نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: دراسة: بكتيريا الأمعاء قد تخلص الجسم من مواد كيميائية سامة مرتبطة بالسرطان - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 15 يوليو 2025 01:16 صباحاً
كشفت دراسة جديدة أُجريت في جامعة كامبريدج عن قدرة بعض أنواع بكتيريا الأمعاء على امتصاص المواد الكيميائية السامة المعروفة باسم PFAS، والمساعدة على طردها من الجسم عبر البراز، في تطور علمي قد يغيّر مسار التعامل مع هذه الملوثات الخطرة.
وبحسب ما نشره موقع "الجارديان"، فإن أهمية هذه النتائج تكمن في تقديمها بديلاً محتملاً لطرق العلاج التقليدية المعتمدة حالياً، مثل تنقية الدم أو استخدام أدوية لخفض الكوليسترول، والتي قد تسبب آثاراً جانبية غير مرغوبة.
وأوضحت الدراسة أن هذه البكتيريا تمكنت من إزالة ما يصل إلى 75% من بعض أحماض PFAS من أمعاء الفئران، وهو ما دفع الباحثين إلى العمل على تطوير مكملات بروبيوتيك غذائية تعزز نمو هذه الميكروبات المفيدة لدى البشر، في خطوة قد تمثل نقلة نوعية في الطب الوقائي والبيئي.
وقالت آنا ليندل، الباحثة الرئيسية في الدراسة، إن استخدام البروبيوتيك للتخلص من PFAS سيكون خياراً واعداً، خاصة أنه أقل ضرراً من العلاجات الحالية، موضحة أن البكتيريا تبدو قادرة على امتصاص السموم ثم طردها من خلاياها باستخدام آلية تشبه المضخات.
ويُشار إلى أن مركبات PFAS تُستخدم في صناعة المنتجات المقاومة للماء والبقع والشحوم، إلا أنها ارتبطت بعدد كبير من المشكلات الصحية، من بينها السرطان، والعيوب الخلقية، وضعف المناعة، وأمراض الكلى، وارتفاع الكوليسترول، ما جعلها تُعرف باسم "المواد الكيميائية الدائمة" لعدم تحللها طبيعياً.
وتؤكد وكالة حماية البيئة الأمريكية أن مركبي PFOS وPFOA، وهما من أبرز مركبات PFAS، ليس لهما مستويات آمنة في مياه الشرب، حيث يستغرق الجسم ما بين سنتين إلى خمس سنوات للتخلص من نصف الكمية المتراكمة في الدم، ما يعني أن التخلص الكامل منها قد يستغرق عقوداً.
وعلى الرغم من أن هذا الاكتشاف هو الأول من نوعه بشأن قدرة ميكروبات الأمعاء على طرد PFAS، فإن أبحاثاً سابقة أظهرت أن هذه الميكروبات يمكن أن تخفف من آثار ملوثات بيئية أخرى، مثل الجسيمات البلاستيكية الدقيقة.
وقد قام الباحثون بإدخال تسعة أنواع من البكتيريا البشرية إلى أمعاء الفئران، لتقريب ظروف التجربة من الإنسان، ولاحظوا أن البكتيريا امتصت السموم وطرحتها لاحقاً عبر البراز، ما يعكس قدرتها على التعامل مع ملوثات الغذاء الأكثر شيوعاً، والتي لا تزال غير خاضعة لرقابة صارمة في بعض الدول.
وتأمل ليندل وفريقها أن تُساهم هذه النتائج في تطوير علاج طبيعي وآمن يُساعد على تقليل أثر المركبات السامة في جسم الإنسان، مشيرة إلى أن الميكروبات طورت هذه الآليات للتخلص من الملوثات والمضادات الحيوية، وهو ما يمكن تسخيره مستقبلاً في محاربة التلوث الكيميائي داخل الجسم.