إصدار النسخة العربية لكتاب «حركة الترجمة والمثاقفة في العالم الإسلامي» - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: إصدار النسخة العربية لكتاب «حركة الترجمة والمثاقفة في العالم الإسلامي» - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025 12:12 صباحاً

أصدر مركز أبوظبي للغة العربية، ضمن مشروع «كلمة» للترجمة، النسخة العربية من كتاب «حركة الترجمة والمثاقفة في العالم الإسلامي في العصور الوسطى»، للباحث والمؤرخ لبيب أحمد بصول، والذي نقله عن اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية صابر الحباشة، وراجع ترجمته الدكتور يوسف حمدان.

ويقدّم الكتاب دراسة موسعة وعميقة تتناول حركة الترجمة في الحضارة العربية الإسلامية إبّان العصور الوسطى، بوصفها عملية حضارية فريدة تجاوزت مجرد النقل اللغوي، إلى حالة من التفاعل الثقافي والإنساني، وشكلت جسراً مهماً بين الحضارات القديمة والحديثة.

ويسلط المؤلف الضوء على تلك المرحلة المزدهرة من تاريخ العالم الإسلامي، ولا سيما في فترة العصر العباسي الذهبي خلال خلافة هارون الرشيد وابنه المأمون، التي شهدت تأسيس «بيت الحكمة» في بغداد، لتصبح ملتقى خصباً للمترجمين والعلماء من مختلف الخلفيات الثقافية والدينية، وأسهمت في ازدهار المعرفة والعلم على نطاق واسع.

ويرى المؤلف أن حركة الترجمة لم تكن مجرد فعل لغوي أو تقني محصور، بل كانت نشاطاً معرفياً شاملاً، نقل معه منظومة من القيم الحضارية والإنسانية، وكان له أثر عميق في صياغة رؤية جديدة للعالم وللإنسان في الفكر العربي والإسلامي.

ويستعرض الكتاب بشكل دقيق تفاصيل ترجمة النصوص العلمية والفلسفية والأدبية من اللغات اليونانية والفارسية والسنسكريتية إلى اللغة العربية، ومن ثم نقل تلك المعارف من العربية إلى اللغة اللاتينية في أوروبا خلال العصور الوسطى، مما مهّد الطريق أمام النهضة الأوروبية الحديثة.

ويبرز الكتاب الدور المؤثر الذي لعبه مترجمون وعلماء من أصول عرقية ودينية متعددة في إثراء هذه الحركة الحضارية، مشيراً إلى أن علماء مسيحيين ومسلمين ويهوداً، وفنانين ومفكرين من أعراق مختلفة، كانوا شركاء في هذا المشروع الإنساني والحضاري الذي أسس لمرحلة جديدة من التسامح والتنوع والتكامل الثقافي، كما يوضح كيف أسهمت هذه الحركة في تحرير العقل العربي من الخرافات، وتعزيز التفكير العلمي المبني على الدليل والمنطق، وترسيخ روح التحقق والتجربة.

ويكشف لبيب أحمد بصول في كتابه، مستنداً إلى نصوص الأدب العربي الكلاسيكي ومخطوطاته، عن حجم الإسهامات التي قدمها علماء تلك المرحلة، وكيف لا تزال أفكارهم وأعمالهم ذات أثر بارز في ثقافتنا المعاصرة.

ويشدد على أن الحضارة العربية الإسلامية فتحت أبوابها واسعة أمام العلماء والمترجمين الذين وجدوا فيها ملاذاً للتعبير العلمي والإبداع، ما أدى إلى ازدهار ثقافي لا مثيل له في التاريخ الإنساني.