بيان الحوثيين حول التصدي للغارات الإسرائيلية يثير سخرية... - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: بيان الحوثيين حول التصدي للغارات الإسرائيلية يثير سخرية... - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025 12:47 صباحاً

أثار بيان أصدرته مليشيا الحوثي الإرهابية، عقب تنفيذ إسرائيل غارات جوية عنيفة استهدفت مدينة الحديدة فجر يوم الاثنين الماضي، موجة واسعة من السخرية والاستهجان على منصات التواصل الاجتماعي، بعدما ادّعت الجماعة تصدّيها للهجوم عبر "دفاعاتها الجوية"، في تناقض صارخ مع حجم الدمار البشري والمادي الهائل الذي لحق بالبنية التحتية والموانئ الرئيسية.

وبحسب مصادر محلية مطلعة، فإن الغارات الإسرائيلية استهدفت ثلاث منشآت مينائية استراتيجية في الحديدة، هي: ميناء رأس عيسى، وميناء الصليف، بالإضافة إلى ميناء المدينة، كما طالت محطة الكهرباء الرئيسية في منطقة رأس الكثيب، ضمن عملية عسكرية كُشف عنها لاحقًا باسم "الراية السوداء".

وقد أسفرت العملية عن إلقاء أكثر من 65 قنبلة وصاروخ دقيق، ما أدى إلى تدمير كبير في البنية التحتية الاقتصادية والخدمية للمحافظة.

ورغم حدة الضرر ووضوحه على الأرض، لم تتردد مليشيا الحوثي في إصدار بيان رسمي، نسبته إلى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع، زعمت فيه أن "وحدات الدفاع الجوي التابعة لها تمكنت من التصدي للغارات الإسرائيلية"، وهو ما وصفه مراقبون بأنه محاولة فاشلة لتزييف الواقع، وصرف الأنظار عن الفشل الذريع في حماية المنشآت الحيوية، ومواجهة خطر التهديدات الخارجية.

ردود فعل غاضبة وساخرة على البيان

الردود الشعبية والعسكرية والإعلامية لم تتأخر، حيث تحول البيان إلى مادة دسمة للسخرية والانتقاد اللاذع على منصات التواصل الاجتماعي. واعتبر ناشطون وسياسيون وخبراء عسكريون أن البيان لا يعكس سوى حالة الاستخفاف بعقول المواطنين، ومحاولة يائسة لتسويق "وهم النصر" في ظل فشل كامل في مواجهة التحديات الأمنية.

وقال الصحفي اليمني المختص في شؤون الجماعة، عدنان الجبراني، إن البيان "لا يعدو كونه ركوبًا إعلاميًا فارغًا"، مشيرًا إلى أنه "سارع يحيى سريع، متحدث الجماعة، ليعلن عن تصدٍ من قبل الدفاعات الجوية، وكأن الطائرات الإسرائيلية مجرد طائرات ورقية!".

ومن جانبه، اعتبر الإعلامي فؤاد النهاري أن "الجماعة اعتادت بيع الوهم للشعب"، متسائلًا: "كيف تصدوا؟ كم طائرة أسقطوا؟ كم موقع حموا؟ لا توجد إجابات، فقط أكاذيب".

الخبراء العسكريون يفضحون زيف الادعاءات

بدوره، شكك الخبير العسكري العميد محمد الكميم في مصداقية الادعاءات الحوثية، مشيرًا إلى أن "العملية تمت بعشرات الغارات الدقيقة، والطائرات عادت دون أن تُكتشف، فكيف تزعمون إسقاطها؟!".

وأضاف: "حتى إسرائيل حذّرت قبل القصف! لو كانوا يخشونكم لما أعلنوا عن نيتهم. كذبتكم عن التصدي لا تصمد أمام أبسط أبجديات الدفاع الجوي... إنها كذبة مفضوحة تستهدف استحمار القطيع".

تهميش الفشل بصناعة نصر وهمي

أما الصحفي أحمد الشميري من جريدة "عكاظ" السعودية، فقد وصف محاولات الحوثيين بالقول: "65 صاروخًا نزلت على الحديدة، والموانئ دُمرت، ثم يخرج الناعق ليتحدث عن التصدي! إنها محاولة بائسة لإلهاء القطيع وتحويل الحزن إلى نشوة زائفة".

وعلق الناشط السياسي إبراهيم عسقين ساخرًا: "الحوثيون بدوا أكثر سعادة من نتنياهو وهو يشاهد موانئ الحديدة تحترق… لأنهم يعتقدون أن هذا القصف سيغسل جريمتهم بقتل الشيخ صالح حنتوس في ريمة".

محاولات يائسة لتلميع صورة مهترئة

ويرى عدد من المراقبين أن بيان الحوثيين ليس إلا محاولة مستميتة لصرف الأنظار عن الفضيحة الكبيرة التي هزّت الرأي العام اليمني خلال الأيام الماضية، والمتمثلة في اغتيال القيادي البارز في الجماعة الشيخ صالح حنتوس في محافظة ريمة، والتي أدت إلى انشقاقات داخلية وتزايد الغضب الشعبي ضد الجماعة.

وتشير المؤشرات إلى أن مثل هذه البيانات الدعائية تؤكد أن الجماعة تغرق في أزمات داخلية متعددة، وتلجأ إلى صناعة إنجازات وهمية، بعيدة كل البعد عن الواقع، في محاولة لإنعاش شعبيتها المتراجعة، وتصوير نفسها بأنها قادرة على مواجهة التحديات الخارجية، بينما تستمر في الإخفاق الذريع على المستويين العسكري والأمني.