نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: «محمد بن راشد للفضاء» يطور نظاماً ذكياً لرصد أشجار النخيل بدقة 94 % - تليجراف الخليج اليوم الأحد 29 يونيو 2025 12:08 صباحاً
أكد مركز محمد بن راشد للفضاء أنه نجح في تطوير تقنية متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لرصد وإحصاء أشجار النخيل بدقة عالية تصل إلى نحو 94 %، حيث تم توظيف هذه التقنية المبتكرة في منطقة العين لرصد أكثر من 4 ملايين شجرة نخيل، ضمن مشروع يعكس تكامل التكنولوجيا والبيئة، ويسهم في تعزيز إدارة الموارد الزراعية ودعم الاستدامة.
الأمن الغذائي
وأوضحت فاطمة المرزوقي، مهندسة برمجة في المركز، أن هذا الإنجاز يمثل نقلة نوعية في مجال التحول الرقمي للقطاع الزراعي، إذ يسهم في دعم الجهود الوطنية نحو تعزيز الأمن الغذائي واستخدام التكنولوجيا في تطوير القطاع الزراعي، لافتة إلى أن المركز يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لمعالجة وتحليل الصور الفضائية التي تلتقطها مجموعة من الأقمار الاصطناعية التابعة للمركز، مثل «محمد بن زايد سات» والقمر الراداري «اتحاد سات»، بهدف استخراج بيانات دقيقة تتعلق بالبنية التحتية والبيئة.
وأشارت إلى أن المركز أطلق مؤخراً نسخة جديدة ومحسنة من منصة تحليل البيانات الجغرافية، وهي منصة تعتمد كلياً على تقنيات الذكاء الاصطناعي في رصد وتحليل الأجسام والمعالم الجغرافية، ما يسهم في تقديم حلول دقيقة وشاملة تدعم متخذي القرار في مجالات التخطيط الحضري والاستدامة البيئية.
خرائط دقيقة
كما طوّر المركز تقنية ذكاء اصطناعي متقدمة أخرى تستخدم في تحديد مواقع الفيضانات ورسم خرائط دقيقة للمناطق المتضررة، وذلك من خلال تحليل صور الأقمار الاصطناعية، وتمكن هذه التقنية الجهات المختصة من الحصول على معلومات حيوية في الوقت المناسب لإدارة الأزمات واتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع الكوارث الطبيعية، ما يعكس الدور الحيوي للمركز في توظيف علوم الفضاء لخدمة التنمية المستدامة وتعزيز الجاهزية في مواجهة التحديات المناخية.
وكان مركز محمد بن راشد للفضاء قد أعلن في وقت سابق أن
67 % من بيانات الأقمار الاصطناعية التابعة للمركز مخصصة للخدمة البيئية، حيث يستفاد منها في مراقبة التغيرات المناخية، وتتبع جودة الهواء، وتحليل استخدامات الأراضي، فضلاً عن دعم الجهود الوطنية في مكافحة التصحر ورصد الغطاء النباتي.
ويساهم القمر الاصطناعي «خليفة سات» في توفير ما نسبته 25 % من إجمالي بيانات المركز التي تستخدم في دعم ومتابعة الخدمات البيئية، حيث يتميز القمر بدقة تصوير عالية تمكنه من رصد التغيرات البيئية بدقة، مثل زحف الرمال، وتآكل السواحل، وازدياد البقع الخضراء، بالإضافة إلى مراقبة جودة المياه والتلوث البحري، كما تستخدم بيانات «خليفة سات» في دعم الدراسات المناخية وتقديم معلومات دقيقة للجهات المعنية بالتخطيط البيئي والعمراني، ما يسهم في اتخاذها القرارات التي تخدم عملية التنمية.
وبحسب آخر الإحصائيات فإن بيانات الأقمار الاصطناعية التي أطلقها المركز على مدار السنوات الماضية أتاحت لأكثر من 30 جهة الاستفادة من خرائط الغطاء النباتي داخل الدولة، في حين استفادت أكثر من 25 جهة من المعلومات المتعلقة بدراسة سواحل الدولة.
مواجهة التحديات
وساهمت البيانات التي تم جمعها عبر الأقمار الاصطناعية التابعة للمركز بشكل كبير وفعال في تنفيذ 88 دراسة متخصصة في مجال إدارة الأزمات والكوارث خلال عام 2024، ما يعكس الدور المتنامي للتقنيات الفضائية في دعم الجهود الوطنية لمواجهة التحديات الطارئة.
ومن المتوقع أن يسهم «محمد بن زايد سات» و«اتحاد سات»، بدور محوري في تعزيز قدرات دولة الإمارات في مجال رصد ومراقبة البيئة باستخدام التقنيات الفضائية المتقدمة، حيث يعد «محمد بن زايد سات» من أكثر الأقمار الاصطناعية تطوراً على مستوى المنطقة، نظراً لتميزه بقدرات تصوير فائقة الدقة وإمكانات متقدمة في جمع وتحليل البيانات، ما يجعله أداة فعالة لدراسة التغيرات البيئية بدقة عالية، مثل تتبع التغير في الغطاء النباتي، ورصد الملوثات، وتحليل آثار التغير المناخي.
أما «اتحاد سات»، فهو أول قمر صناعي إماراتي من نوعه يعمل بتقنية الرادار (SAR)، ما يتيح له التصوير في جميع الظروف الجوية، ليلاً ونهاراً، حتى في وجود الغيوم والغبار، حيث ستعزز هذه الميزة من قدرات المركز في توفير بيانات بيئية مستمرة وغير منقطعة، تدعم متخذي القرار، وتسهم في رسم سياسات بيئية أكثر دقة واستدامة.