نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الوعي الأسري والروتين المنظم السبيل لحماية الأطفال من الإدمان الرقمي - تليجراف الخليج اليوم السبت 28 يونيو 2025 11:40 صباحاً
أشار عدد من الخبراء والمختصين في شؤون الطفولة، إلى أن توفير الأنشطة التفاعلية والتربوية التي تثري وقت الطفل وتدعمه نفسياً واجتماعياً، يشكل ركيزة أساسية في بناء شخصية متزنة وقادرة على مواكبة المتغيرات، لا سيما خلال فترة الصيف.
حيث تزيد مستويات التعرض للشاشات والأجهزة الإلكترونية، مؤكدين أن مرحلة الطفولة المبكرة، تمثل فرصة حاسمة لغرس المبادئ الحميدة والقيم الإيجابية، لا سيما في ظل التحديات الفكرية والثقافية التي تفرضها البيئة الرقمية.
وفي هذا السياق، شددوا على أن دور الأسرة يظل محورياً في التوجيه وخلق لحظات أسرية مثالية لتعزيز هذه القيم الإيجابية، مشيرين إلى أن غياب التخطيط المسبق، قد يؤدي إلى فوضى يومية، تنعكس سلباً على الصحة النفسية والسلوكية للأطفال، وأوضحوا أن الإجازة الصيفية، وإن كانت فرصة للراحة والاستجمام، إلا أنها تمثل أيضاً مساحة خصبة لتعزيز المهارات وتنمية القيم الأسرية.
من جهتها، أكدت منيرة المنصوري اختصاصي تنمية مهارات وقدرات الطفل في مؤسسة التنمية الأسرية، أن المؤسسة تقدم من خلال خدمة طلب عضوية في نادي الأطفال وشباب الدار، والتي تُقدَّم للأطفال من 6 - 18 سنة، خلال فصل الصيف مجموعة من المهارات التي تسهم في بناء الشخصية، وتستثمر مهارات الطفولة، وتحقق الأهداف المرجوة، مثل تعزيز الهوية الوطنية.
واستثمار أوقات فراغ الأطفال بعيداً عن الإدمان الرقمي، بما يعود بالنفع إيجابياً على المجتمع والأسر، من خلال تنظيم أنشطة تطوعية، وتشجيع الأطفال على المشاركة في أنشطة تطوعية تخدم المجتمع، مثل حملات النظافة أو جمع التبرعات، فضلاً عن تنظيم ورش عمل تركز على تطوير المهارات الأكاديمية والعملية، مثل البرمجة أو الفنون.
هذا بالإضافة إلى توفير بيئة داعمة لاستكشاف وتنمية مواهب الأطفال، وتمكينهم من ممارستها، من خلال إنشاء معسكرات تركز على تنمية المواهب الفردية، مثل الموسيقى أو الرياضة، وتوفير مرشدين متخصصين لمساعدة الأطفال في استكشاف مواهبهم وتطويرها.
شعور بالمسؤولية
وأكدت الدكتورة مروة شومان مستشارة نفسية وتربوية وكاتبة في أدب الطفل، أن من أبرز المشكلات النفسية أو السلوكية التي تظهر لدى الأطفال خلال الإجازة الصيفية، هي غياب الروتين اليومي المنتظم خلال الإجازة الصيفية، ما يسبب اضطراباً في سلوك الأطفال ونومهم وحالتهم المزاجية.
وقالت: «دعونا نُعِد بعض التوازن إلى أيامهم، عبر تنظيم بسيط، لا يفقدهم متعة الإجازة، بل يمنحهم شعوراً بالأمان». وأوضحت أن الحل الأمثل، يكمن في عمل جدول مرن، يتم تحديده مع الطفل، وهذا يمنحه الشعور بالمسؤولية والانتماء، ويقلل من العناد والرفض.
وأشارت شومان إلى أن الأنشطة الطبيعية المتمثلة في الزراعة، أمر في غاية الأهمية، حيث ينمي معهم مفاهيم الاستدامة البيئية، حيث يسهم هذا التناغم مع الطبيعة في استكشاف العالم من حولهم، بعيداً عن الشاشات، وهذه الأنشطة تنمي فيهم الهدوء التركيز والتوازن النفسي.
نافذة
من جهتها، أكدت المدربة الاجتماعية، عرين أبو حمادة، أن مع نهاية العام الدراسي وبداية العطلة الصيفية، تفتح لنا الحياة نافذة ذهبية لا تُقدّر بثمن «نافذة الوقت مع الأبناء»، تلك اللحظات التي لا تُقاس بالدقائق، بل بالضحكات والمواقف والقصص التي تبقى محفورة في ذاكرة الطفل وقلبه مدى الحياة.
ففي عصر تتزاحم فيه الأجهزة الذكية والالتزامات اليومية على وقتنا، تصبح العطلة الصيفية فرصة نادرة لإعادة بناء الجسور العاطفية بين الآباء والأبناء، لتعليمهم القيم الوطنية من خلال الحوار البنّاء، وأشارت أن الدراسات تؤكد أن نوعية الوقت أهم بكثير من كميته.
فلا يحتاج الطفل إلى ساعات طويلة، بل إلى لحظات صادقة، يشعر فيها أن والديه حاضران بجوارحهما، نزهة قصيرة، لعبة بسيطة، طبخة مشتركة، أو حتى حديث قبل النوم، يمكن أن يترك أثراً نفسياً لا يُمحى، هذا الوقت النوعي، يعزز ثقة الطفل بنفسه، يقوي العلاقة الأسرية، ويساعد على بناء تربية متوازنة، تقوم على الاحترام والحب والانتماء.
تحديات
وأوضحت نورة مجاهد اختصاصية التثقيف الصحي، أن من أهم التحديات التي تقف عائقاً في تشكيل مناخ نفسي إيجابي مع الأسرة خلال عطلة الصيف، تتمثل في انشغال أفراد الأسرة بالتكنولوجيا وهواتفهم، ما يحد من التفاعل الحقيقي بينهم، فضلاً عن ضغوط العمل.
وانشغال الأهل، فساعات العمل الطويلة، أو المهن التي تتطلب الوجود خارج المنزل لساعات متأخرة، تجعل الوالدين العاملين مرهقين جسدياً وذهنياً، ما يجعلهما غير قادرين على تخصيص وقت للأنشطة العائلية.