نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الاتفاق الأردني السوري للمياه: إنجاز سيادي يسجّله الوطن بقيادته الهاشمية وشعبه الحر - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء الموافق 9 يوليو 2025 12:35 مساءً
في لحظة تاريخية فارقة، أعلن الأردن وسوريا التوصل إلى اتفاق لتقاسم المياه بشكل عادل، في خطوة تُعدّ من أبرز محطات الانتصار للسيادة الوطنية الأردنية في واحد من أكثر الملفات حساسية واستراتيجية، ألا وهو ملف الأمن المائي. هذا الاتفاق لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة جهود مضنية وحسابات دقيقة وإرادة سياسية لا تعرف المساومة حين يتعلق الأمر بحقوق الدولة الأردنية ومصالح شعبها.
المياه، التي باتت في عالمنا المعاصر أداة للضغط السياسي وورقة مساومة بيد البعض، اختار الأردن أن يديرها كقضية وطنية مصيرية، يتعامل معها بثبات وواقعية وحكمة. من هذا المنطلق، فإن الاتفاق مع الجانب السوري لا يمثل فقط تفاهمًا فنيًا أو تبادلًا للأرقام والحصص، بل هو إعلان نصر للدبلوماسية الأردنية، التي أثبتت مرة أخرى قدرتها على حماية الحقوق الوطنية دون صخب، وبأدوات القانون والمنطق والسياسة الرشيدة.
لقد استطاعت الدولة الأردنية، بقيادتها الهاشمية المظفرة، أن تؤكد أن المياه ليست رفاهية، بل حق سيادي لا يمكن التنازل عنه أو المساومة فيه. فالاتفاق يُعيد الاعتبار للعدالة المائية بين الدولتين، ويضمن للأردن نصيبه المستحق من مياه نهر اليرموك الذي لطالما كان محل خلاف وتأجيل وتسويف.
في هذا السياق، علينا أن نستحضر أن الأردن من أكثر دول العالم فقرًا بالمياه، وأن ملف المياه يشكل تهديدًا مستمرًا للأمن القومي والاقتصادي والاجتماعي. ورغم ذلك، فإن الدولة لم تستسلم يومًا، بل نهضت بهذا التحدي الكبير عبر مشاريع استراتيجية كبرى، منها الناقل الوطني وتحلية مياه البحر الأحمر، والتوسع في تقنيات الحصاد المائي، واليوم عبر تأكيد حقوقها المائية من دول الجوار.
وهنا، لا بد من توجيه التحية والتقدير لكل من ساهم في الوصول إلى هذا الاتفاق، من المفاوضين والخبراء والمسؤولين، الذين عملوا بصمت ومثابرة، مدعومين بتوجيهات القيادة العليا وإرادة شعب لا يلين. إنهم أبناء هذا الوطن الأوفياء الذين يدركون تمامًا أن الدفاع عن مياه الأردن هو دفاع عن حاضره ومستقبله، عن فلاحيه ومزارعيه، عن كل بيت ومدرسة ومستشفى في هذا الوطن العزيز.
كما أن هذا الإنجاز لا يمكن قراءته بعيدًا عن الدور المحوري لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الذي طالما شدّد في خطاباته ومواقفه الإقليمية والدولية على أهمية العدالة المائية، وحق الأردن في الحصول على نصيبه الكامل من مصادره المائية. فالقيادة الهاشمية لم تكن يومًا إلا في صف الوطن، تحمل همومه وتدافع عن قضاياه وتفاوض باسمه وتنتصر له.
والشعب الأردني، الحرّ الأبي، كان دائمًا على قدر التحدي، مساندًا وداعمًا ومتفهمًا لحساسية هذا الملف، ولم تثنه الظروف ولا الصعوبات عن التمسك بحقه المشروع في الحياة الكريمة والماء النظيف والمستقبل الآمن. إنه شعب واعٍ، يدرك أهمية الإنجاز، ويعي تمامًا أن السيادة لا تُهدى، بل تُنتزع بإرادة حرة وعزيمة صلبة.
إن الاتفاق الأردني السوري اليوم يجب أن يُقرأ باعتباره محطة مفصلية في مسيرة الأردن نحو ترسيخ حقوقه وتعزيز أمنه المائي. لكنه في الوقت ذاته، يشكّل نقطة انطلاق نحو المزيد من الإنجازات الوطنية، التي تنتظر التخطيط المحكم، والتكاتف الشعبي، والاستمرار في نهج الاعتماد على الذات، والحفاظ على المنجزات.
ختامًا، إننا اليوم أمام لحظة فخر، لحظة تؤكد أن الوطن حين يقف موحدًا خلف قيادته، ويضع مصلحته العليا فوق كل اعتبار، فإن المستحيل يصبح ممكنًا. لقد أنجز الأردن اتفاقًا عادلًا، لأنه امتلك الرؤية، والإرادة، والرجال المخلصين. فليكن هذا الإنجاز حافزًا للمضي قدمًا في مسيرة البناء والتحصين، ولتبقَ مياه الأردن في أيدٍ أمينة، ولتظلّ راية الوطن خفّاقة بالعز والفخر.
عاش الأردن حرًّا أبيًّا، وعاشت قيادته الهاشمية منارة للحق، وصوتًا لا يُخفت في زمن التحديات.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.