الاتفاق على وقف إطلاق النار بالسويداء والجيش السوري يبدأ الانسحاب - تليجراف الخليج

نستعرض معكم أعزاءنا الزوار أبرز وأحدث الأخبار كما تجدونها في السطور القادمة الاتفاق على وقف إطلاق النار بالسويداء والجيش السوري يبدأ الانسحاب - تليجراف الخليج لليوم الخميس 17 يوليو 2025 01:36 صباحاً

رام الله - تليجراف الخليج
أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا)، في وقت متأخر من مساء الأربعاء، بدء انسحاب عناصر الجيش من مدينة السويداء، عقب الاتفاق على وقف إطلاق النار بين جميع الأطراف.

وقال مدير العلاقات العامة بوزارة الدفاع السورية لقناة (الجزيرة) إن الدولة تتجه لتطبيق الاتفاق المبرم مع مشايخ العقل بالسويداء، وسيضمن الطرفان  تنفيذه، مضيفا "نعول على ما لمسناه من جدية مشايخ العقل وحسهم الوطني".

من جهته، أكد مصدر في وزارة الداخلية السورية التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار ونشر حواجز أمنية في المدينة، و"اندماجها الكامل ضمن الدولة السورية"، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا).

وأشار المصدر إلى أنه جرى إخراج كل العناصر التي تصنفها الدولة السورية "خارجة عن القانون" من كامل المدينة.

وأعلنت (سانا) بدء انسحاب عناصر الجيش من السويداء تطبيقا للاتفاق المبرم بين الدولة ومشايخ العقل في المدينة، و"بعد انتهاء مهمة الجيش في ملاحقة المجموعات الخارجة عن القانون".

وأكدت مصادر محلية سورية انسحاب بعض الآليات الثقيلة للجيش السوري ودخول سيارات لقوى الأمن إلى المدينة.

"اندماج كامل"

وتعليقا على الاتفاق، قال شيخ عقل طائفة الدروز يوسف جربوع إنه "بعد الأحداث الأليمة بالسويداء تواصلنا مع الدولة السورية، وتوصلنا إلى اتفاق".

وأشار إلى أن الاتفاق ينص على إيقاف تام لجميع العمليات العسكرية في المدينة من جميع الأطراف، و"اندماج كامل" للسويداء ضمن الدولة السورية.

ويأتي إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بعد أن أكد وسائل إعلام في وقت سابق أن المدينة الواقعة جنوبي سوريا شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري وما تصفها السلطات بـ"جماعات خارجة عن القانون".

وأكدت أن الاشتباكات بين قوات الأمن السوري ومجموعات مسلحة تجددت صباح الأربعاء في أحياء داخل السويداء، وترافقت مع عمليات قصف على أحياء في مركز المدينة.

وكانت إدارة الإعلام بوزارة الدفاع السورية، قالت في تصريحات صحفية إن قوات الوزارة تتابع عمليات التمشيط داخل مدينة السويداء، بهدف إعادة الاستقرار وضمان عودة الأهالي.

وأضافت أنها أمنت جزءا كبيرا من الريف الغربي، مشيرة إلى أن قواتها لم تدخل بعد إلى الريف الشرقي لمحافظة السويداء.

وأكدت الوزارة فتح ممرات آمنة للمدنيين بالتنسيق مع قوى الأمن الداخلي بعد تمشيط المنطقة المستهدفة وتأمينها.

وأوضحت أن قواتها تعمل على ترسيخ الاستقرار وبسط الأمن في مدينة السويداء، حتى تتمكن مؤسسات الدولة من الدخول إليها وتقديم المساعدة للمواطنين.

انتهاكات مؤسفة

من ناحية أخرى، قالت الرئاسة السورية، في بيان لها، إنها ملتزمة بشكل تام بالتحقيق في جميع الحوادث بالسويداء، ومحاسبة كل من ثبت تورطه فيها.

وقالت إن "هذه الأفعال التي تندرج ضمن السلوكيات الإجرامية لا يمكن قبولها تحت أي ظرف وتتنافى مع مبادئ الدولة".

وأضافت أنها تابعت باهتمام "الانتهاكات المؤسفة" التي طالت بعض المناطق في محافظة السويداء.

وأكدت لأهل السويداء أن "حقوقهم ستكون دائما مصونة ولن تسمح لأي طرف بالعبث بأمنهم واستقرارهم".

كما شددت على أنها تضع أولوية قصوى لحماية الأمن والاستقرار في جميع أنحاء سوريا.

جثث بالمستشفى

وقد أعلنت وزارة الصحة السورية العثور على عشرات الجثث في المستشفى الوطني في السويداء، بينها جثث أفراد من قوات الأمن وجثث مدنيين.

كما قال وزير الصحة السوري إن الطيران الإسرائيلي يعرقل دخول قافلة طبية لمحافظة السويداء باستهدافه أي سيارات تتجه نحوها.

يشار إلى أن قوات الحكومة السورية كانت قد دخلت مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، الثلاثاء، بهدف الإشراف على وقف لإطلاق النار تم الاتفاق عليه مع وجهاء وأعيان مدينة السويداء بعد مواجهات مع قبائل بدوية محلية أسفرت عن مقتل العشرات.

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل ما لا يقل عن 169 سوريا في محافظة السويداء، بينهم 5 أطفال و6 سيدات، وإصابة ما لا يقل عن 200 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، منذ 13 تموز/ يوليو 2025.

كما شنت إسرائيل -التي أعلنت "عدم التخلي" عن الدروز ودعت لحمايتهم- الأربعاء سلسلة غارات على مواقع في السويداء ودمشق، حيث استهدف سلاح الجو الإسرائيلي مبنى الأركان العامة ووزارة الدفاع ومحيط القصر الرئاسي، وأعلن وزير الجيش الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن رسائل التحذير لدمشق انتهت وتوعد بما سماها "ضربات موجعة".

وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) بأن الطيران الإسرائيلي شن غارات على دمشق، أسفرت عن استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة 28 آخرين.

وتنفذ إسرائيل منذ أشهر قصفاً متكرراً على سوريا، رغبةً في جعل جنوب غرب البلاد منطقة "منزوعة السلاح" مع تأكديها أيضاً العمل على "حماية الدروز" في سوريا، وفق إدعائها.

ومساء الأربعاء، قالت تامي بروس، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، في مقابلة مع قناة (فوكس نيوز): "ندعو الحكومة السورية إلى سحب قواتها للسماح لجميع الأطراف بالتوصل إلى خفض التصعيد".

وكان ماركو روبيو، وزير الخارجية الأميركي، قال للصحفيين في البيت الأبيض، بوقت سابق من الأربعاء، إنه يتوقع إحراز تقدم نحو خفض التصعيد خلال الساعات القليلة المقبلة.