نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: عصر جديد لفهم الوعي.. هل أدمغتنا مرتبطة فعلاً بالكون؟ - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025 11:47 مساءً
لطالما ظلّ الوعي أحد أكثر ألغاز العلم تعقيدًا وإثارة للجدل، لكن بحثًا علميًا جديدًا يعيد إشعال هذا الجدل، بعدما قدم أدلة مشوقة على أن الوعي البشري قد لا يكون محصورًا داخل عقولنا فقط، بل يمتلك قدرة مذهلة على التواصل مع الكون بأسره، عبر عمليات كمومية دقيقة تجري في أعماق خلايا الدماغ.
أنابيب دقيقة.. بوابة الوعي إلى عالم الكم
في تجربة فريدة أجراها باحثون في كلية ويليسلي بولاية ماساتشوستس، كشف العلماء دور الهياكل المجهرية المعروفة باسم "الأنابيب الدقيقة" في نشوء الوعي لدى الكائنات الحية، فقد خُدرت مجموعة من الفئران باستخدام مادة الأيزوفلورين، وهي مخدر شائع في العمليات الجراحية، بينما تلقت مجموعة أخرى أدوية تثبت تلك الأنابيب الدقيقة، المفاجأة أن الفئران التي احتُفظ بأنابيبها الدقيقة في حالة مستقرة، أظهرت وعيًا لفترة أطول من غيرها، وهو ما قد يشير إلى أن هذه الهياكل تلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على الوعي.
الكم والدماغ.. نظرية قديمة تعود بقوة
ليست هذه الفكرة وليدة اللحظة، بل تعود جذورها إلى التسعينيات، عندما اقترح الفيزيائي الشهير والحائز على نوبل، روجر بنروز، بالاشتراك مع طبيب التخدير ستيوارت هاميروف، أن أدمغة البشر تعتمد على عمليات كمومية لإنتاج الوعي، ضمن ما يعرف بنظرية (Orch OR).
وفقًا لهذه النظرية، تشكل الأنابيب الدقيقة داخل الخلايا العصبية مسرحًا لعمليات كمومية معقدة، تنتج عنها موجات من الوعي تنتشر عبر الدماغ، متأثرة بظواهر كمومية مثل التراكب والتشابك.
انتقادات علمية.. وعودة الأدلة التجريبية
رغم جاذبية الفكرة، واجهت نظرية Orch OR تشكيكًا واسعًا، نظرًا لاعتماد فيزياء الكم عادةً على درجات حرارة شبه معدومة، بينما يعمل الدماغ في درجات حرارة طبيعية تصل إلى 40 درجة مئوية، لكن الأبحاث الحديثة قلبت هذا التصور.
تشير دراسات إلى أن بعض العمليات الكمومية تحدث بالفعل في بيئات دافئة، كما هو الحال في النباتات التي تستخدم التراكب الكمومي لتحويل الضوء إلى طاقة بكفاءة مذهلة، بل إن تجارب أجريت على الأنابيب الدقيقة أظهرت أن هذه الهياكل يمكنها الحفاظ على التماسك الكمومي لفترات أطول بكثير مما كان يُعتقد، ما يجعل وجود عمليات كمومية في الدماغ أكثر من مجرد احتمال نظري.
تشابك كوني.. هل يرتبط وعينا بالعالم الخارجي؟
واحدة من أكثر الأفكار إثارة في هذا الإطار هي أن الوعي البشري قد يكون مرتبطًا بما يُعرف بالتشابك الكمومي، وهي ظاهرة تسمح لجسيمات متباعدة بالتأثير المتبادل الفوري، مهما بلغت المسافة بينهما.
دراسات حديثة تقترح أن المادة الدهنية المعروفة بالميالين، التي تغلف الخلايا العصبية، قد تخلق بيئة مثالية لحدوث هذا التشابك داخل الدماغ، ما يفتح الباب أمام احتمال أن يرتبط وعي الإنسان بجسيمات كمومية في أماكن بعيدة جدًا، بل وربما في أرجاء الكون كله.
من فهم الدماغ إلى أسرار الكون
إذا ثبتت صحة هذه النظرية، فلن يقتصر تأثيرها على المجال الطبي وفهم أمراض الدماغ فقط، بل ستمتد إلى أسئلة وجودية كبرى، مثل: هل الوعي ظاهرة كونية؟ وهل يمكن أن يوجد في كل مكان، في نفس اللحظة؟
تقول دراسات حديثة إن الفهم العميق لهذا الرابط قد يساعد في تفسير حالات معقدة مثل وعي مرضى الغيبوبة، أو وعي الحيوانات، بل وحتى إمكانية وجود أشكال أخرى من الوعي خارج الأرض.
العقل الكمومي.. بداية عصر جديد لفهم البشر
يرى مايك ويست، أستاذ الأعصاب في كلية ويليسلي وأحد المشاركين في البحث، أن هذه النتائج قد تمثل بداية تحول جذري في فهمنا لأنفسنا، يقول: "نحن نقف على أعتاب عصر جديد في علوم الأعصاب، حيث لم يعد الوعي مجرد نشاط كهربائي وكيميائي في الدماغ، بل ربما يكون جزءًا من شبكة كونية أعقد وأوسع بكثير مما تصورنا".
الوعي البشري، فيزياء الكم، الدماغ الكمومي، الأنابيب الدقيقة، نظرية Orch OR، التشابك الكمومي، علوم الأعصاب، روجر بنروز، ستيوارت هاميروف، الأبحاث العصبية الحديثة، الوعي الكوني، العمليات الكمومية في الدماغ، العلاقة بين الدماغ والكون، نظرية الكم للوعي، التجارب العصبية على الفئران، وعي النباتات، الدماغ وميكانيكا الكم، كيف يعمل الوعي، لغز الوعي، وعي الإنسان والكون.