نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: علم الأعصاب بخطوة جديدة نحو التخاطر .. مستقبل بدون كلمات - تليجراف الخليج اليوم السبت 5 يوليو 2025 08:00 صباحاً
لم تعد قراءة العقول مجرد خيال علمي، فالتطورات الحديثة في واجهات الدماغ والحاسوب تجعل التواصل المباشر بين الأدمغة حقيقةً واقعة، هذه التقنية، التي كانت مقتصرة في السابق على القصص والتجارب، تتيح الآن نقل الرسائل فعليًا بين البشر دون الحاجة إلى الكلام.
في عام 2014، نجح باحثون في تسجيل أول اتصال لفظي بين دماغين بين شخصين يفصل بينهما 5000 ميل، باستخدام أساليب غير جراحية، حُولت إشارات الدماغ من شخص في الهند إلى إشارات ثنائية، ونُقلت عبر الإنترنت إلى مشارك في فرنسا، الذي تلقاها بدوره من خلال التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS).
بحلول عام 2019 ، طوّر العلماء شبكة BrainNet، وهي أول واجهة تواصل بين الأدمغة في العالم تجمع عدة أشخاص، باستخدام تخطيط "كهربية الدماغ (EEG) " والتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS)، تمكّن ثلاثة أفراد من التعاون في لعبة مشابهة للعبة Tetris دون التفوّه بكلمة واحدة، مما يُشير إلى إمكانات التفكير الجماعي واسع النطاق في تطبيقات حل المشكلات.
في عام 2021، تعمّق البحث مع فرضية مفادها أن المجالات المغناطيسية الضعيفة في الدماغ، والتي تُدرك عبر بروتينات الكريبتوكروم، قد تُفسّر التراسل العصبي المباشر بين الكائنات الحية، بل وتُقدّم فهمًا أعمق لظواهر تُشبه التخاطر.
اليوم، تُواصل شركة Neuroba، المتخصصة في تكنولوجيا الأعصاب، جهودها لدمج الوعي البشري مع الذكاء الاصطناعي والتواصل الكمي، وهدفهم ابتكار أدوات تواصل غير لفظية عالية الدقة، يُمكنها مساعدة المرضى غير الناطقين، وتعزيز التعاون في أماكن العمل، في حين أن الإمكانيات واعدة، وخاصةً في مجال الطب، يُحذر الخبراء من التحديات الأخلاقية المُستقبلية، بما في ذلك مخاوف الخصوصية وإساءة الاستخدام المُحتملة، ومع توجه الترابط العصبي نحو اعتماد أوسع نطاقاً، تتزايد الدعوات إلى وضع معايير أخلاقية واضحة لضمان التطوير المسؤول لهذا الشكل الجديد القوي من التواصل.