نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ميليشيات إثيوبية تستولي على أراضي السودان - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 7 يوليو 2025 10:59 مساءً
متابعات- تليجراف الخليج
في تصعيدٍ جديد ومقلق على الشريط الحدودي شرق السودان، اتهم مبارك النور، نائب رئيس تنسيقية شرق السودان، الجيش الإثيوبي بمساندة الميليشيات المسلحة التي تتوغّل بعمق داخل أراضي الفشقة بولاية القضارف، وتعمل على منع المزارعين السودانيين من زراعة أراضيهم الخصبة، في مشهد يتكرّر كل عام مع دخول فصل الخريف، ما يعكس عجزًا متواصلاً من السلطات السودانية في تأمين الحدود.
احتلال منظم للأراضي السودانية بإسناد حكومي إثيوبي
وفي تصريحات”، قال مبارك النور إن الميليشيات الإثيوبية، والتي وصفها بأنها مدعومة من حكومة أديس أبابا بشكل مباشر، قامت مؤخرًا بـترويع المواطنين السودانيين في منطقة الفشقة ونهب ماشيتهم، قبل أن تبدأ تنظيف الأراضي الزراعية من أجل زراعتها بأنفسهم، بعد أن حرمت أصحابها الأصليين من فلاحتها، بحسب “الترا سودان.
وأوضح النور أن هذه الميليشيات تستغل حالة التوتر الداخلي في السودان، وانشغال الجيش بالحرب ضد قوات الدعم السريع، لتفرض سيطرتها على أراضٍ سودانية شاسعة، في مشهد يهدّد الأمن القومي والغذائي للبلاد، مؤكدًا أن هذه الأراضي تُعرف محليًا بأنها “أرض زي الكيبتة”، في إشارة إلى خصوبتها العالية وقيمتها الاقتصادية.
عوائق تحول دون وصول المزارعين السودانيين لأراضيهم
وأشار النور إلى أن المزارعين السودانيين يعجزون عن الوصول إلى أراضيهم بفعل التوغّل الإثيوبي من جهة، وبسبب انحسار المياه وتوقف عمل البانطون من جهة أخرى، مما أجبر السكان على الاعتماد على “اللنش”، كوسيلة بديلة وخطيرة لعبور الأنهار، مضيفًا أن ذلك يزيد من تكاليف الزراعة ويُعقّد موسم الخريف الزراعي.
دعوات عاجلة لفرض السيادة الوطنية على الفشقة
وشدّد نائب رئيس تنسيقية شرق السودان على أن قضية الفشقة لم تعد مسألة توغّل عابر أو صدام موسمي، بل هي نتيجة واضحة لإهمال الدولة وغياب التنمية في المناطق الحدودية، مطالبًا الحكومة الانتقالية بمجلسيها السيادي والوزاري، إلى جانب الأجهزة العسكرية والأمنية، بـضرورة التحرك الفوري والحازم لفرض هيبة الدولة في المنطقة، وتأمين الموسم الزراعي وحماية المزارعين.
مطالب بتطوير البنية التحتية وتأهيل الشريط الحدودي
ودعا النور إلى إنشاء جسور دائمة على نهري عطبرة والستيت لتسهيل عبور المواطنين إلى أراضيهم، وتخفيض تكلفة هذه المشاريع لتكون متاحة وسريعة التنفيذ، كما طالب بإنشاء قرى نموذجية على الشريط الحدودي بطول 265 كيلومترًا داخل ولاية القضارف حتى إقليمي الأمهرا والتقراي، محذرًا من أن الإثيوبيين قاموا بالفعل بإنشاء قرى متكاملة بالخدمات داخل الأراضي السودانية في تحدٍ سافر للسيادة.
استغلال إثيوبي لانشغال الجيش السوداني
وتأتي هذه التطورات في ظل انشغال الجيش السوداني بمعركته الكبرى ضد قوات الدعم السريع، ما وفّر فرصة ذهبية للميليشيات الإثيوبية المدعومة رسميًا للتوغل أكثر فأكثر في الفشقة، وتهديد الأمن الزراعي والسكاني للسودان.
الجيش السوداني استعاد 90% من أراضي الفشقة سابقًا
الجدير بالذكر أن الجيش السوداني كان قد تمكن خلال السنوات الماضية من استعادة حوالي 90% من أراضي الفشقة، بعد معارك شرسة ضد القوات الإثيوبية والميليشيات، إلا أن الوضع الحالي يُشير إلى تراجع ميداني جديد يهدد بعودة الاحتلال الإثيوبي الكامل لمناطق واسعة من الأراضي الزراعية السودانية.
الفشقة.. ثروة زراعية في مهب التوغّل
تُقدّر مساحة الأراضي الزراعية الصالحة بمنطقة الفشقة بنحو مليوني فدان، وتنتج محاصيل إستراتيجية مثل الذرة والسمسم والفول السوداني وعبّاد الشمس، ما يجعلها محط أطماع إثيوبية قديمة متجددة، في ظل غياب الردع السوداني وتراجع الاهتمام الرسمي بالمنطقة.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.