الإمارات نموذج رائد يجسّد الأمل والإمكانية والابتكار - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الإمارات نموذج رائد يجسّد الأمل والإمكانية والابتكار - تليجراف الخليج اليوم الخميس 3 يوليو 2025 04:06 مساءً

سلسلة المحاضرات في دبي ليست إعادة سرد الماضي بل استخلاص العِبر التي تنير طريق المستقبل

نظم متحف المستقبل محاضرة حول محمد الفاتح الثاني، ألقاها المؤرخ العالمي الدكتور روي كاساغراندا في سياق سلسلة محاضرات «دروس من الماضي في متحف المستقبل».

وتناولت المحاضرة بدايات التحول في المنطقة الإسلامية والرومانية بعد الغزو المغولي، الذي بدأ عام 1220م عندما قام الشاه الخوارزمي بقتل مبعوثي جنكيز خان.

رداً على ذلك، دمرت الجيوش المغولية الإمبراطورية الخوارزمية، ما مهّد الطريق لتوسعهم نحو الشرق الأوسط، حيث بلغوا بغداد وأسقطوا الخلافة العباسية عام 1258م. وما قاد لاحقاً إلى هزيمة المغول للمرة الأولى في معركة «عين جالوت» على يد المماليك بقيادة «سيف الدين قطز».

وفي حديث مع «تليجراف الخليج»، تحدث المؤرخ روي كاساغراندا عن أهمية إجراء محاضرة عن محمد الفاتح في متحف المستقبل في وقت كهذا، فقال: تأتي أهمية محاضرة محمد الفاتح، السلطان العثماني الشاب الذي غيّر ملامح التاريخ بفتح القسطنطينية، من كونها جزءاً من سلسلة محاضرات تحتضنها دبي، وفي صرح كمتحف المستقبل.

الفكرة المحورية للسلسلة ليست إعادة سرد الماضي فقط، بل استخلاص العِبر التي يمكن أن تنير طريق المستقبل، مشدداً على أن «التاريخ هو الأساس الذي نقف عليه لفهم واقعنا، وهو بمثابة تحذير: لا تكرر الأخطاء ذاتها».

القيادة هي الأساس

وأضاف: ما تفعله الإمارات هو أنها ترسم لنفسها موقعاً كدولة شابة، كما تعلمون، بتعداد سكاني محدود، ولكنها تحتضن مجتمعاً دولياً، وتسعى لأن تكون من أبرز قادة التطور التكنولوجي، عالمياً.

وهنا، القيادة هي الأساس، وكل شيء يتمحور حول القيادة. وفي مجال العلوم السياسية، لطالما كان هناك سؤال مطروح: ما هو الأهم، المؤسسات أم القادة؟ وأعتقد أنه مع مرور الزمن، أصبح الجواب أوضح؛ فالقرارات التي يتخذها القادة هي التي تُشكّل ملامح الدول والمجتمعات.

وتابع: من الأمور المدهشة في الإمارات أنها تمتلك قائداً ملهماً، بل 7 قادة ملهمين، كما إنها تمتلك إرثاً من القرارات الحكيمة الممتدة عبر أجيال متعاقبة، وهي التي قادت إلى هذه اللحظة.

فالإمارات هي ثمرة مشروع متعدد الأجيال يتطلع إلى المستقبل. إنها دولة تهتم بكل شيء.

نموذج حضاري

وقال في معرض إجابته عن سؤال حول كيف يرى دبي كمدينة ثقافية وحضارية، قال: تمثل لي دبي مجموعة من الأشياء المختلفة.

من الصعب اختزالها في أمر واحد أو اثنين، لكنني سأحاول. من بين الأمور التي أحبها في دبي هو تنوعها الثقافي. هناك أناس من أماكن عديدة وتجارب حياتية متنوعة، وهذا شيء أراه رائعاً.

كما إنني أشعر وكأنني أعيش في مدينة دولية محاطة بأصوات ولهجات وسير ذاتية متعددة. ومن الأسباب الأخرى التي تدفعني إلى حب دبي، وأرى أن متحف المستقبل يجسدها، هي أنها أصبحت مركزاً للابتكار.

دبي من نواحٍ كثيرة، تقف في مقدمة ما أعتبره نهضة جديدة. ومجرد أن أكون جزءاً بسيطاً من هذه الحركة هو أمر مثير جداً. هذه منطقة تمثل التغيير، والإمارات كلها تجسّد الأمل والإمكانية والابتكار.

أعتقد أن العالم كله ينظر الآن إلى الإمارات ويقول: ربما هذا هو النموذج. وهذا يمنحني الأمل.

دور فريد

وفيما يتعلق بدور دبي في التعريف بالحضارة العربية الإسلامية من خلال ندوات كهذه، رأى كاساغراندا من خلال جلساته في متحف المستقبل، أن الإمارات ودبي على وجه الخصوص، تؤديان دوراً فريداً في إعادة تقديم الحضارة العربية الإسلامية للعالم.

لا كماضٍ ساكن، بل كقوة معرفية وثقافية حيّة قادرة على الإسهام في تشكيل المستقبل.

وقد شبّه كاساغراندا مكانة الإمارات المعاصرة بجمهورية البندقية الهادئة -المركز التجاري والثقافي الأهم في أوروبا في العصور الوسطى- قائلاً إن الإمارات تشبهها من حيث الحجم الجغرافي، لكنها ضخمة من حيث التأثير، إذ تلعب دوراً استراتيجياً، وتبني مشروعاً حضارياً يرتكز على الابتكار والتاريخ معاً.

هذه هي المعادلة: أن تكون مركزاً عالمياً للابتكار، وفي الوقت ذاته جسراً ثقافياً يربط العالم العربي والإسلامي بسياق حضاري معاصر.

نصيحة ذهبية

ووجه الدكتور كاساغراندا نصيحة، يعتبرها ذهبية، لجيل المستقبل استناداً إلى خبرته، وأوجزها بقوله: يجب على الشباب النظر إلى التاريخ كأداة عملية لصناعة الغد.

لا يجب أن يكون التاريخ في الماضي فقط، بل يجب أن يكون حاضراً في تفكيرنا ومشاريعنا وتطلعاتنا.

وأكد أن الماضي لا يجب أن يُترك خلفنا.. بل يجب أن ندرسه من أجل المستقبل، لافتاً إلى أن كل قصة إنسانية، سواء كانت سياسية أو ثقافية أو اجتماعية هي قصة مشاعر، وقصة قرار، وقصة مصير.

وذكر الدكتور كاساغراندا أنه نشأ على يد والد روى له التاريخ قصصاً، ما جعله يُدرّس التاريخ كـ«حكاية»، وليس كمادة جامدة.

وهذه بحد ذاتها رسالة للشباب: لكي تصنع مستقبلاً حقيقياً، لا تكتفِ بالمعرفة، بل اجعلها قصة.. قصة تؤمن بها وترويها وتبني بها العالم من جديد.