نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: هزت واشنطن.. تفاصيل التسريبات الاستخباراتية بشأن نتائج الضربات على النووي الإيراني - تليجراف الخليج اليوم الخميس 26 يونيو 2025 12:38 صباحاً
على الرغم من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الضربات الجوية الأميركية ضد منشآت نووية إيرانية حققت "تدميراً كاملاً"، كشفت تسريبات استخباراتية أميركية، نقلتها شبكتا CNN وNPR عن مسؤول في البنتاغون، أن الأضرار التي خلفها القصف كانت محدودة، وأقصى ما حققته هو تأخير البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط.
ووفقاً لتقييم أولي صادر عن وكالة استخبارات الدفاع الأميركية (DIA)، فإن القصف الذي استهدف ثلاث منشآت رئيسية، بينها منشأة "فوردو" المحصّنة داخل جبل، لم يُضعف قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم بشكل فعلي. التقرير أكد أن البنية التحتية للمشروع النووي الإيراني لا تزال قائمة، وهو ما يتناقض مباشرة مع رواية ترامب حول "نجاح عسكري باهر".
جدل في الكونغرس ونفي من البيت الأبيض
ردود الفعل داخل الكونغرس لم تتأخر. فقد طالب السيناتور الديمقراطي مارك وارنر، نائب رئيس لجنة الاستخبارات، إدارة ترامب بتقديم توضيحات عاجلة حول جدوى العملية، محذراً من الدخول في "سباق نحو قنبلة قذرة" ما لم تُدار الأمور بحذر. ونتيجة للجدل المتصاعد، تم تأجيل جلسة سرّية كانت مقررة لإطلاع الكونغرس على تفاصيل الهجوم.
من جهته، نفى البيت الأبيض صحة التسريبات، ووصفت المتحدثة باسمه، كارولين ليفيت، تقرير CNN بأنه "غير دقيق"، متهمة أطرافاً مجهولة بمحاولة التشويش على ما وصفته بـ"إنجازات الرئيس".
وفي طهران، لم تُبدِ القيادة الإيرانية أي مؤشرات على التراجع. رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف أكد أن بلاده ستواصل برنامجها النووي، رافضاً أي مطالب من إسرائيل أو غيرها بوقف التخصيب. أما رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، فأكد أن إيران كانت مستعدة للضربات مسبقاً، ولن تسمح بأي تعطيل في الإنتاج.
مراكز أبحاث وخبراء مستقلون، من بينهم معهد ميدلبري للدراسات الدولية، أشاروا إلى أن الهجوم الأميركي لم يكن كافياً لإلحاق ضرر حقيقي بالبرنامج النووي الإيراني، مؤكدين أن "المعرفة النووية لا يمكن تدميرها بالقنابل"، في إشارة إلى أن العنصر البشري والعلمي في المشروع النووي يمثل جزءاً كبيراً من قوته.
في ظل تباين الروايات، تبرز الأسئلة حول الجدوى الاستراتيجية للهجوم الأميركي، خاصة مع استمرار طهران في التحدي، والضغط المتصاعد داخلياً على إدارة ترامب لتقديم رواية متماسكة وشفافة. وبينما تبدو الرواية الرسمية في موقف دفاعي، تفتح التسريبات باباً واسعاً للتشكيك في فاعلية الخيار العسكري في كبح طموحات إيران النووية.