدئة أوسع نطاقا للأعمال القتالية في الشرق الأوسط، بما في ذلك وقف إطلاق النار في غزة".

- الرئيس الصيني، ​شي جين بينغ​ يُبدي "قلقه الكبير" حيال عواقب الهُجوم الإسرائيلي على إيران... وقد اتهمت الصين دونالد ترامب بأنه "يصب الزيت على النار" في هذه الحرب...

- ما يريده ترامب، هو "رُضوخ" إيران، مُضيفا: "لا أتطلع إلى وقف إطلاق نار، نتطلع إلى ... نهاية حقيقية" للنزاع.

- في موسكو، أكد الكرملين استعداده للوساطة في النزاع بين إسرائيل وإيران إلا أنه رأى أن "إسرائيل مُتحفظة" على القبول بوساطة خارجية.

تأثير الحرب في المنطقة

إن عبور المُسيّرات والصواريخ الإيرانية، وكذلك المقاتلات الإسرائيلية، في المجال الجوي العراقي، يُشكل مشهدا يُجبر بغداد على مُضاعفة جهودها للحفاظ على توازن دقيق، تجنيبا للانزلاق في نزاع إقليمي جديد.

وبالفعل ثمة خطر كبير من امتداد التصعيد إلى العراق، كما وإلى دُول أخرى.

لا ننسى أن في العراق قُوات أميركية، في إطار التحالُف الدولي الذي تقوده واشنطن لمكافحة تنظيم "داعش".

وأيضا في العراق، وجود لمجموعات عراقية مُسلحة، ضمن "محور المُقاومة" الذي تقوده إيران، سبق أن استهدفت القوات الأميركية.

وقد تصح المُعادلة الآتية في هذا الإطار: "كُلما عانت إيران في الحفاظ على قوتها النارية في مُواجهة إسرائيل، كُلما زاد احتمال تورُط" المجموعات العراقية المُسلحة الموالية لها...

وأما في لبنان فلا يُمكن القول إن الأمر عائد إلى قدرة "حزب الله" على ضبط النفس. ومن السذاجة اعتبار أن عدم مؤازرة إيران سيُجنب لبنان الدخول في الحرب. وأثبتت التجربة مع "إسرائيل" أن لا حجة لديها للاعتداء على لبنان ساعة تريد ذلك...