نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الحبيب الجفري يقول! - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025 01:45 مساءً
ذات مرة شُوهد “الحبيب” علي عبدالرحمن الجفري؛ يمسك عمامته بيده ويتحدث عنها بحماس بالغ، ويقول: إنها عمامة فلان عن فلان عن فلان، حتى نسبها إلى عمامة النبي محمد “جدّه” كما قال!
لا نرغب في الطعن في الأنساب، وهي قد لا تعني الكثير؛ لأن الشرير والشر قد يأتي من سلالة الأخيار، والعكس أيضًا. وأعمال ومواقف كثيرين ممن يدّعون تلك الأنساب، تدل على معانٍ أخرى مغايرة لما كان عليه النبي الكريم!
ونعلم ما هي الكوارث التي تسبب فيها “حبيب” آخر، يزعم أيضًا أنه من آل “النبي” ويُنادى بـ”السيد العلم”!
قبل حوالي عشر سنوات، تحدث “الحبيب” علي من جامعة القاهرة، في ندوة لا أتذكر عنوانها؛ لكنه عرّج على اليمن، وقال: الوحدة في اليمن انتهت!
وقال: لا تهدأ الأمور إلا بانفصال الشمال عن الجنوب!
وقبل أيام، تحدث في سفارة اليمن في القاهرة، وقال: الدولة في اليمن انتهت!
علّقتُ قبل عشر سنوات على كلامه في جامعة القاهرة، وقلت: إن “الحبيب” علي كان أحسن بدون سياسة. وقد صمت عن السياسة كثيرًا، أو دائمًا، فلما تحدّث فيها؛ كان لسان أبو ظبي التي تدعم تجزئة اليمن، ونطق كُفرًا بعد أن صمت دهرًا!
كان الحبيب علي يبدو عالمًا ربانيًّا، لكنه عندما حلّ في أبو ظبي، صار عالمًا سلطانيًّا!
النبي الكريم، الحبيب الحقيقي، محمد صلى الله عليه وسلم، الذي يقول الحبيب علي إنه “جدّه” ويفاخر بعمامته، لم يغادر الدنيا إلا وقد وحّد جزيرة العرب! وليس اليمن فقط، أو الإمارات فقط!
وفهم خلفاؤه الراشدون العظام أن المشروع العالمي أكبر حتى من جزيرة العرب!
ووصل العرب المسلمون في عهد خليفته الثاني، عمر، إلى أوزبكستان وطرابلس الغرب!
وقال النبي: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي! وهنا فقط تذكير للحبيب علي بما يفترض أنه يعرفه ويؤمن به!
يا “حبيب” علي، أخبرنا: أين أنت من سنة النبي وسنة خلفائه الراشدين المهديين من بعده، وأنت تريد أن تُجزّئ اليمن؟! وهي جزء من جزيرة العرب، التي وحّدها النبي “جدّك” كما تقول! وهذه سُنّة، أهم من العمامة، وأهم من النفط والغاز، وأهم من المال، وأهم من محاباة المترفين، وأهم من أشياء كثيرة أخرى!
ثم أخبرنا: ما هي الدولة، أو الدول التالية التي تنوون تجزئتها غير اليمن وبعد اليمن؟!
سمعتُ سياسيًا كبيرًا، يقول إنه سمع أحدهم عندك، يقول: إنه لن يهدأ لهم بال، ولا يصلح لهم حال، إلا بتجزئة بلد عربي كبير آخر، وإنهاء ذلك البلد من الوجود!
كان موقف السعودية من مشروع التجزئة في السودان، وحميدتي، قويًا ومعتبرًا، لكنه ليس كذلك في اليمن!
وكان أولى بـ”الحبيب” علي، وهو يحمل عمامة النبي وإرثه، كما يزعم؛ أن يقول لأبو ظبي: كُفّوا عن دعم تجزئة اليمن! وغادروا سقطرى وميون، ودعوا بلاد اليمن لليمنيين!
لم يتحدث “الحبيب” علي هذه المرة عن انتهاء الوحدة في اليمن، وإنما عن نهاية الدولة في اليمن. ولا بد أنه يلاحظ الآن أن المسألة والمخطط ليست القسمة على اثنين في اليمن، وإنما أكثر!
وكان أولى به، وهو العالِم الذي صار يتكلم في السياسة، أن يقول لدولتي التحالف: لم تفعلوا خيرًا في اليمن. وهو يعلم، ونحن نعلم، أن التحالف مسؤول عمّا آلت إليه الأمور في اليمن، خاصة بعد تقسيمها من قبلهم على ثمانية، وربما تسعة، بعد التطورات في حضرموت، والعاشر “السيد العلم”!
وكان الواجب أن يشحذ عزائم إخوته اليمنيين ويشد من أزرهم، ويقول لهم:
حافظوا على بلدكم ووحدتكم، ودولتكم، وكرامتكم، وتصدّوا لكل من يعبث باليمن؛ دولة ووحدة واستقلالًا وسيادة!
لا أن يُوحي بالاستسلام لمخططات المعزّبين، في إنهاء الوحدة، وإنهاء الدولة في اليمن!
آه لو أنه يتذكّر صلابة النبي “جدّه” كما يقول، وهو مطارد إلى حيث هاجر بعيداً عن بلده مكة، وهو محاصر دون طعام، ولكنه يقول:
الله أكبر، فُتِحت الروم! الله أكبر، فُتِحت فارس!
أما أحلامنا، فهي بسيطة ومتواضعة، ولا نفكر في فتح فارس ولا في فتح الروم، لكنها اللعنة الأبدية لو استسلمنا لمخططات المترفين وحديثي النعم، والخانعين والبائعين، وقسّمنا اليمن!
*من صفحة الكاتب على فيسبوك