نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: باريس.. من حافة الهبوط إلى قمة أوروبا - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025 12:15 صباحاً
خاض فريق باريس سان جيرمان الفرنسي الأول لكرة القدم رحلة مليئة بالتقلبات صعودًا وهبوطًا على مدار عقدين من الزمان، مر خلالها بمنحنيات عنيفة، تجاوزها بشق الأنفس، ليتحول من فريق يصارع الهبوط إلى عملاق يقارع كبار العالم، ويستعد لمواجهة ريال مدريد بطل أوروبا القياسي، الأربعاء، في نصف نهائي مونديال الأندية.
الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» عاد، عبر موقعه الرسمي الثلاثاء، بعجلة الزمن إلى 17 عامًا إلى الوراء، ليسلط الضوء على رحلة صعود فريق
العاصمة الفرنسية الذي كان مهددًا بالهبوط للدرجة الثانية 2008 إلى بطل أوروبا 2025، ويطمح في اعتلاء صدارة العالم ويتوج بالنسخة الأولى من المونديال الذي يشارك فيه 24 فريقًا بالولايات المتحدة.
وأوضح التقرير: «بالنسبة للجماهير الباريسية، يبدو عام 2008 وكأنه زمن بعيد، ففي ذلك الوقت نجا ناديهم بصعوبة من الهبوط إلى الدرجة الثانية، واليوم أصبح قطب فرنسا الأول بشبه هيمنة على الألقاب المحلية، قبل أن يحقق حلمه الأكبر بالفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى.
في 17 مايو 2008، كان باريس يواجه الخطر، وكان خارج دائرة الهبوط قبل انطلاق منافسات الجولة الأخيرة مستغلًا تعثر منافسيه لانس وتولوز بالخسارة، لكن فريق العاصمة لم يكن في مأمن تام من الخطر لتفوقه بفارق نقطة واحدة فقط عن هذين الفريقين، وفارق أهداف أقل منهما.
وفي الجولة الأخيرة، فاز باريس بشق الأنفس خارج ملعبه على سوشو بنتيجة 2ـ1 بهدف عند الدقيقة 83 لينجو من الهبوط، وينقذ نجمه وقائده البرتغالي بيدرو باوليتا، من إنهاء مشواره ب حديقة الأمراء بسيناريو مأساوي».
خلال الفترة بين عامي 2008 و2011، عانى باريس من التخبط الإداري، حيث تغيرت ملكية النادي أكثر من مرة، وتناوب ستة أشخاص على رئاسته، وشمل التخبط أيضًا تغيير القيادة الفنية بإقالة المدرب بول لوجوين وتعيين أنطوان كومبواريه في منتصف 2009.
لكن الفريق تجاوز حالة الارتباك الإداري بتحقيق نتائج مميزة داخل الملعب، مستفيدًا من خبرات نجوم بارزين مثل كلود ماكليلي ولودوفيك جولي، حيث حل رابعًا في موسم 2010-2011، ووصل لنهائي كأس فرنسا مرتين، وانتزع اللقب مرة.
كما توهج الفريق على الساحة الأوروبية، بتأهله لربع نهائي النسخة الأخيرة من كأس الاتحاد الأوروبي موسم 2008-2009، وبعدها بلغ دور الستة عشر في الدوري الأوروبي بنظامها الجديد موسم 2010-2011، وأبهر الكثيرين بعروض مميزة منها التعادل مرتين أمام بوروسيا دورتموند بدور المجموعات.
وشهد يونيو 2011 نقطة تحول كبيرة في تاريخ النادي، مع استحواذ صندوق الاستثمار الرياضي القطري على ملكيته، ليضخ دماء جديدة داخل شرايين مشروعه.
تعاقدت الإدارة الجديدة مع نجوم بارزين مثل ماكسويل وتياجو موتا وتياجو سيلفا، وأنفقوا ميزانية ضخمة للغاية على استقطاب أسماء من الطراز العالمي بحجم زلاتان إبراهيموفيتش، وديفيد بيكهام والأوروجوياني أدينسون كافاني، فضلًا عن مواهب واعدة مثل ماركو فيراتي، لوكاس مورا وماركينيوس وخافيير باستوري.
وفي 2013، حقق الفريق أول لقب دوري له منذ 1994، وواصل الهيمنة بتحقيق 10 ألقاب خلال 12 عامًا فقط، حيث فقده مرتين لصالح موناكو
2017 وليل 2021، ليعزز مكانته كقوة كروية بارزة على الساحة الدولية.
رغم الهيمنة الكاسحة لباريس على الساحة المحلية، لكنه اصطدم بسقف زجاجي في دوري أبطال أوروبا. بين عامي 2013 و2016، ودع المسابقة أربع مرات متتالية من ربع النهائي، قبل أن يقصى بسيناريو مؤلم من دور الـ16 عام 2017 بخسارة تاريخية أمام برشلونة 1-6، أضاعت عليه فرصة شبه مؤكدة بعد فوزه ذهابًا بملعبه برباعية نظيفة، ليخرج من البطولة رغم تقدمه بفارق هدفين في مجموع المباراتين حتى الدقيقة 88.
دفعت هذه الانتكاسة الشهيرة إدارة النادي للتمسك بشعارها «أحلم بشكل أكبر»، لتبرم صفقات قياسية أبرزها التعاقد مع النجم البرازيلي نيمار، الذي كان في أوج تألقه وقتها ولعب دورًا حاسمًا في تلك الريمونتادا التاريخية لبرشلونة، إلى جانب الموهبة الفرنسية الصاعدة كيليان مبابي، بل تجاوز ذلك وجذب النجم الأشهر الأرجنتيني ليونيل ميسي، ليشكل الثلاثة هجومًا ضاربًا لكن دون أن ينجح قاريًا.
ورغم الاقصاءات المبكرة عدة مرات من دور الـ16، تأهل باريس أخيرًا للنهائي للمرة الأولى 2020 وبلغ المربع الذهبي العام التالي، لكنه خسر بسيناريوهات مؤلمة للغاية. ففي 2020، خسر الفريق أمام بايرن ميونيخ بهدف وحيد سجله خريج أكاديميته كينجسلي كومان. وبعد عام، أطاح به مانشستر سيتي من نصف النهائي بنتيجة 4-1 بمجموع المباراتين، وفي 2023 ودع مجددًا أمام البافاري مجددًا من دور الـ 16.
بدأت ملامح التغيير الحقيقي تظهر في 2022، مع تعيين البرتغالي لويس كامبوس مستشارًا رياضيًا للنادي، ليخلف أسماء أخرى تقلدت الإدارة الرياضية مثل ليوناردو وباتريك كلويفرت وأنتيرو هنريكي، حيث استقطب لاعبين مثل فيتينيا وجواو نيفيز وفابيان رويز، اللذين أصبحوا ركائز أساسية في التشكيلة.
لكن التحول الأكبر جاء مع نهاية موسم 2022-2023، مع الاستغناء عن أسماء من العيار الثقيل مثل ماركو فيراتي وميسي ونيمار وسيرجيو راموس، واستبدالهم بعناصر شابة تتراوح أعمارهم بين 20 و22 عامًا مثل برادلي باركولا، لي كانج إن وجونسالو راموس، إلى جانب تعيين المدرب الإسباني لويس إنريكي، بطل الريمونتادا الشهيرة لبرشلونة أمام باريس والمعروف بأسلوبه الصارم وقدرته على تحقيق النتائج.
وبعد أن حصل إنريكي على كامل الحرية لتطبيق فلسفته الكروية، نجح في موسمه الأول، وقاد الفريق، للثلاثية المحلية، لكن المسيرة القارية توقفت القارية عند نصف النهائي بالخسارة ذهابًا وإيابًا أمام بوروسيا دورتموند بنتيجة 0-2 بمجموع المباراتين.
وفي صيف 2024، رحل كيليان مبابي الهداف التاريخي عن صفوف الفريق إلى ريال مدريد. وبعد فترة من التجارب والتعديلات على التشكيلة الأساسية، وجد إنريكي التوليفة المثالية التي كررت إنجاز الثلاثية المحلية، وحققت الحلم الأكبر بالفوز بلقب دوري الأبطال بانتصار كاسح ضد إنتر ميلان بخماسية نظيفة يملعب أليانز أرينا في ميونيخ 31 مايو الماضي.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات الرياضية.