اختراق طبي مذهل .. ولادة أطفال من DNA لـ3 أشخاص لمنع أمراض وراثية قاتلة - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: اختراق طبي مذهل .. ولادة أطفال من DNA لـ3 أشخاص لمنع أمراض وراثية قاتلة - تليجراف الخليج اليوم السبت 19 يوليو 2025 09:18 مساءً

تليجراف الخليج - شهدت بريطانيا ولادة ثمانية أطفال أصحاء بفضل تقنية تخصيب مبتكرة اعتُبرت الأولى عالمياً، حيث استهدفت تقليل احتمال انتقال أمراض وراثية خطيرة من الأمهات إلى الأبناء.

وأكد فريق البحث المسؤول عن التجربة الرائدة أن التقنية أسفرت عن نتائج مبشرة، تمنح أملاً جديداً للنساء اللواتي يحملن طفرات في الحمض النووي الميتوكوندري.

وتُعد الأمراض الميتوكوندرية من الاضطرابات الوراثية النادرة وغير القابلة للعلاج، وتصيب مولوداً من بين كل 5000 ولادة تقريباً، مسببة أعراضاً متفاوتة مثل ضعف البصر، والسكري، وضمور العضلات.

وبحسب صحيفة "ذا غارديان"، كانت بريطانيا سبّاقة في إقرار هذه التقنية عام 2015، لتكون أول دولة تسمح باستخدام التبرع بجزء صغير من الحمض النووي الميتوكوندري من بويضة متبرعة، يُدمَج مع بويضة الأم ونطفة الأب.

ويُطلق بعضهم على هذه التقنية وصف "أطفال الأبوين الثلاثة"، رغم أن الحمض النووي المنقول من المتبرعة لا يتجاوز 0.1% فقط من الشيفرة الجينية للمولود.

ونُشرت نتائج التجربة المنتظرة في دورية "نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن"، وأوضحت أن التجربة أُجريت في مركز نيوكاسل للخصوبة بشمال شرق إنجلترا، حيث خضعت 22 سيدة للعلاج، وأثمرت العملية عن ولادة أربعة أولاد وأربع بنات، تتراوح أعمارهم حالياً بين أقل من ستة أشهر وأكثر من عامين.

وكشفت النتائج عن خفض نسبة الحمض النووي الميتوكوندري المسبب للمرض بنسبة تتراوح بين 95% و100% لدى ستة أطفال، بينما انخفضت النسبة لدى اثنين آخرين إلى ما بين 77% و88%، وهي أقل من المعدلات التي تسبب الأمراض.

ورغم أن الأطفال الثمانية بصحة جيدة حتى الآن، أبلغ الأطباء عن حالة واحدة عانت من اضطراب في نظم القلب، لكن جرى علاجها بنجاح، وسيواصل الفريق الطبي متابعة حالة الأطفال لرصد أي مشكلات محتملة في المستقبل.

وأشار خبير الوراثة الإنجابية في جامعة أكسفورد داغان ويلز إلى رصد مؤشرات على ما يُعرف بظاهرة "الارتداد" لدى ثلاثة من الأطفال، وهي حالة معقدة يحدث فيها أن تنخفض نسبة الميتوكوندريا التالفة في البداية، ثم تعود للارتفاع عند الولادة، مؤكداً أن هذه الظاهرة ما تزال بحاجة لدراسات معمّقة لفهمها بالكامل.

فيما وصف الخبير السويدي نيلس-غوران لارسون، الذي لم يشارك في الدراسة، التقنية بأنها "اختراق علمي"، معتبراً إياها خياراً مهماً للأسر التي تعاني من أمراض ميتوكوندرية مدمرة.

ورغم أن التجربة البريطانية تُعد الأولى بمشاركة عدة أمهات، فإن أول ولادة باستخدام تقنية الحمض النووي من ثلاثة أطراف سُجلت عام 2016، بعد أن أجريت سيدة علاجا مشابهاً في المكسيك على يد اختصاصيين أمريكيين، مستفيدين من غياب التشريعات في حينها.

من ناحية أخرى، لا تزال تقنية التبرع بالميتوكوندري تثير جدلاً أخلاقياً، ولم تحظ بموافقة عدة دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا، إذ يعارضها رجال دين بدعوى أنها تتضمن تدمير أجنة بشرية، بينما يرى آخرون أنها قد تمهد الطريق لما يُعرف بـ"الأجنة المصممة".

وشدد بيتر تومسون، رئيس هيئة التخصيب البشري والأجنة في بريطانيا، على أن الإجراء لا يُسمح به إلا لمن لديهم احتمال مرتفع جداً لنقل أمراض ميتوكوندرية خطيرة.


نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.