الذكاء الاصطناعي يكشف أسرار المفقودين في هذه الدولة الأوروبية - تليجراف الخليج

في محاولة لتسريع جهود البحث عن المفقودين خلال النزاع العرقي الذي شهدته قبرص في العقود الماضية، بدأت لجنة الأشخاص المفقودين (CMP)، المدعومة من الأمم المتحدة، بتوظيف تقنيات متطورة تشمل الذكاء الاصطناعي والرادارات المخترقة للتربة، بهدف تحسين فرص العثور على رفات الضحايا.

وتتكوّن اللجنة من فريق يضم خبراء في علم الآثار والأنثروبولوجيا والوراثة، وتعمل منذ سنوات على تحديد مصير 2,002 شخص فقدوا خلال التوترات العرقية في ستينيات القرن الماضي، ويُعتقد أن كثيرًا من هؤلاء المفقودين قُتلوا ودُفنوا في قبور غير معلومة في مختلف أنحاء الجزيرة.
وعلى الرغم من أن اللجنة تعتمد بشكل أساسي على شهادات أشخاص يتم الحفاظ على سرية هويتهم، إلا أن وتيرة عمليات استخراج الجثث والتعرف على الهويات تراجعت في السنوات الأخيرة، لأسباب تعود إلى تضارب الشهادات، مرور الزمن، والتغيرات الجغرافية، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".
وقال بيير جنتيل، ممثل الأمم المتحدة في اللجنة، التي تضم أيضًا ممثلين عن القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك:"نخطط لتعزيز قدراتنا على إيجاد إجابات من خلال تقنيات حديثة."
وأوضح أن اللجنة ستستعين بالذكاء الاصطناعي لتحليل الأرشيفات الرقمية بحثًا عن مؤشرات جديدة، كما ستكثّف استخدام تقنيات الرادار الأرضي لتحديد مواقع الدفن المحتملة بدقة أكبر.
تأسست اللجنة عام 1981، وبدأت عمليات التنقيب الفعلي عن المقابر الجماعية منذ عام 2006. وحتى نهاية يونيو 2025، تمكنت من تحديد مواقع رفات 1,707 مفقودين، وأعادت رفات 1,270 منهم إلى عائلاتهم لدفنهم بحلول مايو من العام نفسه.
ورغم أن ملف المفقودين لا يزال من أكثر القضايا حساسية في جزيرة قبرص المقسّمة، إلا أنه يُعد من المجالات القليلة التي يتعاون فيها القبارصة اليونانيون والأتراك بهدف إنساني مشترك يتجاوز الانقسامات السياسية والتاريخية.