رسائل باراك "المطمئنة" لا تلغي الحذر... - تليجراف الخليج

شكرًا لمتابعتكم، سنوافيكم بالمزيد من التفاصيل والتحديثات الاقتصادية في المقال القادم: رسائل باراك "المطمئنة" لا تلغي الحذر... - تليجراف الخليج ليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025 04:28 صباحاً

ينتظر ​لبنان​ ما يُمكن أن تحمله الأيام المقبلة، في ظل الضغط الأميركي الكبير لإنهاء ملف لبنان ونزع سلاح "​حزب الله​"... إلا أن هذا الوضع ليس بالسهولة التي يظنها كثيرون في الداخل اللبناني، أو حتى الأميركي من جهة أخرى. فالواقع مختلف إذ ان "حزب الله"، الذي أعاد تنظيم نفسه منذ ما بعد إتفاق وقف إطلاق النار، يطلب ضمانات حقيقيّة قبل القيام بأي خطوة، خصوصاً في ظلّ الواقع الذي فرضه الإسرائيلي منذ 27 تشرين الثاني، والذي يتضمن اعتداءات يومية وإغتيالات واحتلالاً لخمس نقاط لبنانية.

أمس وصل الموفد الأميركي توم باراك، وكان كلامه مطمئناً وجاء بعكس الأجواء والضخّ الاعلامي الذي سبق الزيارة وتحدّث عن حرب، وتزامن كل ذلك مع رسائل اسرائيلية في ليلة "ساخنة"، قصفت فيها تل أبيب مناطق جنوبيّة وبقاعيّة. أيضاً أتى ذلك مع نشر السفارة الأميركية، تحذيراً، رفعت فيه إجراءات مغادرة موظفيها، وحذرت من السفر إلى لبنان بسبب مخاطر أمنية متعددة.

أمام هذا المشهد، هناك كلام عن حشود على الحدود اللبنانية الشرقيّة والشماليّة مع سوريا، في ظلّ الكلام عن تصعيد من الجهة الجنوبية مع اسرائيل ومن الجهة الشرقية مع سوريا. وهنا يرى قائد معركة "فجر الجرود" العميد المتقاعد فادي داوود أن "السيناريو العسكري يأتي خدمة للخطة السياسية، وكلّ ما حصل ويحصل على الأراضي اللبنانية من الجهة الشمالية، ومن تحركات عسكريّة ميليشياوية من جانبي الحدود، لا ينفصل عن الاطار السياسي العام، بهدف ايصال رسائل سياسية بشكل واضح وقوي".

لا يوافق العميد داوود على فكرة أن "حزب الله" إستعاد قوته، بل الأجدى القول إنه أعاد كَوْدَرَة وتنظيم نفسه الى حدّ ما، أما القوّة فتتضمن التنظيم والكودرة ولكن بشكل أساسي التجهيز. فمن أين سيتجهّز الحزب بغياب النظام السوري وإنقطاع "حبل الصرّة" بين إيران وجنوب لبنان؟ ليعود ويشير إلى أن "وضع حزب الله اليوم هو حتماً أفضل من الشهر الأول، الذي تلا وقف إطلاق النار، ولكن كيف يُمكن أن يستعيد قوته في ظلّ غياب الدعم المالي والعسكري؟ والتصعيد الاسرائيلي هو في إطار الرسائل الأميركيّة بأنه إذا لم يستفد لبنان من الفرصة، فإنه لن يبقى في قائمة الإهتمامات الأميركية، وعندها يحلّ هو مشكلته مع إسرائيل".

"حزب الله" يستند على أربعين عاماً من ممارسة القوّة". هذا ما يراه العميد داوود، لافتاً إلى أنه "لم يتقبّل الواقع القائم، وعليه أن يقتنع أنه لم يعد هنالك من إجماع وطني على دوره خارج الحدود اللبنانية". ولا يستبعد في نفس الوقت لجوء جهات إلى عمليّات تخريبيّة، كإغتيال أو ما شابه، يعيد خلط الأوراق في الداخل اللبناني"، ويرى أنه "لن يكون هناك تغيير في خرائط جغرافية في المنطقة".

إذاً، يجب إنتظار ما ستحمله الأيام المقبلة لناحية الوضع بين لبنان واسرائيل، والسؤال هنا: "هل تنجح الدولة بإيجاد صيغة ترضي الجانب الأميركي من جهة و"حزب الله" من جهة أخرى أم سنكون أمام تصعيد كبير"؟.