فيزيائي يقترح معادلة تختصر الرحلة للمريخ في 90 يوماً فقط - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: فيزيائي يقترح معادلة تختصر الرحلة للمريخ في 90 يوماً فقط - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025 11:39 مساءً

ما الطرق المتاحة للوصول إلى المريخ؟ حتى الآن، لا توجد وسيلة فعلية، على الرغم من أن وكالة "ناسا" أمضت عقوداً في دراسة كيفية الوصول إلى هذا الكوكب الذي يشكّل الوجهة الكوكبية التالية للبشر، لكن المسافة الشاسعة التي تفصل الأرض عن المريخ (225 مليون كيلومتر) كانت دائماً عائقاً يحول دون تنفيذ أي خطة فعلية.

أقل تقديرات وكالة الفضاء الأمريكية ناسا تشير إلى أن الرحلة إلى الكوكب الأحمر ستستغرق ما بين ستة وتسعة أشهر، لكنّ مقترحاً جديداً على الطاولة، قدمه الفيزيائي جاك كينجدون من جامعة كاليفورنيا، يعد بتقليص المدة إلى 90 يوماً فقط.

حلم ناسا

باستخدام معادلات حقيقية وأدوات رياضية مثل "مسألة لامبرت"، يرى كينجدون أن سفناً فضائية من نوع "ستارشيب" التابعة لسبيس إكس (الخاصة بإيلون ماسك) قادرة على قطع المسافة في وقت أقل بكثير، وذلك عبر نظام للتزود بالوقود في المدار.

وفي حين تواصل ناسا المراهنة على تطوير المحركات النووية لتقصير مدة السفر، تثير هذه البدائل نقاشاً جاداً، لأنها إن نجحت، قد تُشكّل نقطة انطلاق جديدة لرحلات الفضاء الطويلة.

يقترح كينجدون مهمةً تتضمن سفينتين مأهولتين وأربع سفن شحن، تُزوّد جميعها بالوقود عبر مهام تزويد مسبقة في مدار الأرض. وسيتطلب ذلك نحو 15 عملية تزويد بالوقود لكل مركبة، أي ما يقارب 45 إطلاقاً باستخدام نظام "ستارشيب سوبر هيفي".

يبدو الرقم ضخماً، لكن كينجدون يؤكد أنه إذا نجحت سبيس إكس في تنفيذ خطتها التي تهدف إلى 1000 عملية إطلاق سنويّاً، فإن تنفيذ هذه العملية سيكون ممكناً من الناحية اللوجستية.

أحد جوانب قوة هذا المقترح أنه لا يعتمد على تكنولوجيا مستقبلية أو تجريبية، فلا حاجة لبناء محركات نووية أو أنظمة دفع من نوع "فاسيمر"، بل يستند بالكامل إلى أنظمة موجودة أو قيد التطوير المتقدم.

بخصوص رحلة العودة من المريخ، يُقترح إنتاج الوقود هناك باستخدام الموارد المحلية مثل ثاني أكسيد الكربون والمياه الجوفية، من خلال عمليات مثل التحليل الكهربائي و"تفاعل ساباتيه".

خفض مدة الرحلة يعني تقليل آثار الفضاء السلبية على جسم الإنسان، من فقدان الكتلة العظمية إلى ارتفاع خطر الإصابة بالسرطان بسبب الإشعاعات.

كما يعني تقليل الضغط النفسي، إذ إن البقاء على متن مركبة صغيرة لأكثر من نصف عام قد يكون عبئاً كبيراً.

ناسا المترددة

رغم الترحيب بالفكرة من بعض الأوساط، إلا أن هناك من يرى أن حجم العملية ضخم للغاية، وأن سبيس إكس لم تثبت بعد قدرتها على الحفاظ على معدل الإطلاق المقترح.

هذه الخطة تعتمد على تحسين الوسائل الحالية، وتستغل الفترة التي تكون فيها الأرض والمريخ في أقرب مسافة ممكنة لتقليص الزمن والمسار.

ومع ذلك، تواصل ناسا التركيز على تطوير الدفع النووي، وترى فيه عنصراً أساسيّاً للبعثات السريعة في المستقبل.

ربما لا تكمن أهمية دراسة كينجدون في الـ(90 يوماً) فحسب، رغم أنه رقم مشجع، بل في ما تحمله من دعوة إلى التفكير بشكل مختلف.

النقاش مطروح، ومعه احتمال أن تُقدم البشرية، أخيراً، على القفزة الكبرى نحو الكوكب الأحمر.