تقرير يوثق اللحظات الأخيرة قبل غرق سفينتين بهجوم حوثي - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: تقرير يوثق اللحظات الأخيرة قبل غرق سفينتين بهجوم حوثي - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 11 يوليو 2025 12:06 صباحاً

تليجراف الخليج - في هجوم يعدّ من بين الأشد دموية منذ بدء حملة الحوثيين على الملاحة الدولية، أغرقت الميليشيا المدعومة من إيران سفينتين تجاريتين في البحر الأحمر خلال 48 ساعة فقط، مستخدمة الصواريخ والطائرات المسيّرة وقذائف "آر بي جي".

وأسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة بحارة على الأقل، فيما لا يزال آخرون في عداد المفقودين أو محتجزين كرهائن، دون أن تتدخل أي سفن حربية أمريكية أو تابعة لحلفاء واشنطن لإنقاذهم، بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" يتناول اللحظات الأخيرة على متن السفينتين قبل إغراقهما.

وقال ضابط في شركة "Cosmoship Management"، المشغلة لسفينة اتيرنتي سي، أنه ناشد البحرية البريطانية والقوة البحرية الأوروبية للتدخل خلال الهجوم، لكنه تلقى رداً يفيد بعدم وجود أي سفن قريبة.

هجوم غير مسبوق
الهجوم الذي بدأ ظهر الأحد باستهداف السفينة ماجيك سي، التي كانت ترفع علم ليبيريا ومحمّلة بالأسمدة والصلب في طريقها إلى تركيا، يعد أول نجاح حوثي في استهداف سفن تجارية منذ نوفمبر (تشرين الأول)، والأكثر فتكاً منذ بداية الحملة التي أطلقها الحوثيون احتجاجاً على الحرب في غزة.

وفقاً لتقرير صادر عن "مركز المعلومات البحرية المشترك" التابع للبحريتين الأمريكية والبريطانية، فقد تعرّضت السفينة لهجوم من 4 إلى 5 زوارق صغيرة مسلحة تبادلت إطلاق النار مع فريق الحراسة على متنها، ثم انضمت زوارق إضافية، وأُطلق صاروخ على الجسر البحري للسفينة، تلاه قصف بالصواريخ والطائرات المسيّرة.

ورغم المقاومة، تضررت غرفة المحركات، وبدأت السفينة بالغرق، ما أجبر الطاقم على مغادرتها.

ولاحقاً، صعد مقاتلو الحوثي على متن السفينة، وزرعوا متفجرات في هيكلها قبل أن يرسلوها إلى قاع البحر.

الهجوم الثاني
في اليوم التالي، وعلى مسافة قريبة، هاجم الحوثيون سفينة اتيرنتيي سي، وكانت فارغة.

واستُهدفت السفينة مجدداً بزوارق مسلحة وصواريخ، وتم شل حركتها بعد تدمير غرفة المحركات، ورغم إطلاق نداء استغاثة، لم يصل أي دعم عسكري.

أحد أفراد الطاقم أطلق نداءً عبر الراديو: "نحن تحت الهجوم"، بحسب تسجيل صوتي حصلت عليه "وول ستريت جورنال".

وأكد ناطق باسم بعثة أبيدس الأوروبية أن محاولة تجارية لإنقاذ الطاقم أُحبطت بعد أن طوّق الحوثيون السفينة ومنعوا الاقتراب منها.

لاحقاً، أطلقت شركة "Cosmoship" عملية إنقاذ خاصة تمكّنت من إنقاذ 10 من البحارة، بينما بقي 15 في عداد المفقودين، من بينهم ثلاثة على الأقل تأكد مقتلهم.

تراجع الحماية الدولية
وأكد مسؤول رفيع في البنتاغون أن الولايات المتحدة لم تغير من تموضعها العسكري رغم الحادث، ما يعكس تراجع التفاعل الدولي مع تهديدات الحوثيين.

وقال كريستوفر لونغ، ضابط البحرية البريطانية السابق، إن غياب القطع البحرية من محيط سيطرة الحوثيين يترك السفن التجارية "بلا حماية تماماً".

ورغم إعلان إدارة ترامب قبل شهرين عن التوصل إلى اتفاق تهدئة مع الحوثيين لوقف هجماتهم البحرية، أكد مسؤول أمريكي للصحيفة أن واشنطن تعتبر التهدئة "سارية ما دامت الهجمات لا تستهدف السفن الأمريكية مباشرة".

وبحسب خبراء أمنيين تحدثوا للصحيفة، فإن الهجمات الأخيرة تعكس تطوراً في التكتيكات الحوثية، إذ تُظهر قدرة على التنسيق واستخدام أسلحة أكثر تطوراً من السابق، في وقت تنشغل فيه القوى الغربية في ملفات دولية أخرى.

وقالت إيلي شفيق، رئيسة قسم الاستخبارات البحرية في شركة "Vanguard Tech" البريطانية: "هذه أسوأ ضربة تنفذها الميليشيا في غضون 48 ساعة فقط... إنها الأعنف والأكثر دقة حتى الآن".

ويرى خبراء أن توسّع الحوثيين في استهداف السفن التي لها علاقة غير مباشرة بإسرائيل يهدد شريحة واسعة من حركة التجارة العالمية.

وقال آمي دانيال، مدير شركة "Windward" للاستخبارات البحرية، إن هذه الهجمات "تعمّق الانقسام في نظام الشحن العالمي.


نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.