من أعماق الأرض إلى أنفاس الحياة.. ناسا تكشف سراً عمره 540 مليون سنة - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: من أعماق الأرض إلى أنفاس الحياة.. ناسا تكشف سراً عمره 540 مليون سنة - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 2 يوليو 2025 03:49 مساءً

مابين أعماق الأرض التي تخفي أسرارها، وتحدث به شيئاً فشيئاً، إلى الهواء العليل الذي هو سر الحياة، كشفت دراسة حديثة أجرتها وكالة ناسا عن وجود صلة مدهشة بين المجال المغناطيسي للأرض ومستويات الأكسجين اللازمة للحياة.

ووفقًا للبحث الجديد، فإن تذبذب المجال المغناطيسي للأرض على مدى 540 مليون سنة الماضية قد تزامن مع تقلبات الأكسجين الجوي، ويشير هذا الاكتشاف المذهل إلى احتمال تأثير عمليات أعماق الأرض على الظروف الحيوية للحياة على سطح الكوكب بحسب ديلي جالاكسي.

فهم السجلات القديمة

التاريخ المغناطيسي للأرض مُضمّن في المعادن الممغنطة التي تتشكل مع تبريد الصهارة الساخنة وارتفاعها عند حدود الصفائح التكتونية. تلتقط هذه المعادن المجال المغناطيسي في ذلك الوقت، محافظةً على سجله لملايين السنين. من خلال دراسة هذه البصمات المغناطيسية، يمكن للعلماء تتبع قوة المجال المغناطيسي للأرض عبر التاريخ. وبالتوازي مع ذلك، يمكنهم تحليل الصخور والمعادن القديمة لاستنتاج مستويات الأكسجين في الغلاف الجوي في مراحل زمنية مختلفة.

وفقاً للمؤلف المشارك ويجيا كوانغ، عالم الجيوفيزياء في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا ، فإن "هاتين المجموعتين من البيانات متشابهتان للغاية". يشير هذا التشابه إلى أن كلاً من المجال المغناطيسي ومستويات الأكسجين قد تذبذبت بشكل متزامن على مدار معظم تاريخ الأرض. تشير النتائج إلى أن العمليات في أعماق الكوكب، والتي يُحتمل أن تكون مرتبطة بحركة الصفائح التكتونية، قد تؤثر على كل من المجال المغناطيسي والظروف الجوية الأساسية للحياة.

الانفجار الكامبري وظهور الحياة

يعود هذا الارتباط بين التقلبات المغناطيسية ومستويات الأكسجين في الغلاف الجوي إلى الانفجار الكامبري، قبل حوالي 540 مليون سنة، عندما بدأت الحياة المعقدة بالتطور السريع على الأرض. يقترح مؤلفو الدراسة أن هذا النمط المتزامن قد يشير إلى آلية واحدة خفية تعمل - ربما حركة قارات الأرض - تؤثر على كلٍّ من المجال المغناطيسي ومستويات الأكسجين في الغلاف الجوي.

يقترح بنيامين ميلز، الباحث المشارك في الدراسة وعالم الكيمياء الحيوية بجامعة ليدز، أن "قوة المجال المغناطيسي ومستوى الأكسجين في الغلاف الجوي يستجيبان لعملية أساسية واحدة". تفتح هذه الفرضية آفاقًا مثيرة لفهم العمليات الأرضية العميقة التي قد تُشكل الحياة على سطح الكوكب.

مزيد من الأبحاث لاستكشافها

ويحول الباحثون الآن اهتمامهم إلى مجموعات بيانات أطول للتحقيق فيما إذا كان هذا الارتباط يمتد إلى ما هو أبعد من ذلك في الزمن، كما ذكر رافي كوبارابو، أحد الباحثين، "هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به لمعرفة ذلك".

كما يخططون لدراسة مواد كيميائية أساسية أخرى تدعم الحياة، مثل النيتروجين، لمعرفة ما إذا كانت تتبع أنماط تقلب مماثلة. أما بالنسبة للآليات المحددة وراء العلاقة بين باطن الأرض وظروف سطحها الداعمة للحياة، فلا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به .