نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: شجون الشحي.. فصل جديد في حكاية الحلم الإماراتي - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 27 يونيو 2025 08:47 صباحاً
من مدينة خورفكان، حيث تنسج العائلات أحلامها في هدوء البحر وظلال الجبال، خرجت لاعبة كرة القدم الإماراتية شجون الشحي، حاملة معها حلماً مختلفاً.. كان طريقها مرسوماً بالشغف، ففي سن الحادية عشرة بدأت خطواتها الأولى في ملاعب الكرة، متحدية الصورة النمطية، وراسمة مساراً خاصاً بها في اللعبة التي أحبتها منذ الصغر.
وفي حديثها الخاص لـ«تليجراف الخليج»، قالت شجون، صاحبة الـ 21 عاماً: «من الملاعب بدأت رحلتي، ومن الطموح صنعت اسمي.. لطالما كان مركزي في الملعب هو خط الوسط، ولكن في الفترة الأخيرة لعبت في مركز الدفاع مع نادي «بنات أف سي».
وتمكنت من إثبات نفسي فيه بجدارة.. من أبرز إنجازاتي أنني الآن إحدى لاعبات منتخب الإمارات الوطني، وهو شرف كبير ومسؤولية عظيمة أعتز بها».
تجربة شجون مع فريق «بنات أف سي» شكلت محطة فارقة في مسيرتها، ليس على المستوى الرياضي فحسب، بل الإنساني أيضاً، كما أكدت: «كانت من أجمل التجارب الرياضية في حياتي.. الفريق يتميز بروح التعاون والدعم المتبادل بين اللاعبات والمدربات، ما يخلق بيئة أشبه بالعائلة..
عشنا معاً تجارب عديدة داخل الملعب وخارجه، وكان لذلك أثر كبير في تعزيز الروح الجماعية بيننا، ولا يسعني إلا أن أشيد بدور الأستاذة بدرية فيصل، مؤسسة النادي، التي لعبت دوراً محورياً في نجاحنا وتماسكنا».
لحظة فاصلة
أما عن ارتداء قميص المنتخب الوطني الإماراتي، فكان بالنسبة لشجون لحظة فاصلة، حيث قالت: «تجربتي مع المنتخب الوطني كانت من أهم المحطات في مشواري.. شعرت بفخر كبير حين ارتديت قميص الإمارات، ومن أجمل اللحظات حين أثبتنا، كمنتخب وطني، قدرتنا على المنافسة، وحققنا تقدماً في البطولات فاق توقعاتنا.
ووصلنا إلى مراحل كنا نحلم بالوصول إليها». وعن الركيزة الأساسية في هذه المسيرة، تحدثت شجون بكل امتنان، قائلة: «أسرتي هي السند والداعم الأول لي، ومن بعد توفيق الله تعالى، يعود لهم الفضل في ما وصلت إليه اليوم.. دعمهم الدائم وثقتهم بي كانا الوقود الذي دفعني للاستمرار والنجاح».
ولا تغفل شجون الصعوبات، لكنها تراها بنظرة مختلفة، حيث قالت: «لم أواجه صعوبات تذكر في سعيي لتحقيق شغفي، لأن الإصرار والرغبة كانا دائماً أقوى من أي عائق.. اليوم أنا لاعبة أساسية في النادي، ومنتسبة لمنتخب الإمارات، وطموحي أن أستمر في التقدم، وأسعى لاحتراف خارجي يحمل اسم دولتي بكل فخر».
التزام وتخطيط
وفي موازنتها بين الدراسة والتدريبات، أوضحت شجون: «أوازن بين دراستي وتدريباتي الرياضية بشكل منظم، وأحرص على منح كل جانب حقه.. لم أجد صعوبة في التوفيق بينهما، لأن الالتزام والتخطيط يصنعان الفرق»، وبسؤالها عن مدى التزامها بالنظام الغذائي.
ومدى تأثير ذلك على حياتها كلاعبة، تحدثت شجون عن أهمية الانضباط، قائلة: «النظام الغذائي هو سلاح الرياضي الحقيقي.. لم أشعر بالملل من القيود الغذائية، بل أعتبرها جزءاً من طريقي نحو النجاح، لدي طموح واضح، وصحتي أولوية لا تهاون فيها».
أما عن قدوتها الكروية، فتحدثت شجون عن الإلهام الذي تستمده من كبار اللعبة، قائلة: «أحب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، لما يتميز به من طموح وانضباط وقوة شخصية داخل وخارج الملعب، فهو نموذج للاعب الذي لا يعرف الاستسلام، يواصل التطور مهما بلغ من نجاح»، وتابعت:
«أما الفريق الذي أشجعه منذ صغري وحتى اليوم فهو ريال مدريد، أتابع مبارياته بكل شغف، وأستلهم من روحه القتالية وتاريخه الحافل بالبطولات».
وعند سؤالها بشكل افتراضي.. لو أتيحت لك فرصة تغيير قاعدة واحدة في كرة القدم لصالح اللاعبات، ماذا كنت ستغيرين؟، فأجابت شجون بثقة: «لن أغير شيئاً... اللاعبات اليوم أثبتن جدارتهن بفضل العمل والالتزام.
ونجحن في الوصول إلى البطولات الآسيوية والدولية، نحن قادرات على تحقيق ما يحققه اللاعبون الرجال، وقوانين اللعبة كما هي تمنحنا الفرصة لإثبات أنفسنا.. التحدي الحقيقي لا يكمن في القوانين، بل في العزيمة والجهد الذي نبذله داخل الملعب». وتعتبر شجون كرة القدم جزءاً أساسياً من حياتها، قائلة:
«كرة القدم هي هوايتي الوحيدة وشغفي الأكبر.. أجد نفسي فيها، وأعيش معها أجمل لحظات حياتي، فهي المتنفس الذي أعبر من خلاله عن طموحي وطريقتي في الحياة». وفي ختام حديثها، وجهت شجون رسالة ملهمة لكل فتاة تحلم بالوصول إلى الملاعب، قائلة: «آمني بنفسك وبقدراتك، ولا تسمحي لأي عائق أن يقف في طريق حلمك..
طريق النجاح ليس سهلاً، لكنه جميل ومليء بالتحديات التي تصنع منك شخصية قوية، كوني واثقة أن الطموح لا يعرف جنساً، وأنك قادرة على تحقيق كل ما تطمحين إليه بالعزيمة والإصرار.. نحن اليوم نفتح لك الطريق، وغداً ستكونين أنت من تلهمين الأخريات».