مجرد هدنة - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: مجرد هدنة - تليجراف الخليج اليوم الخميس الموافق 26 يونيو 2025 11:31 صباحاً

 يبدو أن ما تحقق هو هدنة بين إيران وإسرائيل.كل منهما يحاول تعزيز قدرته على مواصلة القتال.

أن طرفي الصراع لم يحققا أهدافها من الحرب.فاسىرائيل لم تدمر المشروع النووي رغم التدخل الأمريكي.ولم تنجح بتدمير أنظمة الصواريخ الإيرانية التي برهنت عن فعالية نوعية مكنتها من تجاوز أنظمة الدفاع الإسرائيلية.

كما أن اسرائيل لا يمكن تشعر بالثقة طالما استمر النظام السياسي الإيراني قويا .بما يعني تواصل حالة العداء تجاه إسرائيل.

أما إيران التي ذهلت بحجم الاختراقات الأمنية الإسرائيلية.مثلما باتت متيقنة من التصميم الإسرائيلي للقضاء على قدراتها النووية والصاروخية .مع تآمر متواصل لإسقاط النظام.فان لديها ما يكفي من الاقتناع بأن الحساب لم يغلق.

ومن المهم بالنسبة لدولة لديها العمق الحضاري التاريخي أن تستعيد هيبة مست وثلمت.وكرامة وطنية اختبرت بقسوة.ولعل هذا ما يفسر أيضا الاصرار المعلن على الحق في مواصلة تخصيب اليورانيوم.وهو مساحة تصادم حرجة مع إسرائيل وامريكا.

هذه الأسباب تجعل إيران تحت وطأة الوعي

بديمومة التهديد الإسرائيلي النشط.

وبالتالي يبدو أن للطرفين مبرراتهما لمواصلة الصراع صعودا وهبوطا.

التنمر الإسرائيلي سيتصرف مع إيران وكأنها جنوب لبنان بحيث يواصل هجماته وفق اي اشتباه أو توفر فرصة سانحة لاغتيال شخصية إيرانية عسكرية أو علمية.

إيران لن تتخلى عن حق الرد وهي قادرة على ذلك.

إيران أكثر احتياجا للهدنة الراهنة لأن عليها تحصين جبهتها الداخلية.اذ عليها تتبع العملاء والجواسيس الذين جندتهم اسرائيل.كما أن إيران تبحث عن وسائل تساعدها على التعامل مع أهم مقومات التفوق الإسرائيلي الذي يمثله سلاح الجو الذي يضم مئات الطائرات الأكثر حداثة .

على المدى القريب يصعب اقتناء طائرات مقاتلة وأنظمة دفاع جوي فعالة.لكن إيران بعد معاناتها من استباحة مطلقة لاجوائها التي سمحت للطائرات الإسرائيلية لتحقيق سيادة مطلقة مكنتها من مهاجمة مئات الأهداف بدون أن تتعرض لأي مقاومة ستسعى لإغلاق هذه الثغرة القاتلة.

وليس مستبعدا أن تحصل على ما تحتاجه من بعض الدول رغم صعوبة الأمر .فروسيا مقيدة بحربها في اكرانيا ولا ترغب باستفزاز امريكا وإسرائيل.اما الصين بدورها فتخشى على مصالحها التجارية الضخمة مع واشنطن.وتبقى كوريا الشمالية دولة محتملة للقيام بدور المزود لإيران بالسلاح.ربما دول اخرى.

في هذا السياق القلق والمتوتر تبرز أهمية الموقف الأمريكي.حيث يتجاذب القرار الأمريكي قوى ضغط متعارضة.هناك من يدفع القرار بعيدا عن التدخل. بمواجهة من يدفع باتجاه التدخل المباشر دعما لإسرائيل.وحتى الان اتضح أن واشنطن شريك فاعل لإسرائيل .لكن هذا لا يعني تطابق مقاربة الطرفين.لذا من المتوقع أن تبذل واشنطن جهدا دبلوسيا سريعا ونشطا للوصول لتسوية الملف النووي مع ايران.في حين تتجاوز اسرائيل هذا الهدف بمسافة كبيرة.والخطورة هنا القدرة المعهودة لإسرائيل على استدراج امريكا لحقل الغامها المجرب على مدى السنوات الماضية .

القادة الإسرائيليين ألاكثر دهاءا يمكنهم الايقاع بترمب خاصة أن أنصار اسرائيل يحيطون بترمب . وربما يكون تقرير الاستخبارات الأمريكية مقدمة لتبرير استئناف القتال.

من المبكر التفاؤل بحلول سلام مع وجود نخبة اسرائيلية توراتية مسكونة بهوس القوة المتفوقة والساحقة .ومنتشية بسلسلة من الانتصارات التي حققتها على مستوى إقليمي.ومستندة إلى إجماع مجتمع يغرق في رعب وجودي مزعوم.يشحذ شهوة مجنونة للقتل والقتال لدى قادته الموتوربن.


نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.