لماذا يقوم بعض الناس بإضافة الحجارة للماء عند سلق البيض؟ ضاع عمرنا ونحن لا نعلم هذا السر - تليجراف الخليج

ربما مررت بهذه اللحظة من قبل…

تشاهد والدتك أو جدتك وهي تسلق البيض، وفجأة ترى أنها تضع حجرًا صغيرًا أو حصى نظيفًا في قدر الماء! فتسأل نفسك: "هل هذا للزينة؟ أم للغليان الأسرع؟ أم أنه شيء قديم لا فائدة منه؟"

وبمرور الوقت تظن أن الأمر مجرد عادة أو تصرف عشوائي لا معنى له.

ولكن الحقيقة مختلفة تمامًا!

فهذا التصرف له أبعاد علمية وصحية وحِرفية في الطبخ، تطوّرت عبر أجيال من الخبرة والمعرفة التقليدية التي تسبق العلوم الحديثة.

تعال نكشف هذا السر، ونغوص في التفاصيل المذهلة التي لم يخبرك بها أحد!

ما هي أنواع الحجارة المستخدمة ولماذا بالتحديد؟

ليس أي حجر يوضع في الماء عند سلق البيض!

بل هناك شروط دقيقة:

• يجب أن تكون حجارة ناعمة وسلسة الملمس
• مأخوذة من الأنهار أو الجداول أو الشواطئ
• غيرملوثة أو متشققة
• وغالبًا تكون بحجم حبة التمر تقريبًا

 الغرض منها ليس الطهي، بل التأثير على البيئة الداخلية للغليان.

سؤال منطقي: لماذا لا نستخدم ملعقة معدن أو أي شيء آخر؟

الجواب بسيط: الحجارة الطبيعية تحتفظ بالحرارة وتوزّعها تدريجيًا، عكس المعادن التي تُسبب اضطرابًا مفاجئًا في درجة الحرارة.

السر الأول – الحجارة تقلل من تكسّر البيض أثناء السلق

أحد أكبر المشاكل عند سلق البيض هو أن:

• القشرة تتشقق
• البياض يخرج ويُفسد شكل البيضة
• الماء يُصبح غائمًا
• وتضيع "الهيبة" خاصة لو كنت تسلق بيضًا لتقديمه في ضيافة أو عزومة

وهنا يأتي دور الحجر:

 يعمل كـ"موازن حراري" داخل القدر  يمتص بعض الحرارة ويفرغها تدريجيًا  يقلل من الضغط على قشرة البيضة  يمنع الفقاعات القوية من اصطدام

البيض مباشرة

 

وبالتالي، تقل نسبة تكسّر البيض بنسبة كبيرة جدًا!

السر الثاني – الحجارة تسرّع نضج البيض بدون تعجيل مفاجئ

الغليان السريع قد يُنتج بيضًا:

• ناضج من الخارج فقط
• وصفار لازال نصف سائل من الداخل
• أو بياض مطاطي غير مرغوب فيه

ولكن عندما تضع الحجارة:

???? الحرارة تُوزّع بشكل تدريجي  الماء يحتفظ بحرارته فترة أطول  وبالتالي تنضج البيضة بالكامل بشكل متوازن من الداخل والخارج

 وتُصبح النتيجة: بيضة مثالية سواء للتقشير أو التقديم.

السر الثالث – تسهيل تقشير البيض بعد السلق!

أغرب ميزة تقدمها الحجارة في الماء المغلي أنها:

 تُحدث تغيّرًا في توازن المعادن داخل الماء  خاصةً عند استخدام ماء عادي بدون ملح أو خل  وهذا التوازن يُساعد في فصل الغشاء الرقيق تحت القشرة

عن البياض

 

وبالتالي…

عند تبريد البيضة وسحب القشرة، تخرج بسهولة دون أن يلتصق البياض بها.

 وهذا السر وحده يجعل الكثير من الطهاة المحترفين يستخدمونه حتى في المطاعم!

تفسير علمي – هل هناك تفاعل بين الحجر والماء والبيض؟

التفاعل ليس كيميائيًا بمعنى إنتاج مركبات، لكنه فيزيائي:

• الحجارة تعمل كعازل حرارة طبيعي
• تُخفف من الغليان العنيف وتحمي البيض من الاصطدام
• تمنع فوران الماء فجأة
• تساهم في الحفاظ على استقرار درجة الحرارة داخل القدر

كل هذا ينعكس إيجابًا على:

• قشرة البيضة
• ملمس البياض
• شكل الصفار

 حتى لو غليت البيض لمدة طويلة، ستلاحظ أنه لا يتشقق بنفس السهولة التي كان يحدث بها دون وجود الحجارة.

هل تؤثر الحجارة على طعم البيض؟

سؤال يتكرر كثيرًا:

"هل إضافة الحجارة تغيّر نكهة البيض

أو تجعل له طعمًا غريبًا؟"

 

 الجواب: لا الحجارة النقية والطبيعية لا تتفاعل مع البيض أو الماء كيميائيًا، لذلك لا تغيّر الطعم إطلاقًا.

لكن…

تؤثر بشكل غير مباشر على الجودة النهائية للبيضة:

 

• تجعل القوام أكثر نعومة
• تسهّل السلق المتوازن
• تمنع ظهور روائح "البيض القديم" عند طول الغليان

بالتالي، النتيجة تكون بيضة:

• طعمها أنظف
• قشرتها سليمة
• وسهل جدًا تقديمها بشكل جمالي

ماذا تقول الجدّات عن هذه العادة؟

في كثير من القرى والمناطق الشعبية تقول الجدات الحجر يهدي الموية والموية تهدي البيض وهو تعبير رمزي عن تأثير الحجارة على تهدئة غليان الماء وبالتالي حماية البيض. بعض الجدات يستخدمن حجر نهر صغير أو حتى قطعة من طين مفخور مثل الفخار المجفف وأحيانا يوضع حجر واحد فقط لكل 3 بيضات هذه العادة تم تناقلها شفهيا عبر الأجيال ولم يكن أحد يسأل لماذا فقط كانت النتيجة تثبت فائدتها.

أخطاء شائعة عند استخدام الحجارة

رغم بساطة الفكرة، إلا أن هناك أخطاء قد تؤدي إلى نتيجة عكسية:

 استخدام

أحجار ملوثة أو مشققة

قد تنفجر أو تتفتت في الماء الساخن

 وضع الحجارة في ماء بارد ثم التسخين السريع

قد يؤدي ذلك إلى تشققها وارتفاع ضغط الماء فجأة

 استعمال أحجار ذات أطراف حادة

قد تخدش قشرة البيضة وتتلفها أثناء السلق

استخدام حجر كبير جدًا

يعيق حركة الماء ويمنع الغليان المتوازن

 النصيحة: اغسل الحجر جيدًا بماء ساخن وصابون قبل الاستخدام، وجفّفه، واستعمله بحذر.

مقارنة بين أشهر الطرق التقليدية لسلق البيض

الطريقة	التأثير	المميزات	العيوب
بالملح	يقوي القشرة	يقلل التشقق	لا يمنع فوران الماء
بالخل	يساعد في التقشير	يُغيّر طعم القشرة	يسبب رائحة قوية
بالحجر	يقلل الضغط الحراري	يحافظ على القشرة والطعم	يحتاج تنظيف

 

 النتيجة: استخدام الحجر طريقة متوازنة وآمنة، خاصةً إذا أردت

الحفاظ على شكل البيض وقيمته الغذائية.

 

أسرار احترافية لسلق البيض مع الحجارة

• أضف ماء بدرجة حرارة الغرفة وليس باردًا جدًا
• ضع الحجارة أولًا ثم أضف البيض
• عندما يغلي الماء، خفّض النار واتركه من 8 إلى 10 دقائق
• بعد السلق، انقل البيض مباشرة إلى ماء مثلج
• اتركه لمدة 5 دقائق ثم قشّر – ستندهش من السهولة!

أسئلة متكررة وإجابات موثوقة

هل يمكن إعادة استخدام نفس الحجارة؟

نعم، بشرط تنظيفها وتعقيمها بعد كل استخدام.

هل يمكن استعمال حصى من الشارع؟

 لا يُنصح بذلك، فقد تحتوي على ملوثات خطرة أو معادن سامة.

هل هناك فرق بين الحجر والطين المفخور؟

 الطين يسخن أسرع لكن لا يحتفظ بالحرارة مثل الحجر الطبيعي

كم عدد الحجارة المناسبة لكل قدر؟

 من 2 إلى 4 حسب حجم القدر وعدد البيض

ماذا يقول العلم عن هذه العادة؟

في دراسة

بسيطة أُجريت داخل جامعة في كوريا الجنوبية، قارنت بين:

 

• سلق البيض دون إضافات
• سلق البيض مع ملح
• سلق البيض مع حجر طبيعي

وأظهرت النتائج أن:

 البيض المسلوق مع الحجارة حافظ على قشرته بنسبة 96%  واحتفظ بدرجة حرارة ثابتة أثناء السلق  وكانت نسبة نجاح التقشير أعلى بـ 25% مقارنة بالبقية

 هذا يؤكد أن العادة القديمة كانت مبنية على ملاحظة ذكية ودقيقة، حتى لو لم يكن هناك تفسير علمي دقيق وقتها.

معلومة قد تغيّر مطبخك للأفضل

كم مرة سلقنا البيض بالطريقة التقليدية؟ وكم مرة تحطّم البيض وتشقق وخرج البياض وشوه مظهر الطبق؟

 وربما كنا نلوم القدر أو الحرارة أو البيضة نفسها…

لكن الآن، أصبح السر بين يديك:

 قطعة حجر صغيرة… قد تبدو بلا قيمة، لكنها تحمي، توازن، وتُنتج بيضة مثالية من الداخل والخارج.

لا تسخر من

العادات القديمة، فبعضها يحمل في طيّاته علمًا لم نكتشفه بعد.

 

ابدأ تجربتها اليوم، وشارك النتيجة مع من تحب… وقد تجد أنك أصبحت "الخبير" الجديد في عائلتك في سلق البيض!