إيلون ماسك يرد على تصريحات ترامب حول عودته إلى جنوب أفريقيا - تليجراف الخليج

تفاقم الخلاف العلني بين الملياردير إيلون ماسك والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد تصريحات لاذعة من الأخير ألمح فيها إلى إمكانية ترحيل ماسك إلى جنوب أفريقيا، مسقط رأسه، على خلفية دعم حكومي تلقته شركاته. ورد ماسك على تلك التصريحات بوصفها بأنها "مخيبة للآمال للغاية".

تأتي هذه المواجهة في أعقاب تمرير مجلس الشيوخ الأمريكي لمشروع قانون مثير للجدل أطلق عليه ترامب اسم "وان بيج بيوتيفول بيل" (القانون الكبير الجميل)، والذي يُعد حزمة ضرائب وإنفاق ضخمة ترفع سقف الدين الفيدرالي بمقدار 5 تريليونات دولار.

ويشمل المشروع تخفيضات ضريبية واسعة وزيادات في الإنفاق الدفاعي وأمن الحدود، مع تقليص في برامج الرعاية الاجتماعية والصحية. ومن المتوقع أن يضيف المشروع نحو 3.3 تريليونات دولار إلى عجز الميزانية خلال العقد المقبل، وفقًا لتقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس.

مجنون ومدمر

إيلون ماسك، الذي كان من أبرز داعمي حملة ترامب الرئاسية وتبرع لها بمبلغ لا يقل عن 250 مليون دولار، انتقد بشدة مشروع القانون، واصفًا إياه بأنه "مجنون ومدمر تمامًا" و"انتحار سياسي". وأكد في منشور على منصة X (تويتر سابقًا): "إنه يمنح المساعدات لصناعات الماضي، بينما يضر بصناعات المستقبل".

وفي منشور عبر منصة "تروث سوشيال"، هاجم ترامب ماسك بسبب الدعم المالي الذي تلقته شركاته، لا سيما في قطاع السيارات الكهربائية، وقال: "لولا هذا الدعم، لربما اضطر ماسك إلى إغلاق أعماله والعودة إلى جنوب أفريقيا". وعندما سُئل عما إذا كان سيعيد النظر في ترحيل ماسك، أجاب ترامب: "لا أعرف. سيتعين علينا أن ننظر في الأمر".

ماسك، الذي حصل على الجنسية الأمريكية في عام 2002، رد عبر منصة X قائلًا: "هذا خطأ واضح. إنه أمر مخيب للآمال للغاية". وتابع في منشورات لاحقة انتقاده لسياسات رفع سقف الدين، مضيفًا: "كل ما أطلبه هو ألا نُفلس أميركا... ما الفائدة من سقف الدين إذا كنا سنواصل رفعه؟".

جدل واسع

وأثار القانون جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية والاقتصادية. حيث قالت بوبي أورفيس، مديرة النمذجة والتحليل في مؤسسة "إنرجي إنوفيشن"، إن تمرير مشروع القانون قد يهدد أكثر من 4500 مشروع طاقة نظيفة في أنحاء الولايات المتحدة نتيجة تقليص الدعم وفقا لـ "نيوزويك".

حالة فوضى

السناتور الجمهورية ليزا موركوفسكي من ألاسكا علّقت بعد التصويت: "أملي أن يدرك مجلس النواب أننا لم نصل بعد إلى الهدف المنشود". أما زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، فقال إن "الجمهوريين في حالة من الفوضى لأنهم يعرفون أن المشروع غير شعبي على الإطلاق".

وفي 30 يونيو، لوّح ماسك مجددًا بتأسيس حزب جديد تحت اسم "حزب أمريكا"، في حال تم إقرار مشروع القانون بشكل نهائي. وكتب: "إذا أُقرّ مشروع قانون الإنفاق الجنوني هذا، فسيتم تشكيل حزب أمريكا في اليوم التالي. البلاد بحاجة إلى بديل حقيقي للحزبين التقليديين".

الكرة الآن في ملعب مجلس النواب، الذي سبق أن أقر نسخة سابقة من مشروع القانون بفارق ضئيل في مايو، قبل أن تُدخل عليه تعديلات جوهرية في مجلس الشيوخ، ما يُنذر بصدام جديد بين البيت الأبيض والكونغرس في الأيام المقبلة.