نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الرياضة تعزز وظائف الدماغ في جميع الأعمار .. «دراسة عالمية» - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 23 يونيو 2025 05:44 صباحاً
أثبتت دراسة علمية واسعة النطاق حديثة أن ممارسة التمارين الرياضية بمختلف أنواعها ومستويات شدّتها تترك أثرًا إيجابيًا ملحوظًا على صحة الدماغ والقدرات الإدراكية، بغض النظر عن العمر أو الحالة الصحية للأفراد.
الدراسة التي أُجريت في جامعة جنوب أستراليا تُعد الأكبر والأشمل من نوعها، حيث شملت مراجعة منهجية لتحليل بيانات أكثر من ربع مليون مشارك، واعتمدت على 133 مراجعة منهجية و2724 تجربة عشوائية، مما أتاح للباحثين التوصل إلى نتائج دقيقة حول العلاقة بين النشاط البدني وتحسين وظائف الدماغ.
فوائد الرياضة تتخطى جميع الحواجز العمرية
أظهرت نتائج الدراسة أن الأطفال والمراهقين، على وجه الخصوص، حققوا تحسنًا ملحوظًا في قدرات الذاكرة بفضل ممارسة الرياضة، فيما لاحظ الباحثون لدى مرضى اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه تحسنًا في الوظائف التنفيذية المتعلقة بالتخطيط وحل المشكلات.
أما فيما يخص الإدراك العام، فقد لوحظت فوائد واضحة في جميع الفئات العمرية، دون فرق يُذكر مرتبط بشدة التمارين أو مدتها أو عدد الجلسات الرياضية.
الألعاب العقلية البدنية تعزز صحة الدماغ
لم تتوقف النتائج عند الأنشطة الرياضية التقليدية، بل أظهرت الدراسة أن ألعاب الفيديو التفاعلية التي تتطلب حركة بدنية، مثل لعبة بوكيمون غو، والأنشطة العقلية البدنية مثل رياضة التاي تشي واليوغا، تساهم بشكل فعال في تحسين وظائف الدماغ، مما يمنح الأمل بإمكانية تعزيز صحة الدماغ بوسائل متنوعة وبسيطة.
الباحث بين سينغ، المؤلف الأول للدراسة، أكد أن الأنشطة الرياضية التفاعلية منخفضة الشدة مثل التاي تشي واليوغا يمكن أن تقدم فوائد معرفية حقيقية، وتُعد خيارًا مثاليًا لجميع الفئات، خاصة لمن لا يستطيعون ممارسة التمارين المكثفة.
تحليل شامل وغير مسبوق للبيانات
بعكس المراجعات السابقة التي ركزت على تأثير أنواع محددة من التمارين على مجموعات عمرية أو صحية معينة، جاءت هذه الدراسة لتحلل التأثيرات الشاملة لجميع أشكال التمارين على جميع الفئات، سواء كانوا أصحاء أو يعانون من مشكلات صحية أو إدراكية.
وبعد مراجعة 107 تحليلات تلوية، توصل الباحثون إلى أن ممارسة التمارين الرياضية بأنواعها المختلفة، بما في ذلك تمارين الأنماط الحركية المعقدة، تمنح الدماغ تحفيزًا فريدًا يسهم في تحسين الذاكرة والوظائف التنفيذية، مثل التركيز واتخاذ القرارات.
نتائج مشجعة وتوصيات واضحة
تشير النتائج إلى أن الجميع، بغض النظر عن العمر أو مستوى الصحة العامة، يمكنهم الاستفادة من التمارين الرياضية لتعزيز الصحة الإدراكية بدرجة معينة، وإن تفاوتت درجة التحسن بين الأفراد.
وخلصت الدراسة إلى أن ممارسة الرياضة تُعد تدخلًا فعالًا وآمنًا لتعزيز الإدراك والذاكرة والوظائف التنفيذية، داعيةً مقدمي الرعاية الصحية إلى التوصية بالأنشطة البدنية كجزء من الخطط العلاجية لجميع الأعمار والفئات.
مطلوب المزيد من الأبحاث لدعم النتائج
ورغم قوة البيانات المقدمة، أقرّ الباحثون بالحاجة إلى المزيد من الدراسات عالية الجودة لتأكيد النتائج وتعميمها، إلا أن الأدلة الحالية كافية لتوصية الأطباء والمتخصصين بإدماج النشاط البدني ضمن نمط الحياة اليومي.
في ظل هذه المعطيات، يصبح واضحًا أن الرياضة لا تعزز فقط صحة القلب والجسم، بل تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على صحة الدماغ والقدرات العقلية، مما يجعلها أداة بسيطة ومتاحة للجميع للوقاية من التدهور المعرفي وتحسين جودة الحياة.
الصحة العقلية، الرياضة وصحة الدماغ، التمارين والإدراك، الذاكرة والرياضة، اليوغا والتاي تشي، الألعاب العقلية البدنية، التمارين في جميع الأعمار، الوظائف التنفيذية، النشاط البدني، تحسين الذاكرة، اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، الرياضة والتخطيط العقلي، الرياضة والصحة العامة، الرياضة والشيخوخة، الأنشطة منخفضة الشدة، الدراسات العلمية عن الرياضة، تعزيز القدرات الذهنية، ألعاب الفيديو والدماغ، جامعة جنوب أستراليا، الصحة الإدراكية.