لماذا تنهمر الدموع عندما نبكي؟ وهذا هو التفسير العلمي - تليجراف الخليج

الدموع تنهمر على الخدين عندما تتغلب العاطفة وتكشف هذه الظاهرة البيولوجية والعصبية والاجتماعية أكثر بكثير من مجرد قطرات من الماء المالح. فلماذا تنهمر الدموع عندما نبكي؟

الدموع دون بكاء

تفرز العيون الدموع باستمرار. وهذا الإفراز المستمر ضروري لعملها بشكل سليم وهي سائل يتكون من الماء والأملاح المعدنية والبروتينات والإنزيمات المضادة للميكروبات. تشكل هذه الدموع طبقة دمعية تتوزع مع كل طرفة من الجفن لترطيب وحماية وتغذية سطح العين ومنع جفافه. تقوم الغدد الدمعية، الموجودة في الجزء الخارجي العلوي من كل عين، بتصفية الدم لتكوين هذا السائل، وهو ما يفسر ملوحته.

حماية العين

عندما تتعرض العين الى جسم غريب مثل الغبار، أو الدخان تتولى الدموع الانعكاسية المسؤولية. فتنتج بكميات أكبر، وتعمد الى إخلاء الجسم الغريب بسرعة. عادةً ما يتم امتصاص هذه الدموع من خلال نظام تصريف داخلي يقودها إلى الأنف، وهو ما يفسر سبب جريانها في نفس الوقت الذي تسيل فيه العين.

البكاء

وفقاً للدكتور أنطوان بريزان، طبيب العيون في مستشفى كوشين، فإن البكاء نتيجة الانفعال هو ظاهرة فريدة من نوعها بالنسبة للجنس البشري. فخلال نوبة الحزن أو الغضب أو حتى الفرح الشديد، يرسل الجهاز الذي ينظم العواطف إشارات إلى الجهاز الدمعي عبر ناقل عصبي هو الأسيتيل كولين. يحفز هذا التفاعل الغدد الدمعية، التي تبدأ بإنتاج كمية هائلة من الدموع: أحياناً أكثر من فنجان قهوة في بضع دقائق، أي أكثر بكثير مما تستطيع العين أن تحتفظ به. تختلف هذه الدموع العاطفية أو النفسية المنشأ عن الأنواع الأخرى في تركيبتها: فهي تحتوي على المزيد من البروتينات وهورمونات التوتر وحتى المسكنات الطبيعية مثل الليوسين إنكيفالين، وهو ما قد يفسر سبب شعورنا بالراحة بعد البكاء.