نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: وديمة المري.. نجمة إماراتية تصنع تاريخاً جديداً في رمي المطرقة - تليجراف الخليج اليوم السبت 5 يوليو 2025 01:45 صباحاً
في عالم ألعاب القوى، تظهر المواهب كما تظهر النجوم في الليل الهادئ، وكانت وديمة المري إحدى هذه النجمات التي أضافت لرياضة المطرقة في الإمارات لمعاناً جديداً، حيث تألقت في بطولة كأس صاحب السمو نائب رئيس الدولة لألعاب القوى، التي أقيمت في فبراير الماضي.
وسجلت رمية بلغت 40.17 متراً، تحطم بها الرقم القياسي الإماراتي وتنال الميدالية الذهبية، لتؤكد أن مسيرتها الرياضية تسير على الطريق الصحيح.
وفي لقاء مع «تليجراف الخليج»، شاركت وديمة حكايتها منذ البداية، قائلة إنها بدأت مشوارها منذ أقل من سنة، ولكن بفضل الدعم الذي وجدته من عائلتها ومدربيها، تمكنت من الوصول إلى هذه المرحلة في وقت قياسي.
وقالت وديمة عن بداياتها: «بدأت مشواري الرياضي منذ أقل من سنة، كانت البداية بدافع الفضول وحب التجربة، لكن مع مرور الوقت اكتشفت أن لدي شغفاً حقيقياً بهذه الرياضة، وشعرت أنني أجد نفسي في كل تدريب وكل تحد جديد..
بفضل الله أولاً، ثم بدعم والدي اللذين لم يترددا في تشجيعي، ومدربي الذي وضع لي خطة واضحة لتطوير مستواي، استطعت خلال هذا الوقت القصير أن أحقق إنجازات كنت أراها في البداية بعيدة المنال.. كل يوم في التدريب كان خطوة نحو هدف أكبر، وكل بطولة شاركت فيها زادت من إصراري على الاستمرار والتطور».
وعن أولى مشاركاتها الرسمية، قالت: «أول مشاركة رسمية لي كانت في بطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة، وهي لحظة لا يمكن أن أنساها، لأنها كانت البداية الحقيقية لمشواري.. دخول المنافسة لأول مرة وسط لاعبات يمتلكن خبرات أكبر لم يكن سهلاً،.
لكنني وضعت كامل تركيزي في الأداء، وتمكنت بحمد الله من تحقيق الميدالية الذهبية من أول محاولة.. هذا الفوز منحني دفعة معنوية كبيرة، وأكد لي أن العمل الجاد يؤتي ثماره، كما أعطاني الثقة في قدراتي وشجعني على الاستمرار بطموح أكبر».
تألق
وخلال الموسم الحالي، واصلت وديمة تألقها، حيث حققت الميدالية الذهبية في جميع البطولات التي شاركت فيها، وتمكنت من كسر الرقم القياسي الإماراتي في رمي المطرقة ثلاث مرات متتالية، كان آخرها في بطولة كأس صاحب السمو نائب رئيس الدولة التي سجلت فيها رمية بلغت 40.17 متراً.
وأوضحت وديمة أن جميع مشاركاتها حتى الآن توجت بالذهب، قائلة: «الحمد لله، منذ بداية مشاركتي في البطولات تمكنت من إحراز الميدالية الذهبية في كل منافسة خضتها..
هذا الأمر يشعرني بالفخر لكنه في الوقت نفسه يحملني مسؤولية كبيرة، لأن الحفاظ على القمة أصعب من الوصول إليها.. أدرك تماماً أن علي مواصلة العمل والتطور، فكل إنجاز أحققه اليوم، يدفعني للتفكير في الخطوة التالية، ويعزز رغبتي في تمثيل الإمارات بأفضل صورة في البطولات المقبلة».
وعن التحديات التي واجهتها، تحدثت وديمة عن صعوبة التوفيق بين الدراسة والتدريبات، خاصة في الفترات التي تسبق البطولات، مشيرة إلى أن الأمر يحتاج إلى تنظيم كبير وجهد مستمر.. قائلة: «أبرز التحديات في مسيرتي هي كيفية تحقيق التوازن بين الدراسة والتدريب.
فكل جانب يتطلب وقتاً وجهداً خاصاً.. لكن من خلال تنظيم الوقت وتوزيع الجهد بشكل جيد، وبفضل دعم أسرتي وتفهم معلماتي، اللاتي يقدرن غيابي عندما أكون في فترات التحضير المكثف أو المشاركة في البطولات، استطعت تحقيق هذا التوازن، وهذا ساعدني كثيراً على الاستمرار في المجالين معاً دون أن يؤثر أحدهما على الآخر».
دعم
وأشارت وديمة إلى الداعمين لمسيرتها، قائلة: «إن والدي كانا الداعم الأكبر لي منذ البداية، وآمنا بقدراتي وشجعاني في كل خطوة.. كذلك مدرب المنتخب الكابتن حسن جواد، كان له دور كبير في تطوير مستواي الفني.. وأختي سلمى المري مصدر إلهام وتشجيع دائم لي.
ووجودها في الرياضة نفسها أعطاني دافعاً قوياً، أفتخر أيضاً بالدعم الذي تلقيته من اتحاد ألعاب القوى برئاسة اللواء الدكتور محمد المر، حيث كان داعماً لمسيرتي، وتم ترشيحي من خلاله للمشاركة في المعسكر المقبل، وهي فرصة أعتز بها وأسعى للاستفادة منها بأقصى قدر».
وحول علاقتها بشقيقتها البطلة سلمى المري، أوضحت وديمة: «سلمى مصدر إلهام وتشجيع مستمر لي، وجودها في حياتي الرياضية له أثر كبير.. لا يوجد بيننا تحدٍ مباشر لأننا نلعب في فئات عمرية مختلفة.
لكن هناك دعماً متبادلاً وتشجيعاً دائماً.. نتابع تدريبات وبطولات بعضنا البعض، ونتبادل النصائح والملاحظات، ونفرح لكل إنجاز يحققه الآخر.. وجودها بجانبي جعل الطريق أسهل وأمتع، خاصة أننا نعيش التجربة نفسها ونواجه التحديات نفسها».
تطور
وفي رؤيتها لواقع رياضة ألعاب القوى النسائية في الدولة، قالت وديمة: «الرياضة النسائية في الإمارات تتطور، لكن ما نحتاجه هو زيادة الفرص للفتيات الصغيرات، من معسكرات تدريبية، وتغطية إعلامية أكبر.. هذا يساعد على إبراز المواهب وتحفيز المزيد من البنات على دخول المجال».
أما عن طموحاتها، فأكدت: «هدفي أن أمثل الإمارات في بطولات آسيا والعالم، وأشارك يوماً ما في الألعاب الأولمبية.. أؤمن أن الطموح لا سقف له، وكل يوم أعمل لأقترب من هذا الحلم».
ويستعد الثنائي سلمى ووديمة المري لخوض معسكر تدريبي خارجي في سلوفينيا خلال الفترة المقبلة، ضمن برنامج إعداد منتخب الإمارات لألعاب القوى لفئة الناشئين، تحضيراً للمشاركة في البطولة العربية، المقرر إقامتها في تونس خلال شهر أغسطس المقبل.
مقارنة
وعن الرياضة الأخرى التي كانت ستختارها لو لم تمارس رمي المطرقة، أجابت وديمة: «كنت سأختار رياضة الجوجيتسو، لأنها رياضة تحمل في طياتها الكثير من التحدي الذهني والتحكم الكامل في حركة الجسم.. أحب فيها قوة التركيز والانضباط المطلوب لتحقيق الفوز.
وهي من الرياضات التي تمنحك إحساساً بالسيطرة والثقة، أشعر أن هناك تشابهاً كبيراً بينها وبين رمي المطرقة من ناحية التحدي الذاتي والتركيز الذهني المطلوب في كل لحظة من لحظات الأداء».
واختتمت وديمة تصريحاتها برسالة موجهة إلى الفتيات الإماراتيات، قائلة: «ابدأن ولو بخطوة بسيطة، لا تترددن في خوض التجربة.. الرياضة تمنحنا القوة والثقة والانضباط، وتكشف لنا عن قدرات لم نكن نعلم بوجودها داخلنا..
في الإمارات هناك دعم كبير للمرأة الرياضية، وكل من تمتلك الشغف والإرادة ستجد من يساندها ويوفر لها البيئة المناسبة للنجاح.. الأهم هو أن تؤمن كل فتاة بقدرتها على التميز، وتمنح نفسها الفرصة لاكتشاف هذا التميز».