لبنان ينكبّ لإعداد الرد على الورقة الأمريكية.. وموقف ضبابي لـ «الحزب» - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: لبنان ينكبّ لإعداد الرد على الورقة الأمريكية.. وموقف ضبابي لـ «الحزب» - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 4 يوليو 2025 04:41 صباحاً

يستعد لبنان الرسمي لاستقبال المبعوث الأمريكي، توم باراك، الاثنين المقبل، كموعد مبدئي، فيما البحث قائم في مضامين ورقة المقترحات الأمريكية، من خلال اللجنة الاستشارية الرئاسية التي تواصل اجتماعاتها من أجل بلورة رد موحد، ليكون محل توافق بين الرؤساء الثلاثة، وهو ما زال يحتاج إلى جلسات إضافية.

وفيما يواصل لبنان الرسمي، دراسة خارطة طريق نزع سلاح حزب الله التي قدمتها واشنطن، ويحضر للإجابة عنها عندما يعود باراك إلى بيروت، علمت «تليجراف الخليج»، أن الخطوط العريضة للورقة اللبنانية أنجزت مبدئياً، لكنها تنتظر موافقة حزب الله على مضامينها..

ذلك أن أفكار الخارطة فندت، والمعلومات المقتضبة جداً تتحدث عن أنها عولجت في اللجنة المكلفة دراستها بشكل بناء ولم يبق منها سوى القليل من النقاط.

وحال سارت الأمور كما يجب ووافق الحزب، فإن لجنة الصياغة ستجتمع لوضع الصيغة النهائية للرد اللبناني. علماً أن اللجنة، ووفق المعلومات، تحاول التوفيق بين المطالب الأمريكية الواضحة وبين تشدد حزب الله حيال ملف تسليم سلاحه في ظل الضمانات التي تبدو معقدة حتى اليوم.

وفي السياق، فإن ثمة معلومات تفيد أن الورقة الأمريكية لم تتطرق إلى مسألة الضمانات المتعلقة بالتزام إسرائيل تنفيذ ما يمكن التوصل إليه، ولا إلى كيفية تصرف الطرف الضامن، حال تنصلت إسرائيل من التزاماتها..

فهل ستتمكن الدولة التي أعلن رئيس حكومتها نواف سلام أنها صاحبة الرد على باراك، من تأمين ضمانات أمريكية محورية تريح «حزب الله» وتؤمن تنفيذ خارطة الطريق، أم أن حزب الله سيناور، وقد لا يجيب صراحة على ورقة باراك فيدفع في اتجاه حصول مفاوضات معه، يؤمن من خلالها دوره المستقبلي في لبنان؟

وفي معرض الإجابة عن هذا السؤال، تجدر الإشارة إلى أن السياسة فرملت اندفاعتها نحو الإعلام، وأحيط أبرز عناوينها بالكتمان، فانكفأت اللجنة الرئاسية الثلاثية على اجتماعاتها السرية..

ففيما يتعلق بموضوع السلاح، يقترح الجانب الأمريكي اعتماد مبدأ خطوة مقابل خطوة، أي تسليم الصواريخ الثقيلة مقابل انسحاب إسرائيل من التلال الخمس التي تحتلها جنوباً، ثم تسليم المسيرات مقابل تنفيذ جزء آخر من الاتفاق.

وهذا التدرج في الاقتراحات، بحسب تأكيد مصادر متابعة لـ «تليجراف الخليج»، يؤكد أن لحزب الله الحصة الكبرى في ما تضمنته الورقة، ما يفرض على الدولة التفاهم معه أولاً للتوصل إلى اتفاق بشأن تنفيذ البنود المتعلقة بالسلاح.

سقفان

أما المعلومات التي رشحت حتى الآن، تفيد أن «حزب الله» قد لا يقدم رده النهائي على الورقة الأمريكية قبيل وصول باراك إلى بيروت، لا سيما أنه وضع خطابه تحت سقفين: رأي متشدد يتقدم به نحو بيئته، وآخر أكثر مرونة بتفويض أمره لرئيس مجلس النواب نبيه بري.

وما بين السقفين، فإن ثمة تشديداً من ثنائي حركة أمل - حزب الله على أن الموقف اللبناني يجب أن يستند إلى اتفاق وقف إطلاق النار، على أن تقوم إسرائيل بالخطوات المطلوبة منها، وخصوصاً أن لبنان التزم ونفذ كل المطلوب منه.

وفي محصلة المشهد، لم ينتهِ النقاش بشأن الرد اللبناني على الورقة الأمريكية بعد، إذْ لا اتفاق بعد على أجوبة نهائية، ولا رؤية موحدة حيال الورقة التي تتمحور حول نقاط أساسية ومهمة، أبرزها:

تسليم السلاح، ترسيم الحدود البرية، لا سيما مع سوريا، ملف الإصلاحات، وعليه، تكتسب المهلة الفاصلة عن موعد وصول الموفد الأمريكي إلى بيروت، أهمية مفصلية لجهة إنجاز الرد الرسمي على ورقة الاقتراحات والاتجاهات التي تعكس موقف الإدارة الأمريكية من معالجة الملف اللبناني، لا سيما منه تسليم السلاح.