طالبة تضع مولودها أثناء امتحانات الشهادة.. معجزة في قاعة الامتحان - تليجراف الخليج

متابعات- تليجراف الخليج

في واقعة نادرة ومؤثرة شهدتها إحدى لجان امتحانات الشهادة السودانية، فاجأ المخاض الطالبة مُعلى البدري أحمد عبد الله، قبيل لحظات من بدء امتحان التاريخ، لتدخل بعدها في واحدة من أغرب اللحظات التي قد تشهدها قاعات الامتحانات، حيث وضعت مولودها الأول داخل المستشفى ثم عادت لتجلس للامتحان دون أن تسمح للموقف الاستثنائي بأن يُثنيها عن مواصلة حلمها الأكاديمي.

الولادة تسبق الامتحان بدقائق

تفاصيل الحادثة بدأت عندما شعرت الطالبة بآلام المخاض قبل حوالي نصف ساعة فقط من موعد الجلسة الامتحانية. وعلى الفور تم نقلها إلى أقرب مركز طبي وهي في حالة ولادة نشطة. وبالفعل، وضعت الطالبة مولودها الأول وسط طاقم طبي جاهز، وخضعت لرعاية طبية عاجلة لتأمين سلامتها وسلامة الطفل.

ابتسامة الأمومة تسبق قلم الإجابة

ورغم لحظات الولادة العصيبة، لم تتردد الطالبة في اتخاذ قرار فاجأ الجميع، إذ طلبت أن تُمنح فرصة الجلوس للامتحان رغم ظروفها الصحية. وبعد أن احتضنت مولودها الجديد بابتسامة وطمأنينة، أمسكت بقلمها في مشهد بطولي، وبدأت في كتابة إجابات امتحان التاريخ وهي على سريرها في المستشفى.

حضور رسمي وطبي لتأمين الامتحان

تحت إشراف طبي مشدد وبوجود لجنة الامتحانات وممثلين رسميين من وزارة التربية والتعليم، تم تسليم أوراق الامتحان للطالبة وسط إجراءات خاصة راعت وضعها الصحي، وضمنت في الوقت ذاته انضباط العملية الامتحانية من الناحية الأكاديمية والأمنية.

رواد مواقع التواصل يشيدون بقوة الإرادة

القصة لاقت تفاعلاً واسعاً من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين وصفوا ما قامت به الطالبة بأنه درس في الصبر والإصرار والإرادة الحديدية، حيث أكد كثيرون أن هذه الواقعة ستبقى علامة فارقة في تاريخ امتحانات الشهادة السودانية.

قصة تلهم الطالبات السودانيات

وبينما تساءل البعض عن الإجراءات التي ستتخذها وزارة التعليم لتوثيق هذه الحالة النادرة، أشار آخرون إلى ضرورة تكريم الطالبة مُعلى البدري لما أبدته من شجاعة وتحمل لا مثيل له، مؤكدين أنها تستحق أن تكون نموذجاً يُحتذى به في الإرادة والعزيمة لدى طالبات السودان.

دعم نفسي وطبي يُرافق التجربة

مصادر طبية ذكرت أن الحالة الصحية للطالبة والرضيع مستقرة، وأن الفريق الطبي تابع الجلسة عن كثب للتدخل في حال حدوث أي طارئ. كما أشارت المصادر إلى أن هذه أول مرة يُسجل فيها امتحان رسمي لطالبة بعد الولادة مباشرة، ما استدعى وجود طاقم إسعافي وشرطي إلى جوار سرير الطالبة.

وزارة التعليم تُثمن شجاعة الطالبة

من جهتها، عبّرت وزارة التربية والتعليم عن إعجابها الشديد بما أظهرته الطالبة من روح مثابرة وتفانٍ، وقالت في بيان مقتضب إن مثل هذه الحوادث تؤكد أن بنات السودان قادرات على كسر كل الحواجز، حتى في أحلك الظروف.

معجزة امتحانية تُسجَّل في ذاكرة السودان

في ظل الظروف القاسية التي تمر بها البلاد من تحديات اقتصادية وصحية وأمنية، جاءت هذه القصة بمثابة بصيص نور يشعّ من قلب الواقع الصعب، لتُؤكد أن إرادة التعليم والحياة أقوى من كل العقبات.