كتاب “الرأسمالية الأسود”… نقد موضوعي للرأسمالية الغربية - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: كتاب “الرأسمالية الأسود”… نقد موضوعي للرأسمالية الغربية - تليجراف الخليج ليوم الأحد 29 يونيو 2025 03:58 مساءً

دمشق-تليجراف الخليج

في كتابه الرأسمالية الأسود، يقدم المفكر الألماني روبرت كورتس عملاً نقدياً عميقاً للنظام الرأسمالي جامعاً بين الاقتصاد والتاريخ والفلسفة في سردية تشريحية تُظهر أن الرأسمالية كما نعرفها اليوم ليست نهاية التاريخ، بل أزمة مفتوحة لا مخرج منها إلا بكسر القوالب السائدة.

الكتاب الذي صدر مؤخرا بنسخة إلكترونية عن الهيئة العامة السورية للكتاب ضمن المشروع الوطني للترجمة، وترجمه للعربية الدكتور مازن المغربي، يعد من الأعمال النقدية المهمة التي تناولت نقد الرأسمالية من خلال تحليل تاريخي وفلسفي عميق، ويستعرض المسار التاريخي للرأسمالية، ويكشف عن الأوجه التي غالباً ما تتجاهلها الأدبيات الاقتصادية التقليدية.

من وهم السوق إلى واقع الهيمنة

يرى كورتس في كتابه أن السوق الرأسمالية ومنذ نشأتها لم تكن سوى جهاز اختزال للعلاقات الاجتماعية إلى علاقات نقدية محضة، ويقول في ذلك: في السوق لا يقاس الإنسان بما هو بل بما يملك، وما لا يملك يتحول إلى عبء فائض.

ويجد كورتس أن التبادل الحر لا يعني الحرية إطلاقاً، بل هو شكل من أشكال الإجبار الاقتصادي المقنَّع، ويشير إلى أن الرأسمالية لا تعني فقط استغلال العمال، بل أيضاً “إعادة تشكيل الطبيعة نفسها وفق منطق الربح”.

الرأسمالية تعيد إنتاج الأزمات

يصف كورتس آليات الاقتصاد المعولم بأنها دوامة دائمة من الابتكار والدمار، حيث يتطلب التراكم الرأسمالي باستمرار خلق أسواق جديدة، وتدمير أخرى، ويطرح سؤالاً جوهرياً: ماذا لو لم تكن الأزمات الرأسمالية مجرد طفرات خارجية، بل آليات داخلية ضرورية للاستمرار.

يناقش الكتاب أزمة التكنولوجيا، ويشير إلى أن “الرأسمالية ألغت العمل البشري بوصفه ضرورة، لكنها لم تجد بديلاً اجتماعياً لسلعة العمل، فوقوع المجتمع في فخ العطالة المُمأسسة، أي بطالة دائمة تنتجها الآلة ولا يمكن استيعابها ضمن السوق التقليدية.

تركة النيوليبرالية في المجتمعات الرأسمالية

يرى كورتس أن النيوليبرالية التي سادت بعد انهيار المعسكر الشرقي، بشّرت بعالم جديد من الحرية والرخاء، لكنها كانت في الواقع حررت رأس المال من كل قيد، وتركت البشر للمجهول.

ويصف النيوليبرالية بأنها هندسة للعالم على صورة السوق، لكنها خلّفت وراءها مجتمعات مفككة، وانعداماً متزايداً للأمان الوظيفي، وتصاعداً حاداً في اللامساواة.

نحو بديل حضاري

لا يكتفي الكتاب بالنقد، بل يدعو إلى تفكيك الفرضيات المؤسسة للرأسمالية، واقتراح نماذج بديلة تتمثل برأيه في العودة إلى دولة الرفاه، وتجاوز منطق السوق نفسه نحو اقتصاد تضامني لا يقوم على الاستهلاك بل على المعنى.

ويدعو المؤلف إلى إعادة تعريف العمل والإنتاج والاستهلاك من منطلق إنساني لا نفعي.

تابعوا أخبار تليجراف الخليج على التلغرام و الواتساب