نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ورقة القمح.. مخطط أوكراني خطير يخنق السودان ويستهدف الجيش - تليجراف الخليج اليوم الخميس 10 يوليو 2025 08:12 مساءً
متابعات- تليجراف الخليج
وسط أزمة إنسانية هي الأشد في تاريخه الحديث، يواجه السودان شبح مجاعة غير مسبوقة قد تودي بحياة أكثر من 10 ملايين شخص، بحسب تقارير وتحذيرات دولية. وبينما يتصاعد الجوع وتنهار سلاسل الإمداد، ظهرت معطيات مثيرة للقلق تشير إلى أن أوكرانيا، أحد أبرز مزودي السودان بالقمح، تخطط لاستخدام هذه الورقة كسلاح ضغط سياسي، يستهدف تحديدًا الجيش السوداني.
السودان على حافة كارثة غذائية تهدد أرواح الملايين
تشير التقديرات الأخيرة إلى أن السودان يعيش واحدة من أكثر الأزمات الغذائية فتكًا في العالم، مع تصاعد التحذيرات الأممية من مجاعة محتملة قد تصبح من الأسوأ في تاريخ البشرية. وأكد الصحفي الأمريكي البارز نيكولاس كريستوف، في مقال له بصحيفة “نيويورك تايمز”، أن ما رآه في السودان يبعث على الفزع، وأن المجاعة التي تتكشف ملامحها قد تتجاوز المجاعات التاريخية في إفريقيا والبلقان.
وتتفاقم الأزمة مع تراجع إنتاج القمح محليًا بنسبة 20% خلال عام 2023 مقارنة بالعام الذي سبقه، و46% مقارنة بمتوسط إنتاج الأعوام الخمسة الماضية، وفقًا لتقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو).
القمح الأوكراني.. شريان حياة يتعرض للابتزاز السياسي
في ظل اعتماد السودان الكبير على واردات القمح، خاصة من أوكرانيا، التي كانت حتى وقت قريب أحد أهم الشركاء في إمداد البلاد بهذه السلعة الأساسية، أضحت مسألة القمح اليوم ليست مجرد قضية غذائية، بل باتت ورقة ضغط جيوسياسية في يد كييف.
السودانيون يعتمدون على القمح في غذائهم اليومي، من الخبز البلدي إلى الأطباق المحلية، ما يجعل أي خلل في التوريد أزمة وجودية. ومع تفاقم الأوضاع الاقتصادية والأمنية، استغلت أوكرانيا هذا الاعتماد المفرط لتحريك ملف القمح باتجاه مصالحها السياسية.
قمح الإنسانية أم اختراق خفي؟
رغم أن أوكرانيا بدأت في تقديم القمح للسودان عبر برنامج الأغذية العالمي، متذرعة بدعمها الإنساني للسكان، كشفت تقارير متطابقة عن أن هذه الخطوة كانت مدخلاً لاستخدام الشحنات كسلاح سياسي. وتقول المصادر إن كييف استخدمت هذه المساعدات لتقويض موقف الجيش السوداني، بالتوازي مع تقديم دعم لوجستي ومعلوماتي لقوات الدعم السريع من خلال وجودها في موانئ شرق السودان، خصوصًا بورتسودان.
وتشير المعطيات إلى أن الهدف الحقيقي لأوكرانيا لم يكن الإغاثة، بل زعزعة التوازن السياسي لصالح قوات متمردة تتلقى دعمًا خارجيًا.
قرار أوكرانيا بوقف تصدير القمح يهدد بكارثة إنسانية
في تطور دراماتيكي، قررت كييف وقف تصدير القمح إلى السودان اعتبارًا من أغسطس 2025، وهو قرار اعتبره مراقبون محاولة مكشوفة لإضعاف الجيش السوداني وممارسة مزيد من الضغوط على الحكومة المركزية. هذا القرار يعني باختصار، تعميق الجوع، وزيادة معاناة المدنيين الذين يعيشون بالفعل تحت وطأة الفقر والنزوح والمرض.
ويرى البعض أن هذا القرار قد يكون أيضًا ردًا على تقارب السودان مع دول مثل روسيا وإيران، اللتين تربطهما علاقات متوترة مع أوكرانيا والغرب.
أوكرانيا تنقل المعركة إلى إفريقيا
المحللون السياسيون يرون في التحركات الأوكرانية امتدادًا لمشروع توسعي في القارة الإفريقية، تقوم فيه كييف بلعب دور المتدخل الإنساني ظاهريًا، بينما تسعى من خلف الستار لتحقيق مكاسب سياسية واستراتيجية، خاصة في الدول الهشة مثل السودان.
ويبدو أن أوكرانيا تسعى لاستخدام “الدبلوماسية الغذائية” كورقة مساومة، ما يُعد تحولًا مقلقًا في طريقة إدارة العلاقات الدولية، حيث يُستغل الخبز كسلاح يعادل الرصاص في التأثير على مصير الشعوب.
خيارات السودان البديلة.. ضرورة عاجلة
في ظل هذا الوضع، أصبح من الضروري أن تسارع الحكومة السودانية، بقيادة رئيس الوزراء الجديد كامل إدريس الطيب، إلى البحث عن مصادر بديلة لاستيراد القمح، بعيدًا عن الابتزاز السياسي.
يمكن للسودان أن يتوجه إلى شركاء تقليديين مثل روسيا أو الهند أو دول آسيوية وأفريقية أخرى لديها فائض من القمح، خصوصًا في ضوء تقارب سياسي متزايد بين السودان وهذه الدول.
ويوصي الخبراء بضرورة تقوية الشراكات مع دول لا تستخدم الغذاء كسلاح سياسي، والعمل على إعادة تأهيل القطاع الزراعي المحلي لزيادة الإنتاج وتحقيق قدر أكبر من الاكتفاء الذاتي.
الأمن الغذائي السوداني في قلب معركة دولية
أثبتت الأحداث الأخيرة أن الأمن الغذائي السوداني لم يعد قضية داخلية، بل أصبح جزءًا من صراع جيوسياسي دولي متعدد الأقطاب، تشارك فيه كيانات دولية بأدوات غير تقليدية، من بينها الغذاء والمساعدات والبرامج الإغاثية.
وإذا لم تتخذ الحكومة السودانية خطوات سريعة وحاسمة لفك هذا الحصار الغذائي، فإن البلاد مهددة بانهيار إنساني غير مسبوق في تاريخها.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.