أبرز ما ورد في إحاطة المبعوث الأممي إلى... - تليجراف الخليج

تحدث المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، في إحاطته أمام مجلس الأمن، عن استمرار جمود عدد من الملفات المتعلقة بالنزاع في اليمن، مقابل تحركات محدودة نحو التهدئة، محذرًا من أن التصعيد الأخير في البحر الأحمر وهجمات جماعة الحوثي على إسرائيل قد يهددان استقرار المنطقة الهش.

وأوضح غروندبرغ أن من يصفها بـ"الأطراف اليمنية" لم تُحرز أي تقدم في ملف إطلاق سراح المعتقلين، رغم مرور أكثر من عام على جمود العملية، مؤكدًا أن استمرار معاناة العائلات "غير مبرر"، داعيًا إلى الإفراج عن جميع المعتقلين المتبقين على خلفية النزاع دون تأخير، والتزام الأطراف باتفاق "الكل مقابل الكل".

في المقابل، رحّب المبعوث بفتح طريق الضالع، واعتبره نموذجًا على ما يمكن تحقيقه، كما دعا إلى اتخاذ خطوات عملية تسهم في تمهيد الطريق لحلول دائمة، تشمل التهدئة على الجبهات، تحديد معايير وقف إطلاق النار، واستئناف المحادثات السياسية، إلى جانب العمل مع الإقليم والمجتمع الدولي على ضمانات أمنية، لا سيما ما يتعلق بحرية الملاحة في البحر الأحمر.

وتناول غروندبرغ في إحاطته التوترات الإقليمية، مشيرًا إلى أن المنطقة شهدت فترة مضطربة طغت عليها تحولات متسارعة، معربًا عن الأمل في أن يسهم وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل في إعادة الزخم إلى المسار الدبلوماسي، بما في ذلك الملف اليمني.

كما أبدى قلقه إزاء تصاعد الهجمات في البحر الأحمر، بعد استهداف سفينتين تجاريتين من قبل جماعة الحوثي هذا الأسبوع، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين، محذرًا من المخاطر البيئية المترتبة على مثل هذه العمليات، لافتًا إلى أنها الهجمات الأولى التي تستهدف السفن التجارية منذ أكثر من سبعة أشهر.

وتطرّق غروندبرغ إلى الغارات الجوية الإسرائيلية التي طالت صنعاء، وموانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف، ومحطة الكهرباء الأحد الماضي، في سياق التطورات العسكرية التي شهدتها فترة التقرير.

وأشار إلى أن الأنشطة العسكرية لا تزال مستمرة في محافظات الجوف، الضالع، مأرب، تعز وصعدة، مع تسجيل تحركات جديدة نحو بعض الجبهات، محذرًا من تفاقم الانقسامات، وداعيًا الأطراف إلى تجنب أي خطوات أحادية قد تُضر بجميع اليمنيين، وإظهار استعداد حقيقي لاستكشاف السبل السلمية.

وفي الجانب الاقتصادي، ركزت مشاورات المبعوث مع رئيس الوزراء اليمني سالم بن بريك في عدن على اتخاذ تدابير عملية لصرف الرواتب دون تأخير، وتحسين القدرة الشرائية والخدمات، وتمكين الحكومة من استئناف إنتاج وتصدير النفط والغاز.

وشدد غروندبرغ على أهمية الحفاظ على الفضاء المدني وتوسيعه، مؤكدًا أن أصوات النساء والنشطاء والفاعلين المحليين تُمثل ركيزة أساسية في أي مسار مستقبلي. كما جدد دعوته للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين تعسفًا من قبل جماعة الحوثي، بمن فيهم موظفو الأمم المتحدة والعاملون في منظمات المجتمع المدني والبعثات الدولية، مشيرًا إلى أن العديد من هؤلاء بحاجة إلى علاج عاجل وعودة إلى عائلاتهم.

وفي ختام إحاطته، عبّر المبعوث عن تقديره لأعضاء مجلس الأمن على دعمهم المستمر، مشددًا على أن الرسائل الموحدة من المجلس تسهم في تعزيز مسار التسوية التفاوضية في اليمن.