نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: سوريا.. حراك في ذروة التصعيد الإقليمي - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 23 يونيو 2025 09:09 صباحاً
في ظل التصعيد الإقليمي الكبير بين إسرائيل وإيران، ومع تصاعد المخاوف من أن يطول أمد الصراع بما يؤثر على مسار التعافي السوري المتعثر، تحرك أول ملف داخلي مهم منذ اندلاع المواجهات، وهو ملف الانتخابات البرلمانية المقبلة، التي لم يُحدد موعدها بعد، لكن تحضير آلياتها دخل حيز التنفيذ.
وعقدت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب، أول لقاء رسمي لها في العاصمة دمشق، بحضور فعاليات اجتماعية واقتصادية ودينية وأكاديمية، حيث جرى عرض الرؤية الأولية للنظام الانتخابي المؤقت، واستعراض آلية العمل المقترحة للجنة خلال المرحلة الانتقالية.
تتألف اللجنة من عشرة أعضاء، سبعة منهم من أعضاء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وهو الجسم السياسي الرئيسي للمعارضة السورية قبل الإطاحة بنظام الأسد.
تم خلال هذه اللقاءات تداول مقترحات، من بينها ما ظهر خلال اجتماع اللجنة مع فعاليات دمشق، حيث شدد المشاركون في الاجتماع على ضرورة الانتقال إلى الاقتراع المباشر، مع منع كل من شارك في الحياة النيابية خلال العقود الماضية من الترشح، في إشارة إلى رموز المرحلة السابقة، كما طُرحت مقترحات لاعتبار مكان الإقامة معياراً للترشح بدلاً من مكان القيد.
ووفق المعطيات، سيكوّن البرلمان القادم على أساس فئتين رئيسيتين: الأكاديميون بنسبة %70 ووجهاء المناطق بنسبة %30، على أن يتمتع جميع المرشحين بخبرة علمية ومهنية كافية. كما تقرر أن يتم اختيار أعضاء المجلس على أساس المناطق الجغرافية، بحيث يمثل كل منطقة نائب واحد.
على أن هناك إشكاليات داخلية عديدة أمام اللجنة، وهو أولاً منطقة الإدارة الذاتية التي سيتم تمثيل محافظة الحسكة بـ 6 نواب، ودير الزور 6 نواب والرقة 3 نواب، وهي حصة تراها أوساط الإدارة الذاتية لا تتناسب مع متطلبات هذه المحافظات وأهميتها وإسهاماتها، يضاف إلى ذلك أن ديرالزور أساساً مقسومة إلى منطقتين، الأولى وفيها المدن الكبرى تحت سيطرة الحكومة السورية، أما الجزء الواقع على الضفة اليسرى لنهر الفرات فتحت سيطرة قسد وهي مناطق ريفية وليس فيها مدن يزيد عدد سكانها على 70 ألف نسمة.
وينعكس التباين في المواقف بشأن الانتخابات على مسار الحوار الداخلي، حيث أصدرت الإدارة الذاتية قراراً إدارياً بشأن مطار القامشلي وتأسيس هيئة للمطار في الإدارة الذاتية، الأمر الذي أثار حفيظة دمشق، حيث أصدرت هيئة الطيران المدني بياناً أكدت فيه أن مطار القامشلي الدولي مغلق حالياً لأسباب تشغيلية.
يبقى هذا الحراك الانتخابي، الذي يأتي في ذروة تصعيد إقليمي ينذر بتشتيت الموارد والانتباه، يشير إلى رغبة الحكومة الانتقالية في المضي قدماً بترسيخ مؤسسات المرحلة الجديدة، حتى لو لم تكتمل البيئة السياسية بعد. غير أن نجاح هذه العملية، كما يرى مراقبون، سيعتمد على قدرة اللجنة في تقديم نموذج شفاف يقطع مع إرث الانتخابات الشكلية السابقة.