عُقدة اسمها المغرب.. الجزائر تُناور خارجياً لتُخفي جراحها الداخلية - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: عُقدة اسمها المغرب.. الجزائر تُناور خارجياً لتُخفي جراحها الداخلية - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 1 يوليو 2025 02:47 صباحاً

تواصل الجزائر، بجميع مؤسساتها السياسية والإعلامية والعسكرية، في مشهد بات مألوفاً، إطلاق حملات عدائية ممنهجة ضد المملكة المغربية، في ما يشبه الهوس الجماعي الذي تجاوز حدود السياسة والدبلوماسية نحو ما يُشبه السلوك المرضي.

تحليلات نفسية وسياسية حديثة ذهبت إلى أبعد من التوصيفات التقليدية، معتبرةً أن هذا الهوس الجزائري تجاه المغرب نابع من عُقدة نفسية عميقة، وأن المملكة تحتل مكانة معقدة في اللاوعي الجماعي للنظام الجزائري، فالمغرب بالنسبة للجزائر لا يمثل فقط جاراً منافساً، بل يشكّل ما يشبه "الأب الرمزي" الذي يُذكّرها باستمرار بما فقدته، وبما لم تنجح في تحقيقه.

الجزائر التي وُلدت من رحم العنف الاستعماري الفرنسي، وفقدت كيانها السياسي التاريخي لعقود، ترى في المغرب نموذجاً مستقراً يملك شرعية ملكية ضاربة في عمق التاريخ، وهو ما يثير في النظام الجزائري شعوراً بالتهديد الوجودي والغيرة المكبوتة. 

فبينما خرج المغرب من تجربة الحماية مُحافظاً على رمزيته وسلطانه، وجدت الجزائر نفسها أمام فراغ مؤسساتي حاول النظام العسكري ملأه بخطاب ثوري مشحون بالعواطف والعداء للمخزن.

المنظومة الرسمية الجزائرية، وبدل أن تواجه إخفاقاتها في التنمية وفسادها المستشري، اختارت أن تُسقِط أزماتها على الآخر، فكان المغرب هو "العدو المناسب"، الذي تُحمّله المسؤولية عن كل المآسي الداخلية، من انسداد الأفق أمام الشباب، إلى الأزمات الاقتصادية، وحتى تفشي المخدرات، وكأن المملكة تُسيّر الجزائر عن بعد.

الوكالة الرسمية الجزائرية تُخصّص نسبة هائلة من إنتاجها لشيطنة المغرب، بينما تتحول منابر الإذاعة والتلفزيون إلى جلسات نفسية جماعية لتفريغ الكبت السياسي والمؤسساتي، بل إن النظام وصل إلى حد تحويل كل محفل دبلوماسي إلى مناسبة للطعن في وحدة المغرب الترابية، حتى عندما يكون ذلك خارج السياق تماماً.

الصحراء المغربية بدورها تحولت إلى مركز ثقل في هذه العُقدة، فالمكاسب التي راكمتها الرباط على المستوى الإفريقي والدولي، والدعم المتنامي لمقترح الحكم الذاتي، كلّها عناصر تُفاقم الجرح النفسي لدى النظام الجزائري، الذي بات يشعر بالعزلة والفشل في فرض أجندته الانفصالية.

تشخيص الحالة من منظور التحليل النفسي يُظهر علامات واضحة على وجود اضطراب جماعي من نوع جنون الارتياب السياسي، حيث تُبنى السياسات على أساس نظريات مؤامرة لا تستند لأي معطى واقعي، بل تُكرَّر كطقوس قهرية لتبرير الواقع الداخلي المأزوم.

الجزائر، في نهاية المطاف، تُهاجم المغرب كي لا تواجه نفسها، تُطارد "العدو الخارجي" لتتجنب مواجهة التفكك الداخلي، وكلما تقدّم المغرب خطوة في التنمية والدبلوماسية والاستقرار، ازداد النظام الجزائري اختناقاً في عزلته النفسية والسياسية.