القيلولة سرّ القرارات الذكية - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: القيلولة سرّ القرارات الذكية - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 27 يونيو 2025 05:06 مساءً

هل سبق أن واجهت قرارًا صعبًا ونصحك أحدهم بأن "تنام عليه" قد تبدو هذه النصيحة الجدّية مزعجة في لحظتها، لكنها تحمل الكثير من الصحة، بحسب دراسة جديدة نُشرت في مجلة PLOS Biology.


سعى باحثون من جامعة هامبورغ في ألمانيا إلى فهم الآلية العصبية وراء لحظة "آها" تلك اللحظة التي تلمع فيها الفكرة فجأة.
التجربة:طلبوا من 90 مشاركًا تنفيذ مهمة بسيطة ظاهريًا، تتعلق بتتبّع نقاط على الشاشة دون علمهم أن هناك خدعة ضمنية في التصميم.
وبعد عدة جولات، تم منح المشاركين قيلولة لمدة 20 دقيقة، وتم رصد نشاط أدمغتهم خلال النوم.
النتائج كانت مذهلة:المشاركون الذين دخلوا في مرحلة نوم أعمق تُعرف باسم N2 كانوا أكثر احتمالًا لفهم الخدعة وحلّ المهمة بعد الاستيقاظ.
الأرقام تتحدث:

86٪ من الذين دخلوا نوم N2 توصّلوا للحل.

64٪ فقط من الذين ناموا نومًا خفيفًا توصّلوا له.

56٪ من الذين لم يناموا على الإطلاق نجحوا.

حتى أولئك الذين لم يناموا نومًا عميقًا أداؤهم كان أفضل من مجموعة دراسة سابقة لم تنم إطلاقًا، حيث نصفهم فقط توصّلوا للحل.
النوم لا يُهدر الوقت... بل يحفّز الإبداع.

تقول أنيكا لوي، المؤلفة الرئيسية للدراسة:"الكثير منا عاش تجربة الحصول على أفكار مهمة بعد قيلولة قصيرة. والجميل أننا نملك الآن بيانات تدعم هذه الظاهرة."

وأضافت:"أكثر ما أدهشني هو تفاعل الأشخاص المبدعين مع نتائجنا، فقد شعروا أنها تعكس تجاربهم الشخصية في الوصول إلى أفكار خلاقة بعد القيلولة."
ماذا يحدث في الدماغ؟رصد الباحثون نمطًا في تخطيط الدماغ الكهربائي (EEG) يُعرف باسم "انحدار طيفي أكثر حدة"، وهو مرتبط بالإدراك واتخاذ القرارات أثناء النوم.

تقول لوي:"رأينا أن هذا الانحدار الطيفي الحاد، المرتبط بمرحلة النوم العميق N2، يساهم في لحظات الإلهام والإدراك."
كيف تستفيد من القيلولة؟ إليك النصائحقال البروفيسور نيكولاس شوك، أستاذ علم الأعصاب المعرفي في جامعة هامبورغ، لـنيويورك بوست:

"مدة القيلولة في دراستنا كانت 20 دقيقة. ووصول المشاركين إلى مرحلة N2 هو ما أحدث الفرق."

"عند استعداد الجسم للنوم، يمكن بلوغ N2 خلال 5 دقائق فقط."

"لكن التحدي هو أن لا أحد يعلم بالضبط متى سينام بالفعل."

وبالتالي، ليس من المؤكد دائمًا أن قيلولة الـ20 دقيقة ستُجدي نفعًا. ومع ذلك، يُضيف شوك:
"القيلولات التي تقل عن 30 دقيقة يمكن أن تحقق فوائد معرفية ملحوظة."
ما هو الوقت المثالي للقيلولة؟

يقول شوك إن معظم البالغين يشعرون بالنعاس في وقت الظهيرة، مما يزيد من فرص الدخول في نوم عميق.

خبراء آخرون أوصوا بأن يكون بين الساعة 1 و3 بعد الظهر هو "الوقت الذهبي" للقيلولة.

كيف تضمن الوصول لمرحلة N2؟

لا توجد طريقة مضمونة، ولكن:

جودة النوم تتأثر بعوامل عدة، أهمها درجة حرارة الجسم.

تشير الدراسات إلى أن النوم يبدأ بسهولة أكبر عندما تنخفض حرارة الجسم قليلاً.

لذلك، يُنصح بأن تكون درجة حرارة الغرفة بين 18-20 درجة مئوية.

لا يُنصح بأخذ قيلولة في وقت متأخر جدًا من النهار حتى لا تؤثر على نوم الليل.