نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ابن كيران والدعم الصريح لإيران! - تليجراف الخليج اليوم السبت 19 يوليو 2025 04:00 صباحاً
غريب أمر الأمين العام الحالي لحزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية، وأول رئيس حكومة بعد إقرار دستور 2011 وتصدر حزبه نتائج الانتخابات المبكرة"2012"، وتكمن غرابته في كونه يصر على ألا يدع حدثا يمر دون محاولة استغلاله من أجل إعادة تسليط الأضواء على شخصه، بعد أن تآكلت شعبيته وفقد الكثير من مصداقيته، فضلا عن تماديه في مهاجمة خصومه السياسيين ومن يخالفونه الرأي، معتقدا أنه يستطيع بذلك رتق بكارة الحزب التي تمزقت في انتخابات 8 شتنبر 2021 إثر تقهقره من الرتبة الأولى إلى الثامنة، والحصول فقط على 13 مقعدا من أصل 395 بمجلس النواب وهو الذي كان يتوفر على 125 مقعدا في 2016...
فابن كيران الذي سمح لنفسه بمهاجمة فئة من المغاربة خلال مهرجان خطابي للاتحاد الوطني للشغل الذراع النقابي للحزب، بمناسبة الاحتفاء بعيد الشغل في فاتح ماي 2025، لا لشيء سوى أنهم يرون بأن الواجب الوطني يقتضي إعطاء الأولوية للقضايا الوطنية وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية، حيث لم يتردد في وصفهم بأقذع النعوت الحاطة بكرامة الإنسان، حيث قال "هاذوك أصحاب تازة قبل غزة لقيت ليهم اسم جديد وهو "الميكروبات"، آه حيث هما "ميكروبات" و"حمير" وحتى الحمير أحسن منهم"
وسمح لنفسه كذلك بخلط الدين بالسياسة والتطاول على مؤسسة الجيش المغربي، وهو يصرح يوم السبت 31 ماي 2025 خلال اجتماع الأمانة العامة للحزب، بأن "مشاركة فيالق مكونات من الجيش الإسرائيلي فوق أراضينا في مناورات عسكرية هو أمر لا يجوز شرعا". وأضاف قائلا إن "دخول الفيلق الإسرائيلي إلى بلادنا في هذا الوقت والمشاركة في أي نشاط لا يجوز شرعا ولا ديمقراطيا" وهو ما اعتبره عديد المختصين والمتتبعين قفزا على صلاحيات إصدار الفتاوى الشرعية، التي تعد من اختصاصات المجلس العلمي الأعلى، المخول له وحده إصدار الفتاوى الشرعية في المغرب، والذي يترأسه أمير المؤمنين الملك محمد السادس. كما أن تدخله غير المبرر في شؤون الجيش المغربي الذي يترأسه أيضا عاهل البلاد، باعتباره القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، يعد من بين المخالفات الجسيمة للتعليمات العسكرية. ثم ألا يعتبر تحريضا على العصيان القول بأن مشاركة قوات عسكرية إسرائيلية في مناورات الأسد الإفريقي أمر غير شرعي، ويهدف إلى محاولة تحقيق مكاسب سياسية حزبية ضيقة، لاسيما ونحن على مرمى حجر من موعد الاستحقاقات الانتخابية برسم سنة 2026؟
هو نفسه الذي بمجرد شن الجيش الإسرائيلي سلسلة من الضربات الجوية غير المسبوقة وواسعة النطاق ضد إيران مع فجر الجمعة 13 يونيو 2025 استهدفت منشآت نووية ومصانع وصواريخ باليستية، وقادة عسكريين وعلماء نوويين وغيرهم من المدنيين، حتى سارع يوم السبت 14 يونيو 2025 إبان انعقاد المؤتمر الجهوي السابع للحزب بجهة بني ملال-خنيفرة، إلى الدعوة لدعم إيران أمام ما تتعرض له من قصف إسرائيلي، رغم ما وصفه ب"المواقف السلبية" السابقة لها تجاه عديد الدول العربية ومن بينها المغرب، مشيرا إلى أنه بغض النظر عن خلافاتها مع المغرب، "تبقى هي الدولة الوحيدة التي لا تزال تدافع عن فلسطين قدر استطاعتها" وشدد على أن الوقت "لا يسمح بالخصومات" إزاء المجازر التي ترتكب في حق الفلسطينيين بقطاع غزة.
ولم يتوقف عند هذا الحد، إذ اعتبر أن "الواجب الأخلاقي والإنساني والديني يقتضي نصرة كل من يدافع عن الفلسطينيين، مهما بلغت الخلافات" وينتقد في ذات الوقت "رغبة إيران في الهيمنة ونشر مذهبها". كما أنه وصف إسرائيل ب"الدولة المغتصبة التي تقتل الفلسطينيين وتشردهم منذ أكثر من سبعين عاما" مطالبا بعدم الانجرار إلى التحالف معها أو تبرير سياساتها تحت أي مبرر كان، لأن التحالف معها لا يمت بأية صلة للإسلام ولا للعروبة ولا للإنسانية، وختم كلمته بدعوة المنتصرين للكيان الإسرائيلي إلى مراجعة أنفسهم، مؤكدا على أن "نفوذ إسرائيل المدعوم من طرف أمريكا لن يدوم، ولا يدوم إلا الحق، ولا يصح إلا الصحيح" محذرا من أن المواقف الحالية ستحاسب عليها الأجيال المقبلة.
فرئيس الحكومة الأسبق ابن كيران يعلم جيدا أن إيران لم تخف يوما عداءها المبدئي لوحدة المغرب الترابية، وتحالفها الاستراتيجي مع النظام العسكري الجزائري من أجل بسط هيمنتها على شمال إفريقيا. ويعلم أن المغرب ينأى بنفسه عن التدخل في مثل هذه المعارك العسكرية، انسجاما مع أسلوبه الدبلوماسي الرصين الذي ما انفك يعتمده في تعامله مع سائر بلدان العالم، ويحرص كثيرا على موازنة التزامه التاريخي بمساندة القضية الفلسطينية، كما يرفض التدخلات الإيرانية في شؤونه الداخلية، وما تقوم به طهران من دعم للمناورات الانفصالية التي تهدد وحدته الترابية، حيث لم يصدر عنه أي موقف رسمي بشأن التصعيد القائم بين إيران وإسرائيل.
إننا لا نقبل بأن يستمر ابن كيران الحالم بالعودة إلى رئاسة الحكومة في الاستحقاقات القادمة في التلاعب بعواطف المواطنين، الذين لم يتأخروا في معاقبة حزبه في الانتخابات السابقة 2021، إذ كيف يعقل أن يصوتوا لصالح حزب يقوده رجل يسير على غير هدى في اتجاه تهديد ثوابت الأمة، ويسعى جاهدا إلى تحويل حزبه من تنظيم سياسي مدني إلى جماعة دينية غير معتدلة، تحاول ممارسة وصايتها ليس فقط على المغاربة، بل حتى على المجلس العلمي الأعلى والمؤسسة العسكرية؟