نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: بعد استفزازات حزب الشعب الإسباني.. المغرب يعيد قضية تحرير سبتة ومليلية للواجهة - تليجراف الخليج اليوم الأحد 13 يوليو 2025 08:44 مساءً
في تطور مثير ينذر بتصعيد وشيك، أعاد المغرب تفعيل "لجنة تحرير سبتة ومليلية والجزر المحتلة"، خلال اجتماع احتضنته مدينة الفنيدق على مشارف الثغر المحتل، وذلك بمشاركة فاعلين من داخل البلاد ومن أفراد الجالية المغربية بأوروبا.
هذه الخطوة المفاجئة جاءت كرد فعل قوي على ما اعتُبر "استفزازًا سافرًا" من طرف حزب الشعب الإسباني، عقب مشاركته ممثلين عن جبهة "البوليساريو" في أحد مؤتمراته، وهو ما اعتبره القائمون على اللجنة تهديدًا مباشرًا للسيادة الوطنية المغربية.
الاجتماع أسفر عن عودة يحيى يحيى، السياسي المثير للجدل والرئيس السابق لبلدية بني انصار، إلى قيادة اللجنة، بعد أن تراجع عن رفضه الأولي إثر توالي الإشارات المستفزة من مدريد، كما تم تثبيت سعيد شرامطي مسؤولًا عن "العمليات الميدانية"، الذي أكد بدوره أن التفعيل الجديد للجنة يهدف إلى مواجهة التحركات الجزائرية في أوروبا، والتي وصفها بمحاولات لتأجيج النزعة الانفصالية في أوساط شباب الريف المغربي بالخارج.
اللجنة أعلنت أنها ستعيد تنشيط خلاياها في سبتة ومليلية ومدن أوروبية استراتيجية، وستركز على فضح شبكات الاستخبارات الجزائرية المتورطة في تغذية خطاب الانفصال، كما ستعمل على مواجهة حملات التشويه التي تستهدف الشباب المغربي، مع التشديد على أن وحدة التراب الوطني مسألة "غير قابلة للتفاوض".
التحذير المغربي هذه المرة لم يكن عادياً، بل حمل في طياته رسالة واضحة لحزب الشعب الإسباني، حيث شدد شرامطي على أن المغرب يتذكر جيدًا "الثمن السياسي" الذي دفعه خوسيه ماريا أزنار عندما تجاهل "الحساسية المغربية"، داعيًا إلى التعقل واحترام القوانين الدولية.
اللجنة أعلنت نيتها التحرك على عدة جبهات، بدءًا بحملات دبلوماسية وإعلامية، مرورًا بالضغط لمراجعة الاتفاقيات الثنائية المتعلقة بالهجرة والأمن، وصولًا إلى تنظيم احتجاجات أمام السفارات والقنصليات الإسبانية، كما تم التشديد على ضرورة طرح قضية سبتة ومليلية من جديد في المنتديات والمحافل الدولية، باعتبارهما "آخر مستعمرتين في شمال إفريقيا".
مصدر من داخل اللجنة لم يتردد في التأكيد على أن المغرب لم يكن يومًا دولة تتعامل برد الفعل العابر، بل يعرف جيدًا متى يتحرك، وكيف يفرض حضوره، حين يتعلق الأمر بثوابته. وأكد المتحدث أن المرحلة المقبلة ستكون حاسمة لإعادة ترتيب الأوراق مع الجار الشمالي، في ظل انكشاف بعض مواقفه التي اعتُبرت عدائية وغير مفهومة.
التحركات المغربية الأخيرة تحمل رسائل مشفرة ومدروسة، وتؤكد أن قضية سبتة ومليلية لم تعد ملفًا منسيًا، بل عادت إلى واجهة النقاش الإقليمي والدولي بقوة، مدفوعة بتغيرات جيوسياسية حساسة تستدعي يقظة سياسية ودبلوماسية غير مسبوقة.