نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: تعطيل المساجد.. مهمة الحوثيين القذرة! - تليجراف الخليج اليوم الخميس 3 يوليو 2025 12:09 صباحاً
حشدت عصابة الكيان الحوثي قواتها، لمحاصرة الشيخ صالح حنتوس وقتله في منزله، بعد سلسلة انتهاكات ومضايقات مارستها ضده طوال عشر سنوات، بدءا بقطع مرتباته، ومحاولات اغتياله، مرورا بالسيطرة على دار القران، ومنعه من تعليم القران، وصولا الى تصفيته وقتله ونهب منزله والاعتداءات الوحشية ضد اسرته وانتهاك الحرمات.
وهنا يحضر سؤال كبير: لماذا تحشد هذه العصابة عشرات المسلحين، وعدد من الاطقم، وتستخدم أسلحة متنوعة، رشاش ثقيل عيار ٢٣, قذائف أر بي جي، معدلات دوشكا، طائرات مسيرة، قنابل، متفجرات TNT ، ألغام متنوعة، عبوات ناسفة، وقنابل يدوية، ضد رجل سبعيني وزوجته ونساء طاعنات في السن؟!
وحين تبحث عن الإجابة، ستتوقف عند تبريرات الكيان الحوثي والذرائع التي ستحاول اختلاقها لتسويق جريمتها البشعة، بل جرائمها المركبة في هذه الجريمة، و لن تجد لها تفسيرا بعد عشر سنوات من محاولة الشيخ تجنب الصدام معهم ومكوثه في قريته واعتكافه داخل منزله ومسجده، وانشغاله في مراجعة القرٱن الكريم وتدريسه لمن تمكن من الحضور، مع بذل أعلى درجات المرونة والتدريس المتقطع، والصبر على استفزازات الكيان الحوثي وحربهم الممنهجة ضد المساجد.
فهل هذا تصرف فردي؟!.. أم أنها سياسة لتنفيذ مهمة قذرة بعيدة المدى؟
ولمحاولة تفسير هكذا سلوك عدواني عنجهي متوحش، يجب وضعه في سياق الاحداث المشابهة خلال العشر السنوات الماضية، وسأضع هنا أمثلة لها علاقة بالحرب القذرة التي تشنها عصابة الكيان الحوثي ضد المساجد، وتكاد تكون هي المهمة الرئيسية والعنوان الأول لحرب الهوية ضد اليمنيين.
أولا: التفجير والتصوير المتعمد وبث مشاهد تفجير دور القران الكريم منذ أول يوم لحروبهم في عام ٢٠١٤م، ونموذج دور القران في همدان وارحب وعمران لا تزال تملأ الذاكرة.
ثانيا: قتل روحانية رمضان كل عام، وإجبار المساجد على بث كلمة لعبد الملك الحوثي كل ليلة وقت التراويح، طوال ثلاثين ليلة، واختيار التوقيت لبث المحاضرة اليومية وارغام المساجد دون غيرها يعزز الحرب القذرة الممنهجة على المساجد.
ثالثا: مئات المقاطع المصورة التي توثق الهجوم الوحشي على المساجد من مسلحين أثناء خطبة الجمعة وإنزال الخطيب وفرض خطيب حوثي طائفي وبث الفوضى بالهتافات بالشعار الحوثي أو الصراخ لزعزعة السكينة وقتل الروحانية واسقاط رمزية المسجد ومكانة يوم الجمعة وأهميته وشعائره.
وحرب الكيان الحوثي القذرة الممنهجة الممتدة والمستمرة طوال العشر سنوات، التي حضرت في تفاصيل الجريمة التي ترتكبها هذه العصابة الان ضد الشيخ صالح حنتوس، ليست "تصرفا فرديا" ولا يمكن أن يتم تبريرها بأي حال من الأحوال.
وذلك باختصار وبكل بساطة أنها ليست سوى مشهد واحد ٱلاف المشاهد لذات الهدف.
حصار منزل الشبخ صالح حنتوس اليوم تكرر في قريتي على سبيل المثال، قبل سنوات بحصار مماثل على مركز الدعوة التابع لجماعة التبليغ، واقتياد عدد من المصلين والقائمين على المسجد إلى السجون ولم يتم اخراجهم إلا بدفع مبالغ مالية باهظة، واكتمال المهمة الرئيسية بالسيطرة على المسجد وتحويله مع مرفقاته إلى مقر لعناصر العصابة التابعة للكيان الحوثي، والسيطرة على بئر الماء التابع للمسجد وتحويله إلى استثمار خاص لتمويل جرائم العصابة!.
نسخة أخرى لهذه الجريمة تكررت في مسجد السنة الكبير أحد أكبر المساجد في ذمار، في قرية ورقة، تم تحويله إلى معسكر لإقامة الانشطة والدورات الطائفية.
ونسخة مماثلة في دار القرٱن بقرية حمة سليمان والذي حولته عصابة الكيان الحوثي إلى حوزة تقوم بتدريس الأطفال اقل من خمسة عشر عاما العقيدة الجعفرية الاثنا عشرية، وتفخيخ عقولهم طائفيا، تستمر فترة الدورات لعامين وأكثر، وتقوم العصابة بمنحهم شهادات توازي شهادات التعليم الاساسي وتعفيهم من الالتحاق بالمدارس.
وليس ببعيد ما حدث لمسجد العياني وإمام المسجد الشيخ علي راشد الوصابي، والتي تكررت الاعتداءات ضده حتى تم نفيه إلى خارج اليمن، تعطيل المشهد المهيب الذي كان يتكرر كل عام في صلاة القيام برمضان في ذمار.
يمكنني أن أسرد عشرات الجرائم، وهو الحال نفسه بالنسبة لكل يمني ربما يستحضر الان هكذا امثلة كله تشبه تفاصيل جريمة الكيان الحوثي ضد الشيخ صالح حنتوس.
وهو ما يفسر هذه الحرب الممنهجة والمهمة القذرة التي تقوم يها عصابات الكيان الحوثي والتي تتطابق وتتشابه إلى حد بعيد مع المهمة القذرة للكيان الصهيوني والعصابات التي على شاكلته في إطار الحرب القذرة ضد الإسلام كهوية ورمزية ومشاعر وثقافة.