نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الكوليرا والجوع والعراء.. النازحون إلى طويلة يواجهون الأسوأ - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 11 يوليو 2025 08:09 مساءً
متابعات – تليجراف الخليج
يشهد الوضع الإنساني في بلدة طويلة بولاية شمال دارفور تدهورًا خطيرًا، في ظل موجات نزوح متصاعدة من مدينة الفاشر ومخيم زمزم، مع اقتراب فصل الأمطار وتفشي وباء الكوليرا، بحسب ما كشفه المجلس النرويجي للاجئين في تقريره الصادر الجمعة 11 يوليو 2025
379 ألف نازح في ثلاثة أشهر
وقال المجلس إن بلدة طويلة استقبلت ما يقارب 379 ألف نازح خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وسط ظروف قاسية ونقص حاد في المواد الأساسية، ما جعلها تواجه أزمة إنسانية شاملة، خصوصًا مع تفاقم الأوضاع الصحية وضعف البنية التحتية
وأشار المجلس إلى أن النازحين، الذين يُقدر عدد كبير منهم بنساء وأطفال، يفرّون من مدينة الفاشر ومخيم زمزم سيرًا على الأقدام لمسافة تصل إلى 60 كيلومترًا، ما يعكس حجم المأساة التي يواجهها المدنيون جراء الحرب والحصار
انهيار الخدمات وندرة الغذاء والماء
أكد المدير القطري للمجلس النرويجي للاجئين في السودان، شاشوات سراف، أن “الوضع في طويلة ينهار”، مضيفًا أن “العائلات تعيش على الفتات وتنام في العراء، وسط تفشي الكوليرا ونقص مياه الشرب والمراحيض، مع تدهور متواصل في ظروف المعيشة اليومية”
وأشار إلى أن اقتراب موسم الأمطار ينذر بكارثة إنسانية أكبر، حيث سيؤدي إلى تفاقم الوضع الصحي وتدهور البنية التحتية التي هي أصلًا شبه منهارة
تقييم ميداني يكشف حجم المأساة
وبحسب تقييم أجراه المجلس النرويجي في يونيو 2025، فإن أربعة مخيمات جديدة في منطقة طويلة تؤوي حاليًا نحو 213 ألف شخص، ولا يتمتع سوى 10% من السكان بإمكانية وصول موثوقة إلى المياه، فيما يمتلك أقل من 10% من الأسر مراحيض خاصة بها
وأكد التقرير أن معظم العائلات في المخيمات تقتصر على وجبة واحدة أو أقل يوميًا، ما يعكس شبح المجاعة الذي يخيم على المشهد، مع وجود نقص كارثي في الغذاء والفيتامينات والمكملات الغذائية، ما يهدد حياة الأطفال والحوامل وكبار السن
غياب التعليم وضعف البنية الصحية
أشار التقرير أيضًا إلى وجود 11 مركزًا تعليميًا فقط يخدم جميع الأطفال في المخيمات، وهو عدد ضئيل جدًا مقارنة بحجم الكثافة السكانية، مما يهدد بانقطاع جيل كامل من الأطفال عن التعليم
وبيّن المجلس أن 39% من النساء في المخيمات هن إما حوامل أو مرضعات، و22% من الأسر تضم أفرادًا من ذوي الإعاقة، وهي أرقام تعكس مدى هشاشة الفئات المستضعفة وسط هذا الواقع المرير
موجات نزوح غير مسبوقة
ومنذ أبريل الماضي، شهدت منطقة طويلة موجة نزوح غير مسبوقة، حيث فرّ نحو 782 ألف شخص من الفاشر ومخيم زمزم، هربًا من العنف المتصاعد والحصار المطبق الذي فرضته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، مما أدى إلى شح المواد الغذائية وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية بصورة خانقة
حصار الفاشر وتأثيره على النزوح
فرضت قوات الدعم السريع حصارًا خانقًا على مدينة الفاشر، كبرى مدن إقليم دارفور، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وقطع الإمدادات الحيوية، وقد دفع هذا الحصار آلاف السكان إلى الفرار باتجاه بلدات مثل طويلة، في مشهد ينذر بانفجار إنساني وشيك ما لم يتم التدخل العاجل
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.