أهي بداية النهاية.. عملاق السيارات "ستيلانتيس" يعلن إفلاسه ويغادر أكبر سوق سيارات في العالم - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: أهي بداية النهاية.. عملاق السيارات "ستيلانتيس" يعلن إفلاسه ويغادر أكبر سوق سيارات في العالم - تليجراف الخليج اليوم الأحد 13 يوليو 2025 08:44 مساءً

أسدل الستار رسميًا على واحد من أكثر المشاريع الصناعية طموحًا في تاريخ السيارات الغربية بالصين، بعدما أعلنت محكمة مدينة "تشانغشا" في مقاطعة هونان الصينية إفلاس شركة "GAC-Fiat Chrysler"، ما يعني نهاية الوجود الصناعي لمجموعة "ستيلانتيس" عبر هذه الشراكة في السوق الصينية، التي تُعد الأكبر عالميًا.

الشراكة التي انطلقت سنة 2011 بدفع من الراحل سيرجيو ماركيوني، كانت تُراهن على غزو السوق الصينية بفضل تحالف قوي بين شركة "فيات كرايسلر" ومجموعة "GAC" الصينية العملاقة. 

الطموحات حينها كانت ضخمة: استثمارات تفوق 2,3 مليار يورو، مصنعان في "غوانزو" و"تشانغشا"، وطاقة إنتاجية تصل إلى 300 ألف سيارة سنويًا، مع طرح موديلات تلائم الذوق المحلي كـ "جيب رينيغاد" و"كومباس" و"شيروكي"، إضافة إلى سيارات "فيات فياجيو" و"أوتيمو".

ورغم الذروة التي بلغتها المبيعات سنة 2017 بأكثر من 200 ألف سيارة، إلا أن السقوط كان مدويًا وسريعًا، فالشركة فشلت في مواكبة الثورة التكنولوجية والانتقال الكهربائي الذي اجتاح السوق الصينية، تاركة نماذجها الحرارية دون جاذبية تُذكر أمام منافسيها المحليين الذين أبدعوا في الطرازات الكهربائية والذكية.

بحلول 2022، دخلت الشركة في مسار إعادة الهيكلة، دون جدوى، خمس محاولات للبيع العلني لأصولها – بما فيها الأراضي والمعدات والمصانع – فشلت جميعها في استقطاب مستثمرين. وفي ظل تراكم ديون تفوق 8,1 مليار يوان، مقابل أصول لا تتعدى 1,9 مليار فقط، اضطر القضاء الصيني إلى إعلان التصفية القضائية بعد فشل التوصل لاتفاق مع الدائنين.

وإضافة إلى التحديات التقنية، زادت التوترات الجيوسياسية وتدهور العلاقة بين "ستيلانتيس" و"GAC" من تعقيد الوضع، فبعد اندماج "فيات كرايسلر" و"بي إس آ"، حاول المدير التنفيذي كارلوس تافاريس إعادة السيطرة على المشروع، لكن الجانب الصيني اتهم الإدارة بسوء التسيير واعتبر المناخ القانوني غير مشجع للشركات الأجنبية.

مع هذه النهاية المأساوية، تُغلق "ستيلانتيس" فصلاً كاملاً من استراتيجيتها الآسيوية التي ورثتها عن ماركيوني، تاركة وراءها دروسًا قاسية ومليار دولار من الخسائر التي يتوجب محوها من دفاتر الحسابات. تجربة تُضاف إلى سجل الإخفاقات الغربية في فهم الخصوصية الصينية والسرعة التي يتحول بها هذا السوق نحو المستقبل.