مهرة عبد الله.. نجمة إماراتية تتأهب للتألق في «مونديال المبارزة» - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: مهرة عبد الله.. نجمة إماراتية تتأهب للتألق في «مونديال المبارزة» - تليجراف الخليج اليوم الأحد 29 يونيو 2025 12:08 صباحاً

منذ أن أمسكت بسلاحها للمرة الأولى في سن الرابعة عشرة بدا الشغف واضحاً في عيني الفتاة الإماراتية مهرة عبد الله الملا. كانت البداية في بطولات المدارس، ومنها انطلقت نحو ميادين المنافسة الدولية، تحمل معها طموحاً لا يعرف الحدود، وسلاحاً من نوع خاص.. «السابر» أحد أكثر أسلحة المبارزة تعقيداً وسرعة.

وفي حديثها لـ«تليجراف الخليج» كشفت مهرة عن تفاصيل رحلتها، التي امتدت على مدار سبع سنوات، حققت خلالها عدة إنجازات لافتة، على رأسها فضية البطولة العربية في البحرين 2025، وذهبية بطولة الأندية العربية للسيدات 2024، بالإضافة إلى التأهل إلى التصفيات المؤهلة لأولمبياد باريس، كما حققت برونزية في دورة الألعاب العالمية القتالية 2023، وتصدرت التصنيف المحلي لسلاح السابر في فئة السيدات. وقالت مهرة: «ما جذبني إلى رياضة المبارزة منذ البداية هو عنصر المفاجأة الكامن في كل لحظة، وردة الفعل السريعة، التي تتطلبها المواقف الحاسمة.

شعرت أنها رياضة تعتمد بدرجة كبيرة على الذكاء والتركيز وسرعة البديهة، وهذا ما جعلني أتحمس لاكتشافها أكثر، ومع مرور الوقت وجدت في سلاح السابر تحديداً المساحة، التي أبحث عنها لتفريغ طاقتي وتحدي نفسي، فهو سلاح يتطلب قرارات لحظية، وحركة دقيقة، وكل ثانية تحدث فارقاً كبيراً، سواء في النتيجة أو في السيطرة على الأعصاب، هذا المزيج الذهني والبدني منحني متعة خاصة، وفتح أمامي أبواباً واسعة للتطور وتحقيق الذات».

جاهزية

ومع اقتراب موعد بطولة العالم للمبارزة، التي تستضيفها العاصمة الجورجية تبليسي، خلال الفترة من 22 إلى 30 يوليو المقبل، تبدو مهرة في قمة جاهزيتها، مؤكدة أن التحضيرات تضمنت تدريبات بدنية مكثفة، إلى جانب مشاركتها في معسكر دولي نظمه الاتحاد الدولي للمبارزة FIE، بمشاركة نخبة من لاعبات العالم.

وكان الطريق أمام مهرة مليئاً بالتحديات، إذ أوضحت اللاعبة الإماراتية أن التنافس المحلي القوي كان من أبرز المحطات في مسيرتها، قائلة: «منذ خطواتي الأولى في رياضة المبارزة كنت حريصة على أن أثبت جدارتي داخل الدولة أولاً، وأن أؤكد للجميع أنني أملك ما يؤهلني لتمثيل الإمارات في المحافل الخارجية، لم تكن الرحلة سهلة، فقد واجهت تحديات عديدة على المستويين الفني والنفسي، لكنني تغلبت عليها بالتوكل على الله أولاً، ثم بالثقة بالنفس والإصرار على الالتزام بالتدريبات اليومية، حتى في أصعب اللحظات.

وكان لدعم عائلتي وأصدقائي دور كبير في تجاوز تلك الصعوبات، فهم من منحوني القوة والدافع للاستمرار، ومنحوني الإيمان بأن كل مجهود يبذل في صمت سيثمر يوماً ما».

طموحات

ولا تتوقف طموحات مهرة عند حدود البطولات الإقليمية، بل تمتد نحو الحلم الأولمبي، حيث أكدت: «أضع أمامي هدفاً واضحاً لا يغيب عن تفكيري، وهو الدخول في قائمة أفضل 10 لاعبات على مستوى العالم في سلاح السابر، وأن أحجز مكاني لتمثيل الإمارات في أولمبياد 2028.

هذه الغاية تمثل الدافع الأساسي وراء كل ما أقوم به اليوم من تدريبات متواصلة، ومشاركات دولية، وسعي دائم لتطوير نفسي فنياً وذهنياً. أعرف أن الطريق صعب، لكنه يستحق كل لحظة تعب، لأن تمثيل الدولة على هذا المستوى شرف لا يضاهيه شيء».

وفيما يخص واقع اللعبة في الدولة ترى مهرة أن تطور المبارزة النسائية في الإمارات بات ملموساً، لا سيما مع دعم الأندية واهتمام الإعلام، لكن الوصول إلى العالمية برأيها يتطلب رؤية استراتيجية واضحة، قائلة: «الطريق إلى العالمية يحتاج إلى بيئة محفزة ومنظومة احترافية متكاملة. من وجهة نظري هناك ثلاث ركائز أساسية يجب التركيز عليها.

أولاً، زيادة فرص الاحتكاك الخارجي، من خلال المشاركات الدولية المنتظمة، لما لها من دور محوري في تطوير الأداء وصقل المهارات. ثانياً، ضرورة وضع خطط موسمية مدروسة لكل لاعبة، تتضمن أهدافاً مرحلية واضحة ومساراً تدريبياً متدرجاً، أما الركيزة الثالثة فهي خلق بيئة تنافسية داخلية ترفع من سقف الطموحات، وتشجع كل لاعبة على تقديم أفضل ما لديها، سواء في البطولات أو في التمارين اليومية».

مقارنة

وفي لمحة تعكس أبعاداً عميقة في شخصيتها كشفت مهرة عن الرياضة، التي ما كانت لتختارها لو لم تمضِ في طريق المبارزة، حيث قالت بابتسامة هادئة: «الشطرنج دون تردد، فهو يشبه المبارزة كثيراً، من حيث اعتماده على التركيز الذهني وردة الفعل السريعة، كما أنه يتماشى تماماً مع أسلوبي في التفكير، واتخاذ القرار».

الجانب الذهني لم يقتصر على اختيارات مهرة الرياضية، بل ينعكس أيضاً في طريقتها في التعامل مع لحظات التعب أو الإحباط، إذ قالت: «عندما أشعر بالتعب أردد دائماً الآية الكريمة - إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً- وأؤمن بأن لكل مجتهد نصيباً، وهذا الأمر يمنحني طاقة داخلية للاستمرار، وأستمد العزيمة لأكمل الطريق»، وأضافت بصوت يملأه الامتنان: «أتذكر في كل لحظة صعبة أنني أريد أن أكون مصدر فخر لعائلتي، وخاصة والدتي الراحلة، وهذا وحده كفيل بأن يبدد كل شعور بالضعف، ويعيد إليّ الثقة والقوة».

وفي ختام حديثها وجهت مهرة رسالة ملهمة للفتيات الإماراتيات اللواتي يفكرن في دخول عالم الرياضة، مؤكدة أن التجربة الرياضية تحمل في طياتها ما هو أكبر من النتائج والألقاب، قائلة: «الرياضة مدرسة متكاملة، تعلم القيم والانضباط، الرياضة مساحة حقيقية لتطوير الذات، تمنحك القوة والوعي، والقدرة على مواجهة الحياة»، وأضافت عن المبارزة تحديداً: «هذه الرياضة غنية بالتكتيك، وتناسب جميع الأعمار والمستويات، وهي فرصة لصقل الشخصية، وتوسيع الأفق الذهني والحركي. أنصح كل فتاة أن تمنح نفسها هذه التجربة، وأن تفتح الباب لاكتشاف قدراتها من خلال الرياضة، فهي بداية لتغيير حقيقي في حياة الإنسان».