نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: "مسيرات خضراء" بسبتة ومليلية للمطالبة بإلغاء التأشيرة والعودة إلى الوضع السابق - تليجراف الخليج اليوم السبت 19 يوليو 2025 04:00 صباحاً
بدأت أصوات مغربية من داخل المجتمع المدني تُهيّئ لتحركات ميدانية وإعلامية في كل من سبتة ومليلية المحتلتين، تهدف إلى رفع وعي السكان المحليين الإسبان بفوائد العودة إلى النظام الحدودي القديم الذي كان يسمح بمرور الأشخاص دون الحاجة إلى تأشيرة أو جواز سفر، مقابل إبراز الضرر الاقتصادي والاجتماعي الذي خلفته القيود المفروضة حاليا.
وحسب ما أفادت به جريدة La Razón الإسبانية، فإن هذه المبادرات تقودها شخصيات مرتبطة بـ"اللجنة الوطنية لتحرير سبتة ومليلية"، وتراهن على أن سكان المدينتين، عندما تتوفر لديهم المعلومات الحقيقية، سيدركون حجم المكاسب الممكنة من تسهيل التنقل الحدودي، لا سيما أن العديد من المغاربة ممن كانوا يشتغلون في مجالات كالنجارة والسباكة ورعاية المسنين، توقفوا عن العمل بعد تشديد الإجراءات، مما أدى إلى ارتفاع تكلفة اليد العاملة في الجانب الإسباني.
المنظمون شددوا على أن هذه المبادرات لا تهدف إلى العودة لزمن التهريب المعيشي، أو ما يُعرف بـ"التجارة غير النظامية"، التي كانت تستنزف كرامة النساء الحمالات وتُغني حفنة من المهربين.
ويعتزم النشطاء تنظيم مسيرات سلمية على الحدود تحت شعار "المسيرات الخضراء"، ترمي إلى لفت انتباه الرأي العام المحلي والإسباني والدولي إلى الطابع اللاعقلاني للحدود الحالية، مؤكدين أن الأمر لا علاقة له بـ"غزو" أو مسعى عدائي، بل هو تحرك رمزي وحقوقي واقتصادي.
في موازاة ذلك، لا تزال المبادرات السياسية الرمزية تتوالى في الداخل المغربي، حيث اقترح محمد الصغير، النائب الثاني لرئيس جماعة بني أنصار، تخصيص يوم 17 شتنبر من كل سنة كيوم وطني لـ"المطالبة بمغربية سبتة ومليلية".
وقال الصغير في تدوينة له، إن قضية المدينتين لم تعد رهينة التصريحات الدبلوماسية فقط، بل تحولت إلى قناعة شعبية راسخة ومطلب وطني، واصفا الاحتلال الإسباني بـ"الظلم التاريخي"، مشدداً على أن "التحرر حق لا يسقط بالتقادم".
وفي هذا السياق، يعمل "اللجنة الوطنية لتحرير سبتة ومليلية" على تنظيم لقاءات توعوية، هدفها بناء وعي وطني متجدد بعيداً عن الخطابات التقليدية، ومبني على خطوات ملموسة ومستدامة.
جدير بالذكر أن اختيار 17 شتنبر يحمل بعداً رمزياً، إذ يوافق "عيد مليلية" الذي يُخلد من خلاله الإسبان ذكرى ضم المدينة سنة 1497 على يد بيدرو دي إستوبينيان إلى التاج القشتالي، وهو ما يعتبره المغاربة صفحة استعمارية يجب أن تُطوى عاجلاً أو آجلاً.