نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: مأساة في سماء إيطاليا.. وفاة المغامر النمساوي فيليكس... - تليجراف الخليج اليوم السبت 19 يوليو 2025 01:45 مساءً
توفي القافز المظلي النمساوي الشهير فيليكس بومجارتنر عن عمر ناهز السادسة والخمسين، إثر حادث مروع أثناء قيامه برحلة طيران شراعي على الساحل الشرقي لإيطاليا. أفادت التقارير أن الطائرة الشراعية التي كان يقودها اصطدمت بجانب مسبح في بلدة بورتو سانت إلبيديو التابعة لمقاطعة فيرمو، مما أسفر عن وفاته في الحال.
وأكد رجال الإطفاء الإيطاليون وقوع الحادث نتيجة فقدان بومجارتنر السيطرة على الطائرة الشراعية، وهو ما أدى إلى الاصطدام العنيف وإنهاء حياة أحد أبرز رموز المغامرة الجوية في العالم.
صدمة كبيرة في المجتمع المحلي والعالمي
أعرب عمدة بلدة بورتو سانت إلبيديو، ماسيميليانو كياربيلا، عن حزنه العميق قائلاً: "مجتمعنا تأثر بشدة برحيل فيليكس بومجارتنر، فهو لم يكن مجرد رياضي، بل رمز عالمي للشجاعة والتحدي والشغف بالتحليق". وأضاف أن حضور بومجارتنر في المدينة لطالما كان مصدر إلهام لمحبي الرياضات الجوية.
وقد انتشرت موجات الحزن في جميع أنحاء العالم فور الإعلان عن وفاته، حيث تفاعل عدد كبير من متابعيه وعشاق رياضات المغامرة على منصات التواصل الاجتماعي، معربين عن صدمتهم لفقدان أحد أعظم القافزين في التاريخ الحديث.
إنجاز أسطوري لا يُنسى: قفزة من حدود الفضاء
عرف العالم اسم فيليكس بومجارتنر في عام 2012، حين دخل التاريخ بعد تنفيذه قفزة غير مسبوقة من حدود الفضاء. حيث صعد بمساعدة منطاد ضخم إلى طبقة الستراتوسفير على ارتفاع 39 كيلومترًا، ثم قفز بسرعة فاقت سرعة الصوت، محققًا رقمًا قياسيًا عالميًا لأعلى قفزة جوية على الإطلاق.
وقد أُطلق عليه لقب "فيليكس الشجاع" بعد تلك المغامرة التي تابعها ملايين الأشخاص حول العالم، وتم توثيقها ضمن مشروع علمي مدعوم من شركات كبرى. القفزة لم تكن فقط استعراضًا للجرأة، بل ساهمت أيضًا في تقديم بيانات هامة لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا".
مسيرة حافلة بالقفزات المجنونة والإنجازات الجريئة
لم تكن قفزة الستراتوسفير هي الوحيدة في سجل فيليكس المذهل، بل سبقها آلاف القفزات من طائرات، وجسور، وناطحات سحاب، بل وحتى معالم شهيرة. من أبرز مغامراته، قفزه من تمثال المسيح المخلص في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، وهي واحدة من القفزات التي جذبت أنظار العالم وشكلت تحديًا كبيرًا لعوامل الطقس والارتفاع والبنية المعمارية.
كما خدم بومجارتنر سابقًا في صفوف القوات المسلحة النمساوية كقافز مظلي، وهو ما ساعده في صقل مهاراته وخبراته التي صارت لاحقًا وقودًا لمغامراته المذهلة.
إرث خالد في سجل المغامرات البشرية
مع رحيل فيليكس بومجارتنر، تخسر الإنسانية أحد أبرز من تحدوا حدود الجاذبية والمنطق في سبيل سبر آفاق غير مسبوقة. وبالرغم من أن نهاية مشواره كانت مأساوية، فإن إرثه سيظل خالدًا في ذاكرة الرياضات الجوية وقلوب المغامرين.
فما فعله هذا الرجل النمساوي سيبقى دليلًا حيًا على أن الشغف والجرأة قد يدفعان الإنسان لتجاوز المستحيل، حتى وإن كانت السماء هي الحدود.
يرحل فيليكس بومجارتنر لكن يبقى اسمه محفورًا في كتب الأرقام القياسية وتاريخ المغامرات الجوية، كشخص واجه السماء وجعل المستحيل ممكنًا، قبل أن يسقط في لحظة قدر أليمة، على نفس الأرض التي طالما حلق فوقها بشجاعة لا توصف.