جحيم نزوح الفاشر.. من الهروب قتلا بالرصاص إلى الموت عطشا في قلب الصحراء - تليجراف الخليج

متابعات – تليجراف الخليج

مأساة جديدة على طريق النزوح.. وفاة نازح عطشًا وتعطل شاحنة تقل أسرًا من الفاشر إلى الدبة

في مشهد مؤلم يعكس قسوة النزوح وتحديات الطريق، أعلنت مفوضية العون الإنساني بمحلية الدبة بالولاية الشمالية عن وفاة شخص جراء العطش، وإصابة آخرين، بعد تعطل شاحنة تقل نازحين من مدينة الفاشر أثناء عبورها إحدى المناطق الصحراوية القاحلة.

تعطل مفاجئ في الصحراء ونفاد المياه

وقالت كوثر قيلي، مفوضة العون الإنساني بمحلية الدبة، في بيان رسمي عبر المكتب الإعلامي للمفوضية، يوم الخميس 3 يوليو/تموز 2025، إن الشاحنة كانت تقل نحو عشر عائلات فرت من جحيم الحرب في شمال دارفور، متجهة إلى مدينة الدبة شمالًا، لكنها تعطلت في منطقة صحراوية نائية بين الفاشر والولاية الشمالية.

وأوضحت أن نفاد المياه داخل الشاحنة أدى إلى تعرض الركاب لحالة عطش حاد، مشيرة إلى أن شخصًا توفي في الموقع، فيما تم نقل المصابين إلى مستشفى الغابة بمحلية الدبة لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.

الولاية الشمالية تستقبل آلاف النازحين يوميًا

وأكدت قيلي أن الولاية الشمالية تشهد تدفقات يومية ضخمة للنازحين من شمال دارفور، نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية والمعارك المتصاعدة، مشيرة إلى أن حجم الكارثة يتجاوز طاقة الاستجابة المحلية.

طرق وعرة ووسائل نقل متهالكة

ويواجه النازحون المتجهون شمالًا مخاطر جمّة خلال رحلة النزوح، إذ تعتمد غالبيتهم على شاحنات غير مجهزة لنقل البشر، وسط طرق ترابية وعرة وصحارى قاسية، ما يجعلهم عرضة لمخاطر التعطل، والعطش، وغياب الخدمات الأساسية.

ويأتي هذا الحادث المأساوي في وقت يفتقر فيه ملايين السودانيين الفارين من الحرب إلى أبسط مقومات الحياة، من مأوى وغذاء ورعاية صحية، في ظل تصاعد أعمال العنف ونشاط العصابات المسلحة، ما يزيد من وطأة المأساة الإنسانية في البلاد.

إتبعنا