ترمب يطلق موجة جديدة من الرسوم الجمركية.. تصعيد تجاري يطال 9 دول - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ترمب يطلق موجة جديدة من الرسوم الجمركية.. تصعيد تجاري يطال 9 دول - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025 12:47 صباحاً

في خطوة تصعيدية تهدد بإشعال التوترات التجارية العالمية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الإثنين، عن أول دفعة من الرسائل الرسمية التي تمهّد لفرض رسوم جمركية مرتفعة على مجموعة من الشركاء التجاريين الرئيسيين، في مقدمتهم اليابان وكوريا الجنوبية، وذلك قبل أيام فقط من الموعد النهائي الذي حدده لترتيب الاتفاقيات الثنائية.

ووفقاً لما نشره ترمب عبر منصة "تروث سوشال"، ستُفرض رسوم بنسبة 25% على السلع المستوردة من اليابان وكوريا الجنوبية، بدءاً من الأول من أغسطس، إلى جانب رسوم نسبتها 25% على ماليزيا وكازاخستان، و40% على لاوس وميانمار، و30% على جنوب أفريقيا، و25% على تونس.

وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن ما لا يقل عن 12 دولة ستتلقى إشعارات رسمية من الرئيس بشأن الرسوم الجديدة خلال هذا الأسبوع، موضحة أن رسائل إضافية ستُرسل لاحقاً في الأيام المقبلة، في إطار ما وصفته بـ"فيض من التحذيرات والصفقات" المقررة قبل الموعد النهائي في 9 يوليو.

وفي رسائله إلى حكومات الدول المعنية، كتب ترمب: "كانت علاقتنا، للأسف، بعيدة كل البعد عن المعاملة بالمثل". وأضاف محذراً: "إذا قررتم رفع رسومكم الجمركية لأي سبب، فإن النسبة التي تختارون زيادتها ستُضاف مباشرة إلى معدلاتنا الجديدة".

وبينما أكد أن هذه الرسوم لا تشمل العقوبات القطاعية المنفصلة، أشار ترمب إلى أنه لن تُفرض رسوم إضافية على الدول في حال قررت شركاتها نقل الإنتاج إلى داخل الولايات المتحدة، مضيفاً: "سنعمل على تسريع الموافقات التنظيمية خلال أسابيع فقط".

وتُعتبر هذه الرسائل، بحسب مراقبين، وسيلة غير رسمية لتمديد المهلة الزمنية لتطبيق الرسوم "المتبادلة" المعلنة سابقاً في 2 أبريل، والتي كان يُفترض أن تدخل حيز التنفيذ في 9 يوليو. ومن المتوقع أن يوقع ترمب أمراً تنفيذياً في وقت لاحق من اليوم، يقضي بتأجيل تنفيذ الرسوم الجديدة إلى الأول من أغسطس.

ورغم أن معدلات الرسوم جاءت مطابقة تقريباً لما أعلنه ترمب سابقاً، إلا أن عدم الوضوح الزمني والإجرائي زاد من قلق الأسواق والمستثمرين، في وقت تحاول فيه الشركات التكيف مع تقلبات السياسات التجارية الأميركية.

فور الإعلان عن الرسوم، تراجع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 1.1%، في حين انخفض "ناسداك 100" بنسبة مماثلة، وصعد "مؤشر الخوف" في وول ستريت (VIX) إلى أعلى مستوياته منذ أسبوعين. كما ارتفع الدولار الأميركي مقابل سلة العملات لأعلى مستوى له منذ أكثر من أسبوع.

وفي الأسواق الدولية، هبطت عملات كوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا واليابان بأكثر من 1% أمام الدولار، بينما تراجعت إيصالات الإيداع الأميركية لشركات السيارات اليابانية؛ إذ انخفضت أسهم تويوتا بنسبة 4.3%، وهوندا بنسبة 3.9%، في حين هبط الراند الجنوب أفريقي بنسبة 1.5%.

يُذكر أن العلاقات التجارية بين واشنطن وعدد من هذه الدول تعاني من توترات سياسية وجيوسياسية. ففي حالة ميانمار، ارتفعت حدة الخلافات بعد الانقلاب العسكري في 2021، في حين تُعد كازاخستان مصدراً متقطعاً للنفط الخام، حيث بلغ متوسط واردات الولايات المتحدة منها نحو 38 ألف برميل يومياً في 2024.

ورداً على سؤال حول أسباب استهداف اليابان وكوريا الجنوبية أولاً، اكتفت ليفيت بالقول: "هذه من صلاحيات الرئيس، وقد اختار هاتين الدولتين لبدء المرحلة الأولى من الرسوم الجديدة"، مشيرة إلى أن الإدارة "قريبة" من إنجاز اتفاقات مع شركاء تجاريين آخرين، لكنها تسعى لضمان أفضل الصفقات.

وكان ترمب قد منح إعفاءات مؤقتة مدتها 90 يوماً لبعض الدول الأسبوع الماضي، خفّض خلالها الرسوم إلى 10% للسماح بالمفاوضات. ومع ذلك، لم تنجح سوى قلة من الدول في التوصل إلى اتفاقات ضمن المهلة، باستثناء اتفاقات مبدئية مع المملكة المتحدة وفيتنام، إلى جانب هدنة تجارية غير مكتملة مع الصين.