نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: حين تفقد الدراما ألقها، لا تنفع الحلول المكررة - تليجراف الخليج اليوم الاثنين الموافق 23 يونيو 2025 04:55 مساءً
تمر الدراما الأردنية بمرحلة مفصلية لم تعد فيها المعالجات السطحية أو المبادرات الموسمية قادرة على استعادة ثقة الجمهور أو حضورها الثقافي والإبداعي . وفي كل مرة يُطرح الحل يتكرر الحديث عن تأسيس كيانات إنتاج حكومية جديدة وكأن المشكلة تكمن في نقص المؤسسات لا في فاعليتها لكن الواقع يؤكد أن لدينا بالفعل ان هناك موسسات و شركات حكومية قائمة تمتلك البنية التحتية والقدرة الإدارية بالفعل لكنها تحتاج إلى تطوير استراتيجي حقيقي يعيد تعريف أدوارها ويطلق طاقاتها ويحررها من الجمود . إنشاء كيانات جديدة لن يكون سوى تكرار للحلقة ذاتها ما لم تتغير الرؤية .
مع انه من المؤكد ان الطريق إلى استعادة ألق الدراما يبدأ من إصلاح ما هو قائم لا من مضاعفة عدد الكيانات. واننا بحاجة إلى سياسات إنتاج جديدة وشراكات ذكية بين القطاع العام والخاص واستثمار جاد في الكفاءات المحلية بدلًا من الهروب إلى الأمام السعي الى انشاء مؤسسات جديدة سرعان ما تصبح عبئًا إضافيًا على المشهد بدل أن تكون حلًا له وهنا اعيد واكد باننا بحاجه الى لإعادة الإنتاج التنفيذي في التلفزيون الأردني وفق ضوابط جديدة حيث يجب تبني مقاربة شاملة تشمل الهيكل المؤسسي و السياسات الموضوعية و آليات التمويل و الكفاءات البشرية ونظم الرقابة والتقييم كما ان لدينا اليوم شركة إنتاج حكومية قائمة تمتلك الإمكانات والبنية الأساسية وهي في طور التأسيس الفعلي لرؤية جديدة وطموحة. والمطلوب الآن هو دعم هذه الشركة وتوفير البيئة التي تمكّنها من النهوض ولعل من أهم مفاتيح النهوض بمستوى الإنتاج الدرامي هو رفد الشركة بنصوص مستمدة من الأدب المحلي الذي يُعد مخزونًا ثريًا بالهوية والعمق والتنوع. فالرواية والقصة والشعر الشعبي وسير الشخصيات الوطنية والتراث الشفوي جميعها مصادر قادرة على إلهام نصوص درامية ذات خصوصية وجاذبية. إن الاعتماد على الأدب المحلي لا يمنح الدراما فقط طابعًا أصيلًا بل يسهم أيضًا في ترسيخ الوعي الثقافي وتعميق الارتباط بين الجمهور ومجتمعه الاستثمار في المحتوى يبدأ من احترام الكلمة ومن فتح الأبواب أمام الكتّاب الأردنيين الذين طالما انتظروا مساحة للتعبير عن رؤيتهم من خلال الشاشة ولابد لنقابه الفنانين ان تطلع بدورها المحوري في هذا الشان وان تكون بيت الخبره والشريك الاستراتجي في هذا المشروع عبر اعادة تنظيم شوؤن المهنه في كافة القطاعات الفنية
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.